آخر الاخبار

المليشيات تجدد تصعيدها العسكري صوب مأرب القوات الخاصة التابعة للشرعية تشارك في فعاليات تمرين الأسد المتأهب بالمملكة الأردنية بحضور دولي من بريطانيا وتركيا وعدة دول أخرى...إستكمال التحضيرات بمأرب لانطلاق المؤتمر الطبي الأول بجامعة إقليم سبأ نقابة الصحفيين تستنكر التحريض ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم وتدعو السلطة الشرعية بمأرب الى التدخل لإيقاف تلك الممارسات عملية نوعية لقبائل محافظة الجوف استهدفت قيادي حوثي بارز ينتمى لصعدة في كمين محكم وحارق السفير اليمني لدى لندن يكشف عن أبرز التفاهمات اليمنية البريطانية حول تعزيز القدرات الدفاعية للحكومة اليمنية وملفات السلام والحرب سلطنة عمان تحتضن مباحثات بين كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وإيران... لتجنب التصعيد بالمنطقة تصعيد عسكري في جبهات جنوب وشمال تعز ولحج وقوات ''درع الوطن'' تدفع بتعزيرات اضافية كبيرة خبر سار.. الشرعية تعلن تفويج ونقل حجاج اليمن عبر مطار صنعاء و4 مطارات اخرى دولية محكمة مصرية تقرر رفع إسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب

هل خسر التجمع اليمني للإصلاح شعبيته وفقد ثقة الجماهير فيه ؟!

الإثنين 15 إبريل-نيسان 2013 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - أبو الحسنين محسن معيض
عدد القراءات 13224

يعتقدُ البعضُ بأن التجمع اليمني للإصلاح قد خسر مؤخراً الكثيرَ من شعبيته وفقد ثقة الجماهير فيه, وخاصةً في المحافظات الجنوبية , ويجتهدون في نشر هذا المعتقد بالمجالس والطرقات فيتشبع عوامُ الناس به حتى يصيرَ حقيقةً لا تقبل الدحض عندهم . والواقع الذي يدركه جيدا المروجون وأهلُ الدراية أن ذلك إشاعة مدروسة جيدا لتهز الثقة في مصداقية ( الإصلاح ) لدى من وجدوا فيها متنفساً لهم وهم يرون بأعينهم كيف يستطيع ( الإصلاحُ ) بفضل الله تجاوزَ كل المحن والصعاب التي توضع في طريقه ليعود أقوى مما كان. ويعلمون أنه هو الكيانُ الأفضل على الساحة لما يتمتع به من انضباط تنظيمي وحركة دائمة شاملة ووسطية واعتدال وأنه الأجدر بالريادة والأحق بالقيادة لتماسك بنيانه الإداري وترابط بناءه البشري.

وهو كغيره من الهيئات المطالبة بالتغيير يتعرض في طريقه لمحن ونكبات من جهات تحارب منهاجه ووسائله التعليمية بشتى الوسائل المتاحة لها, وهذه قد تعرقل مسار دربه وتحد من نشاطه ولكنها مطلقا لا تنهي حركته المستمرة نحو الهدف ولو ببطء وتمهل, وما زادته الشدائد إلا سموا ولمعانا لا تفتتا وخسرانا. وليس هذا القول عاطفة أو تعصبا ولكنه واقع تدل عليه أسس يراها جيدا الخصمُ قبل الحليف. وقبل أن أبدأ لابد أن أوضح بعضا من الضوابط حتى لا يعتمل في صدر أحد اتهام أو شك فيما نكتبه :

