لم يكن مصور مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" السابق الشهير تشوك أورير يتخيل وهو يلتقط بكاميرته صورة لمشهد تناغم العشب الأخضر مع السحب البيضاء في سماء ولاية كاليفورنيا الزرقاء، أن تصبح هذه اللقطة أكثر صورة تحظى بالمشاهدة على سطح الكرة الأرضية. لقد كان أورير يقود سيارته وهو في طريقه لزيارة صديقه له عندما هاجمته الطبيعة بجمالها وكان بإمكانه أن يواصل السير ولكن الحس الفوتوغرافي تغلب عليه وسرعان ما أخرج كاميرته ليلتقط هذا المشهد الرائع.

لقد شاهد هذه الصورة ما يزيد عن المليار شخص حول العالم، لتصبح الصورة التي اتخذتها شركة مايكروسوفت لتكون الخلفية الرئيسية لويندوز إكس بي على سطح شاشة الكمبيوتر عند تشغيل البرنامج إلا أنه ومن غير المرجح أن يكون أي من هؤلاء قد خطر على باله المصور الشهير الذي التقط هذه الصورة للريف القريب من وادي نابا بشمالي ولاية كاليفورنيا.

وعلى الرغم من أن المصور الفوتوغرافي 69 عامًا كان قد وقع على اتفاقية لا تسمح له بالإدلاء بأي تفاصيل حول المبلغ الذي تقاضاه مقابل هذه الصورة، لكن بعض التقارير الصحافية ذكرت أن سعر الصورة هو ثاني أعلى سعر لصورة تم شراؤها في العالم.

ويقول أورير "إنه كان يسلك الطريق الذي يربط بين مدينة نابا وبين سان فرانسيسكو مرتين أسبوعيًا خلال العام 2003 تقريبًا، ولكنها كانت المرة الأولى التي يُلاحظ فيها خلال شهر كانون الثاني/ يناير أكثر المشاهد روعة في ذلك الطريق إذ تلتقي الخضرة بصفحة السماء الزرقاء الأمر الذي دفعه لأن يتوقف بسيارته ويخرج منها كي يلتقط بعدسته صورتين. وعلى الرغم من تأثره بالمشهد لكنه يتناول موضوع الصورة في حديثه من صاحبته التي تزوج منها فيما بعد.

ولكنه وفي وقت لاحق تلقى مكالمة هاتفية من وكيله في أرشيف كوربيس للصور الفوتواغرافية يخبره فيها أن "شركة مايكروسوفت تريد شراء أصل هذه الصورة التي كانت بمثابة ضربة الحظ التي أفاضت عليه بالمال الوفير".

ويقول أورير إنه "لم يكن يخطر على باله وهو يلتقط هذه الصورة أن يحدث معه ما حدث فهي أكثر صورة شاهدها العالم إذ أنه وباستطاعة أي فرد في بنغالاديش أو الصين أو أي مكان آخر في العالم أن يتعرف على الصورة".

يُذكر أن أورير كان قد بدأ مسيرة التصوير الفوتوغرافي مع صحيفة كانساس سيتي ستار وصحيفة لوس أنغلوس تايمز كما عمل لمدة 25 عامًا مع مجلة ناشيونال جيوغرافيك، وهو الآن متخصص في تصوير صناعة الخمور في نابا وحول العالم.

الطريف في حكاية الصورة هو أنه لم يكن يشاهدها يوميًا مثلما يشاهدها الناس في كل مكان على سطح الأرض، لأنه ببساطة لم يكن يستخدم نظام ويندوز إكس بي إذ كان نظام آبل ماكتنوش هو المتاح بالنسبة له .

* العرب اليوم