في حادثة أثارت الرعب بين الأهالي في محافظة إب كشف الأطباء في مستشفى الأمومة والطفولة رسميا عن تسجيل اول حالة وفاة بفيروس انفلونزا الخنازير المعروف ( H1N1 ) واصابة ثلاثة اخرين جميعهم من الأطفال ينتمون لأسرة واحدة  تقطن  في إحدى قرى مديرية حبيش  التابعة لمحافظة إب.

اثنان من المصابين – والرواية لأحد الاطباء - لم يتعديا سنتهما الثالثة وثالثهم الطفل برهان حفظ الله والذي غيبه الموت امس متأثرا بإصابته بالفيروس فيما الطفلة  جواهر عدنان  هي ثالث المصابين في هذه الأسرة المنكوبة بهذا الوباء الذي غزاها ليبدل كل فصول حياتها

الدكتور أكرم الفقيه رئيس الأطباء بمستشفي الطفولة والأمومة الذي اكتشف الثلاث الحالات المصابة يروي تفاصيل اكتشافهم للحالات قائلا : وصلت  الطفلة جواهر عدنان  الى المستشفى يوم الاثنين الماضي  واستقبلها أحد الاطباء المختصين في العيادة الاستشارية والذي تبين له أنها تعاني من أعراض التهابات رئوية حادة  ووضعت في غرفة العناية المركزة وتم التعامل معها على هذا الأساس

يضيف الدكتور الفقيه قائلا : لم يكتشف الطبيب ان الطفلة تعاني  من فيروس ( H1N1 ) أو يعتقد ذلك ,إلا اليوم الثاني بعد حضور  منسق الترصد الوبائي بمحافظة إب  والذي أبلغ الأطباء في المستشفي أن لديهم شكوكاً في ان الطفلة جواهر مصابة بالفيروس  مع  أخويها التوأمين إبراهيم وبرهان   حفظ الله  .

وأكد الفقيه انهم ابلغوا من منسق الترصد بأن الأطفال  الثلاثة  سبق وأن عولجوا في المستشفي السويدي بمحافظة تعز  وطلب من الأطباء وإدارة المشفى عدم الإدلاء بأي تصريح حول  الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير  .

وتابع القول : ووصل الطفل برهان  الساعة الخامسة من عصر يوم أمس  الثلاثاء  الى المستشفى نفسه  وهو يعاني من أنفلونزا وحمى وأعراض أخرى وحالته سيئة للغاية  وتوفي الساعة السابعة مساء  اليوم نفسه.

وفي الساعة التي توفي الطفل برهان وصل أخوه التوأم إبراهيم  وهو يعاني من نفس المرض تقريبا ولكن حالته  أقل سوءًا .

مصادر طبية في المستشفى ذاته أكدت  أن الطفل إبراهيم والطفلة جواهر يرقدان الآن في العناية المركزة ومعزولان عن بقية الأمراض  إلا انهما أقل خطرا من المصابة الثالث متوقعين أن تتحسن حالتهما  .

صحيفة (مأرب برس) التقت في غرفة الرقود بالمشفى التي يرقد فيها الأطفال بأم الطفل إبراهيم وابنتها وام الطفلة جواهر  ونقلت عنها القول المصحوب بدموع الحزن ما نصه " احتسب نجلي الطفل برهان  عند الله  ، مبدية تذمرها من إجراءات الأطباء في المستشفي السويدي بتعز  الذي أكدوا لها حينه ان حالة ابنها متحسنة ولم يعد بحاجة الى الرقود ليغادروا المشفى من فوره، غير انها - والقول للأم -  تفاجأت بتدهور حالته يوما بعد آخر حتى وافته المنية أمس .

وتحدثت أم الطفل  عن المرض( H1N1 ) الذي غزى أسرتها مؤكدة في هذا الصدد بأنه حالة عارضة ولأول مرة تسمع به  في بلادها  (مديرية حبيش) التي تتمتع ببيئة نظيفة والهواء النقي  والماء الجوفي  الصافي القادم من عيون جبلية  على حد وصفها.   

وأضافت الأم بأنها ما زالت تملك عشرة من الأولاد وأكثر ما يزعجها  ويحزنها أكثر على فقدان نجلها هو أن ينتشر الخبر بأن أي من أبنائها أو أقاربها مصاب بفيروس أنفلونزا الخنازير  التي لا تريد ان تسمع عن هذا المرض بالذات,  وطلبت الأم منا أثناء لقائنا بها  عدم  التقاط صور فيديو  لأبنائها والاكتفاء بالصور التي نشرت سابقا من دون علمها .

إدارة الترصُّد الوبائي بمحافظة إب   نفت لــ(مأرب برس) أن تكون الحالات السابقة مصابة بفيروس ( HINI )  لأنه لم يثبت  بشكل علمي وقاطع الإصابة بهذا الفيروس  وقال مدير الترصد الوبائي الدكتور  تاج الدين بأن هناك شكوك وتخمينات بظهور هذا الفيروس .

وأضاف تاج الدين بأنهم أرسلوا الفحوصات الى الجهات المتخصصة بوزارة الصحة  وهم ينتظرون النتائج النهائية  التي تؤكد  أو تنفي مثل هذه الحالات

ولا تزال هناك شكوك لم تنفها وزارة الصحة أو  تؤكدها  حول ظهور ثلاث حالات في إب   قبل شهور  راح ضحيتها الشيخ محمد حمود الحذيفي عضو مجلس النواب السابق   الذي توفي  3 فبراير والذي يتحدث البعض انه توفي متأثرا بفيروس أنفلونزا الخنازير بعد أن أصيب به في مسقط رأسه بمديرية العدين   .

ويبدي الأهالي في محافظة إب مخافهم من انتشار هذا الفيروس الخطير  في ظل رداءة الخدمات الطبية التي تقدمها وزارة الصحة والمستشفيات التابعة لها  وكذا نقصا حادا  في اللقاحات والأدوية فضلا عن عدم توفر الكادر الطبي المتخصص في مثل هذه الأمراض .