1ـ إن هذا ليس تعصبا ولا تلميعا للإصلاح وإنما هو واقع يوافقني فيه العديد من خصومه حينما يُقَّيِمون مكامن القوة والضعف لدى المكونات السياسية على الساحة 2ـ أنني أتحدث هنا عن الإصلاح الحركي المنضبط لهيكلته التنظيمية ولحلقاته التثقيفية وبرامجه العلمية ومناشطه الدعوية والاجتماعية ودوراته التأهيلية وغيرها من الالتزامات 3ـ لا يعني هذا الرأي والتقييم تسفيه أفكار ومناهج الآخرين وإنكار إنجازاتهم ولكنه السبق الزمني والتميز التربوي ورصيد التجربة الذي حظي به التجمع فجعله في الترتيب الأول والأقرب للسداد 4ـ إن هذا التميز لا يعفيهم من الخطأ والتقصير في بعض قرارات قياداته وتصرفات أفراده ومما هو ناتج عن اجتهادات معذورة, ولا يخلو من نماذج نادرة سيئة تترك انطباعا عاما غير محمود عن الجماعة 5ـ ليس المقال محصورا بالناحية السياسية فقط ولكنه يتعرض لوضع الإصلاح بين كل الجماعات 6ـ لا يعني هذا أننا على الحق والصواب مطلقا وغيرنا على الضلالة والباطل دائما ولكننا جماعة من المسلمين نظن أننا الأقرب للصواب. والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير . ولهذه الأسباب سيظل الإصلاح قويا متجددا رغم المحن والصعاب :

 1 ـ الإصلاح لا يمجد الأفراد ولا يتأثر بغيابهم : يؤمن الإصلاح بالعمل الجماعي وأهمية التخصص في كل مجال من مجالاته ويتعامل مع قيادته كجهة تهتم بالإشراف العام ومتابعة خطط العمل واتخاذ القرار الصائب للمستجدات وفقا للمعطيات المطروحة أمامها من اللجان المختصة. ولا يحمل أعضاءه مطلقا صور قياداته في فعالياته ولا يمجدها بترديد أسمائها في شعاراته وخطابه ولا كتاباته وبياناته, فهم عندنا بشر يصيبون ويخطئون ونحبهم بمقدار قربهم من الله وتحريهم الصواب وحسن الخلق ولا نرفعهم فوق هذا المقام إلا بما أمرنا الله به من الاحترام والتقدير. ومن أجل هذا لا يضر الإصلاح كثيرا غياب قيادي فيه أو انحرافه عن منهاج إخوانه ولو كان قياديا محنكا وصاحب شعبية ومكانة لم يصل إليها أحد قبله, وحتما ( كطبيعة بشرية ) سيحدث قدر ضئيل من النجوى والتأثر لدى البعض, ولكن سرعان ما تستمر الحياة في الكيان ويبقى بينه وبين هذا القيادي السابق حبل من التواصل والمودة لكون ما حصل يقع في إطار نوازع البشر واختلاف الرأي دون ضرر ولا ضرار. وكم أسماء لها مكانتها العلمية والأدبية تركت هذه الجماعة لخلاف بسيط أو لاجتهاد خاص ولم يضر التجمع ذلك شيئا بقدر ما لحق بالتارك من تعرض لمكائد الشيطان وتربص الخصوم . بينما نرى كيف تتأثر مكونات وجماعات أخرى بذهاب رمزها عنها أو مخالفته لهم أو موته, وكيف تتفرق مكونات عدة وتتمزق أفكارا متعددة تبدأ في تجريح بعضها دون أدنى قدر أو احترام .

2 ـ الإصلاح موحد المنهاج والفكرة والرسالة : فهو كيان مرجعيته الكتاب والسنة وما أتفق عليه أهل التخصص والثقة في مجالهم بعد استفراغ الجهد في البحث والتمحيص لما هو الأنسب والأصلح للأمة ويتحقق به درء المفاسد وجلب المصالح. ومهما تأثر أحد أبنائه بغير منهاجهم الوسطي المعتدل وحاول فرضه على الآخرين فإن ضوابط ( الأصول العشرين ) تحبط حجته وتقمع تشدده. وهذه الأصول أجتهد بوضعها الإمام الشهيد حسن البنا ( رحمه الله ) مستنبطا إياها من كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وحظيت بالقبول والثناء لدى كثير من أهل العلم وجهات الاختصاص. وبهذا يبعد عن الإصلاح أي فكر شاذ أو توجه مخالف أو معتقد شطط , ولا يستطيع أحد أن يفرق تجمعه أو يشق صفه, فيبقى أهله منضبطين لأصوله المعروفة وأركانه المشهورة وشورى أفراده وقرارات قيادته . وكم تعرض التجمع اليمني كغيره من الحركات في العالم لمثل هذه الأفكار الضيقة في تعاملها مع الغير ولكنه استطاع تجاوزها واثبات خطأ وسائلها وتوجهها, بل وأجبر كثيرين ممن كانوا يشنون حملات التشويه والتشهير والتحريم على وسائله الدعوية والتعليمية والسياسية بأن يسيروا وفق منهاجه ووسائله فأصبح كيانهم ( إخواني ) وإن اختلف مسماه. والإصلاح امتداد لحركات عدة في عالمنا الإسلامي تحمل هذه الرسالة وتسعى لتحقيق أهدافها عبر وسائل مماثلة, وقد يتغير الاسم وفقا للعوامل المؤثرة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ولكن تبقى الأصول ثابتة. ففي تركيا وصلت الحركة الإسلامية إلى كرسي الحكم عدة مرات وفي كل مرة باسم مختلف ولكن بفكر واحد ومنهجية موحدة.

