آخر الاخبار

السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين السعودية : رئاسة الحرمين الشريفين جاهزة لاستقبال الحجاج الاتحاد الآسيوي يدعم مقترح فلسطيني بإيقاف إسرائيل دوليا صحيفة أمريكية تكشف أغرب حالات التجسس الصينية على أسرار عسكرية أميركية الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب نجم الإتحاد السعودي يغادر النادي نهاية هذا الموسم

مأرب برس يزور أديباً ومناضلاً يمنياً .. وينشر تفاصيل حياته الهامة في الثورة والجمهورية وثورة فبراير

السبت 18 مايو 2013 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - محمد أبو راس - خاص
عدد القراءات 10424
مراسل مأرب برس مع الأديب الشهلي


كنز ثقافي وأدبي، تحتفظ به محافظة إب، صاحب تاريخ مليء بالكفاح والنضال عاش حياة البسطاء، وسخر موهبته وفطنته نصرةً لقضايا المواطن البسيط والوطن المنكوب, هو موسوعة أدبية ومعرفية ونضالية حاضرة عبر عقود من الزمن وحتى اليوم.
الشاعر قاسم محمد نعمان الشهلي، تحتفظ ذاكرته بأحداث وتقلبات اليمن منذ حكم الأئمة وحتى اللحظة، وقد ناهز عمره الـ100عام، بعيون المراقب الحكيم والراصد الخبير والباحث عن جذور المشكلات .
انحدر الشاعر الشهلي من أسرة أدبية ونشأ وتربي في قرية الشهلي ذات البعد التراثي والحضاري والتي يتواجد في محيطها عدد من القلاع والحصون القديمة و تتبع مديرية جبلة وتلتقي بأطراف من مديرتي ذي السفال والعدين بمحافظة اب.
عاش الشاعر منذ ولادته في القرية وحفظ القران الكريم في بداية عهدة وتعلم القراءة, والكتابة, وعلوم النحو, والفقه، على يد مجموعة من العلماء في الجامع الكبير بمدينة جبلة التاريخية، وكان زميلا لعدد كبير من أعلام اليمن المشهورين .
تجد في مقطوعاته الشعرية بصمات قوية المعني والدلالة صدح بها ضد حكم الأئمة في اليمن، وسوء إدارة وفساد الحكام في العهد الجمهوري .
"مأرب برس" التقى الشاعر في منزله ورصد بعضاً من حياته الأدبية والتاريخية، وإبداعاته ونوادره في الحياة.
يحتفظ الشاعر الشهلي في مكتبته بكم هائل من الدفاتر والأوراق، أخرج بعض ما بداخلها إلى النور وأخرى لم يكشف عنها حتى اللحظة، ويعيد السبب في ذلك إلى انه دفع ثمن بعض تلك القصائد بالعيش مشردا لسنوات في الجبال, وحرم من حقه الطبيعي في التكريم والارتقاء في السلم الوظيفي فهو على الرغم من تخرجه من الجامع الكبير، متمكنا في علوم الشريعة واللغة وانتسابه المبكر للمؤسسة العسكرية في عهد الإمام يحي بن حميد الدين ضل في رتبة مساعد وعاش تحت الرقابة، ويستلم راتب تقاعدي لا يتجاوز 20 ألف ريال فقط.
وكان يعبر عن عدم نشر ديوانه الشعري بهذيان البيتان من الشعر :
لي مانعٌ عن نشر ديواني كما
لي مانعٌ عن ذكر إسم المانع

الشاعر الشهلي برز كأديب معارض في عهد الرئيس اليمني الراحل عبدالله السلال
كان أول لقاء للشاعر الشهلي مع حاكم هو لقائه بالرئيس الجمهوري الأول عبدالله السلال إبان حكمة عندما شعر الشهلي بانحراف في مسار الثورة والجمهورية وعدم قدرة حكومة السلال على إحداث التوازن الاجتماعي والسياسي في البلاد كما كان يحلم بها الشاعر والمواطن اليمني فقال هذه القصيدة :
أطعناكم أطعناكم لنسلم من أذاكم .. ولكن لا سبيل إلى السلامة
وصفقنا لكم في كل حفلٍ .. وتوجنا بكم شرف الزعامة
وقلتم لا حياة لأي شيخٍ .. وليس له بدولتكم كرامة