وسيبقى التجمع متماسكا بضوابطه ومنهاجه حاملا رسالته نحو إعادة الخلافة الراشدة وعالمية الإسلام بعون الله.

3 ـ منظم الإدارة والتخطيط ومترابط الهيكلة وقوي البناء : الإصلاح كيان إسلامي ينضبط في أعمال إدارته لهيكلة مؤسسية واضحة ولا يخضع لتجمعات متضاربة أو جيوب داخلية أو أسماء لامعة خارج إطارها المعروف, ولديه دوائر متخصصة تعتمد المهنية الاحترافية العالية في عملها. وهذه الهيكلة التنظيمية سلسة قوية وسهلة ممتنعة, فليس أمرهم بالفوضى ولا بالهمجية وليس فيه مجال للمزاجية أو الشطحات الفردية, ولا يقوم نشاط ميداني إلا بعد حصوله على موافقة المرجعية التنظيمية التي يقع فيها وعلى عاتقها هذا النشاط . كما يسعى ( الإصلاح ) لتأهيل أفراده وتثقيفهم بما يجعلهم فاعلين منضبطين متألقين في أعمالهم.

 وكم رأينا أثر هذه التربية في عدم حبهم للظهور والتصدر فلا يتدافعون على المنصب ولا يتخاصمون على المكانة كغيرهم من المكونات. ويهتم الإصلاح بالتخطيط والإحصاء ويضع خطته وفقا لدراسات واقعية متكاملة وبأرقام مؤكدة غير خيالية ولا عاطفية, ويوازن جيدا بين توسعه الأفقي والرأسي فيؤهل من الكيف ما يتناسب مع التربية والإشراف اللازم للكم الموجود. وبهذا ينتفي عنهم كل مزاجية وعدائية ويبعد منهم كل هوى وعصبية, ويبقى قويا بخططه الواقعية الطموحة وتأهيله المستمر ومعرفته بنقاط القوة والضعف في مربعات عمله فيزداد قوة هنا وتقدما في الآخر .

 كما يصعب على الجهات المعادية اختراقهم لما لديهم من ترابط وثيق وتواصل منضبط . بينما نجد أكثر المكونات على الساحة ليس لديها ولا نصف هذا التنظيم والضبط ولا القدرة على التواصل بين أفرادها من أدنى سلم عملهم إلى أعلاه, ونسمع كثيرا عن تضاربات قراراتها وعدم توافق قياداتها وإصرار كل جناح على موقفه ورأيه دون مرجعية تحسم الخلاف . كما نراها لا تستطيع ضبط أبنائها وأعضائها في فعالياتهم وأنشطتهم وتعاني من تسيير برامجها حسب ما خططت له.

 ولا يخلو تنظيمها من اختراقات عدائية متعددة ومن تسلق أصحاب المصالح الخاصة مما يفتت أهدافها ويعرقل سيرها لكونها لا تقوم بالتثقيف الأساس والتدريب التأهيلي اللازم ليصبح روادها أفرادا مؤهلين لحمل رسالة تنظيمهم بكل جدارة واقتدار . 

 4 ـ يعتمد الشورى وحسن التعامل مع أبنائه : الإصلاح لا يمارس مع أعضاءه الدكتاتورية والتسلط التنظيمي أمام ما يستجد من أحداث, وكثيرا ما يأخذ بمبدأ الشورى والحوار مستمعا لأرائهم حول موضوع النقاش ويتخذ كثيرا من القرارات والإجراءات وفقا لهذه الشورى, وربما أخذت القيادة بغيرها لما يتوفر عندها من معلومات ومعطيات لا تتوفر للقاعدة الوسطى واللبنة الأولى في التنظيم, ويسمع الأعضاء ويطيعون قيادتهم ولو كان مخالفا لنظرتهم, ويثقون أن هذه القيادة لن تتخذ إلا ما ترى فيه طاعة الله ورسوله ثم ما يحقق لهم وللناس السلامة والخير, ولا يصرون استكبارا على موقفهم معلنين عصيانهم التام لقرارات القيادة. بينما نجد ذلك واضحا عند كثير من المكونات حينما يحدث خلاف فكري أو سياسي بين القيادة والقواعد أو الشيخ والتلميذ فيتبادل الجميع التجريح والاتهامات. كما يحسن التجمع التعامل مع حمية وحماسة أبنائه تجاه بعض القضايا المستجدة فيسعى للتواصل والحوار معهم بكل أريحية ليصل معهم إلى اقتناع مشترك أو يترك لهم حرية الرأي معتبرا ذلك رأيا شخصيا خاصا بهم لا يفسد قضيةً وفكراً ولا يقطع إخوةً ووداً. وبهذا لا يكون لأحد أن يفرض عليهم إتباع قوة الرأي الفردي أو سطوة الجناح المتكتل أو سياسة الأمر الواقع. وقريبا من ذلك ما لاقاه إخوانُ مصرَ من عذاب وتنكيل في سجون النظام في النصف الثاني من القرن الماضي, فقررت جماعة منهم الخروج على الحاكم بالسلاح متخذين من بعض كتيبات الشهيد سيد قطب مرجعا لهم حينها, وإمام إصرار هذه الفئة وعدم فلاح الحوار ولغة الإقناع الفكري معهم تركتهم لفكرهم الخاص. وبقيت الجماعة الأم تعمل بجهد وصبر وتنظيم حتى وصلت اليوم للحكم بفضل الله عز وجل.

وفي اليمن كم رجل تألم لما يحدث في العراق وغزة والشيشان فأخذ يطالب عبر أبوابه التنظيمية بإعلان الجهاد وتجهيز عدة القتال. وتتدارس الجهة المسئولة الأمر من كل جوانبه وأبعاده, سياسيا وشرعيا, اجتماعيا واقتصاديا, فترى أن الأمر لن يكون محققا للغاية منه, فالعاطفة شيء ودراسة الأمور بعقل وحكمة أمر آخر, والقائد الحكيم يأبى أن يدفع برجاله في موقع لا تتوحد لهم فيه راية ولا قيادة ولا يجدون فيه تواصلا بينهم, وإمام هذا خالف بعضهم اجتهاد قيادته واتبع اجتهاده الخاص وربما عانى كثيرا في رحلته تلك . سائلين الله أن لا يحرمهم أجر مسيرهم .

 ـ 5 ـ يأخذ بشمولية الإسلام ويستوعب الجميع ويواكب عصره : الإصلاح كجماعة إسلامية يدرك جيدا روح هذا الدين ومدى صلاحيته للحكم بكل عدل وحكمة وإن ما يروجه البعض من غير ذلك إنما هو نتاج ممارسات خاطئة جسدها بعض أبناء الإسلام وجماعاته من خلال فهم غير دقيق للنصوص وتطبيق سيء للمعاملات وعدم مواكبة الواقع ومعايشة العصر بما يحتاجه الإنسان المسلم . وهذا فقه معتبر يتعلق بالواقع ومتغيرات العصور وحوادث الزمان, وهو ما تعامل معه التجمع بكل اعتدال وفهم من خلال أخذه بمنهاج حركة الإخوان في وسائلها التعليمية والعملية . فالإصلاح لم يقف متحجرا أمام مخترعات العصر وعلومه ولا متعثرا أمام متطلبات الوقت وضروراته ولا شاردا أمام ظواهر المجتمع المعاصرة, بل كان له التواجد المثمر والناجح في هذه المجالات أخذا بأحسنها وساعيا لتحسين أسوأها بما يتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف .

ونرى في تنظيم التجمع أصناف المجتمع كافة, نجد حملة الشهادات العلياء والأميين والإعلاميين والشعراء والرياضيين والتجار ومنظفي الشارع والمزارعين وغيرهم من فئات وطبقات المجتمع وكوادره رجالا ونساء دون تمييز, ويلتقون جميعا في هذا التجمع أخوة متحابين لا يتعالى بعضهم على بعض .

كما يربي الإصلاح أبناءه على مفاهيم القوة والإعداد لمواجهة خطوب الزمان, تدريبا وممارسة, وتقنية ومهنية , وبحثا ودراسة في كافة تخصصات العلوم الحديثة ومختلف الثقافات. ونجح الإصلاح في تأسيس عمل مؤسسي بكل اقتدار وعلم وبمهنية احترافية عالية في المجال التعليمي والعلمي والاقتصادي والإداري . ولديه العديد من الجامعات المرموقة والمستشفيات المتخصصة والمعاهد المتفوقة والمؤسسات الناجحة في مجالات عملها. واستطاع كسب ثقة الناس وحبهم من خلال التواصل الاجتماعي الصادق معهم في مختلف شئون ومراحل حياتهم, ومد يد العون للمساكين والمحتاجين من خلال العمل الخيري عبر جمعياته ولجان تكافله المنتشرة في أرجاء الوطن.

وختاما : إننا لنرى في هذا المجتمع الصغير ( الإصلاح ) صورة مثالية للدولة الإسلامية التي تستوعب أفراد المجتمع بمختلف مؤهلاتهم وطبقاتهم والتعامل معه بعدل ووسطية وتناسق وبكل شفافية وحب وتراحم. وما ذكرناه إنما هو بعض عوامل القوة والتميز التي تجعل من الإصلاح رائدا لا يخسر في ميدان العمل الجماهيري أفقيا, ولا ينكسر في سماء البناء التنظيمي رأسيا. وإن ما يظنه الناس تراجعا وخسارة نراه جميعا مراجعة وبشارة, وهو استراحة الداعية وقراءة الواقع وتجديد الوسيلة, فتكون الانطلاقة بعدها في أقوى صورها وأعلى مستواها. ونثق أن النصر قد يتأخر قليلا, ولكن سيناله حتما من أعد له العدة بما استطاع من قوة وفي كل جانب وتخصص ولم ينس الله .

تجمعنا المبارك ( الإصلاح ) فرع من شجرة إسلامية عالمية لا تكاد تجد دولة في المعمورة إلا ولهم فيها داعية يدعو للخير, وأينما توجهت مسافرا لا تشعر بالغربة لأنهم يتلقونك بالحب والإخاء ويجعلون من أنفسهم جسرا لنجاحك وترياقا يقيك شرور هذا المجتمع القادم إليه. واليوم بفضل الله أصبحت الحركة الإسلامية حاكمة في كثير من البلدان بعد أن كانت محكومة ضعيفة هشة, لقد حاربهم الطغاة بكل قوتهم وجبروتهم , قهرا وسجنا , طردا ونفيا , أذى وتعذيبا , سخرية وتشنيعا , حتى إذا ظنوا أنهم قد كسروا شوكتهم أتى نصر الله, فأصبح المظلوم حاكما والسجان مسجونا. فهل يعتقد ذو لب وعقل أنها في اليمن تتراجع وتندثر؟!

( الإخوان ) جماعة إسلامية أصلها ثابت في قرار الأرض وفرعها يسمو في رحاب الكون, سقاها مؤسسوها بدم الشهادة وعرق الكفاح ورعاها أبناؤها بمنهاج رباني وعمل إيماني, وحماها رجالها بالتأهيل والتدريب وتطوير الذات وحصنها أهلها بأصول وأركان تقيهم أمراض الفكر وأدران النفس وأوبئة الهوى, فنمت واشتدت وعلت وفاح عبيرها وطرحت ثمارها.

 وأيُ ثمرٍ هو ثمارها " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ". والله ولي المتقين.