إلى ان قال في قصيدته الشعرية
وقلنا البنطلون أخف حملاً..  لهذا الشعب من ثقل العمامة
مشروع الدولة المدنية ونظام الحكم المحلي كامل الصلاحيات منذ خمسين عاما
كان الشاعر الشهلي قد استشعر خطورة النظام المركزي الفردي الذي بقي جاثما على اليمنيين بعد الثورة السبتمبرية، كما يراه ويشخصه شاعرنا قبل حوالي خمسين عاما، قد انحرف في البلاد لصالح مجموعات صغيرة من النافذين القبليين بالشراكة مع رأس النظام، مما دفع بشاعرنا الى التفكير العميق بالمخرج لجذور المشكلة السياسية للسلطة في اليمن.
دون الشاعر قصيدة شعرية في العام 1964 إبان حكم الرئيس السلال، تكونت من 700 بيت شعري تطرق من خلالها بشكل واضح للدولة المدنية ونظام الحكم المحلي – الذي يمكن وصفها بالوقت الحالي بالكامل الصلاحيات- يتضمن انتخاب مباشر لحكام المديريات والعزل ومنحها نسبة كبيره من عوائدها الاقتصادية وترك الشرطة المحلية تتشكل من أبناء تلك المناطق.
كما تطرقت رؤيته في القصيدة العمودية إلى السيادة الوطنية وعلاقة النظام اليمن مع بقية شعوب وحكومات العالم وخطورة الفتنة المذهبية والطائفية والمناطقية أيضا، وتفاصيل القصيدة يحتفظ بها الشاعر ولم ينشر منها إلا بعض الأبيات فقط وهي كالتالي :
حمداً لمن حقق أهداف اليـمـن..في ثورة أشعلها ابن الوطـن..وحقق الأهداف والآمـال..لكي ينال شعبنا الكمال
وبعد فليعلم كل واقعـي..وكل زيدي وكل شافـعي..وليعلم السلال قبل الجائفي..بأن أسباب الخلاف الطائفي
سباق بعض الناس للكراسي..من دون وضع صالح سياسي..والشعب يرجو منكم مطالبا..إن تهملوها تفقدوا المراتب
أولها تشكيل حكم مـدني..يسري على عادات أهل اليمن..تجيزه شريعـة الــــقـــرآن..ويستـسيغــــه بنـو الأوطان
وأن تكون الرتب العـلية..في طبقات الشعب بالسوية..لا فرق بين الشيخ والنقـيب..كلا ولا الضابط و الأديب
وأن يكـون لكل منطـقة..حكامها من أهلها ذوي الثقة..وكل عزلة وكل ناحيـة..جنودها من أهلـــها والحــامية
وما أتى من الزكاة من صَبر..فلا يجوز صرفه على خمَر..وجمرك الخوخة أيضاً يشترط..ألا يكون صرفه على بَرَطْ.

الشهلي معارض للتواجد المصري العسكري ودفع ثمن بالتشرد في الجبال
عند سؤلنا للشاعر عن النشاط الأدبي أو غيره الذي دفع السلطة لاستهدافه بشكل مباشر, بدأ إجابته بقول - ما يعتبرها حكمة وهي - أن الاحتلال العربي العربي لا يوجد أشد منه ولا ألعن منه لأنه يدق المفاصل ويقمع الحرية ويهين الكرامة على حد وصفة.
وقال الشاعر الشهلي أن السلطة في اليمن بدأت في مطاردته أثناء معارضته الشديدة للتواجد المصري العسكري في اليمن عقب الثورة السبتمبرية وهو الوقت الذي ترك فيه عملة في القوات المسلحة وضل هاربا لثلاث سنوات في الجبال وبعض المناطق .
وعلى الرغم من انه لم يكن المعارض الوحيد للتواجد المصري إلا ان السلطة قلقت من قصيدة شعرية نظمها بهذا الخصوص ونورد هنا أبيات من تلك القصيدة
ساعدتني لكن كسرت ظهـري..اديت لي 90 ألف مصري..قلعت لي نيبي خلعت ظفري..مش هكذا ياويلكم مـن الله
«طلعت حسن» قد جاءنا بدبوسْ..عاري نكع ياناس فوق مخلوسْ..وهات لك منحوس يجر منحوسْ..والشعب في حالة يعلم بها الله

ويحفظ الشاعر الشهلي خلال فترة تشرده بعض الجميل لعدد من الشخصيات منها بحسب ما يذكر للشيخ محمد حسن دماج، الذي قال بأنه واساه في تلك الفترة العصيبة وأتي أكثر من مرة لزيارته في قلاعه بقرية الشهلي وسلم له راتبه وبعض القادة العسكريين آنذاك .
الشهلي ينعت الرئيس الإرياني الراحل باللصوصية ويتعهده بثورة المدافع   
وعن فترة حكم القاضي الارياني يقول الشهلي انه قال قصائد شعرية ناقدة وهو يثق بأن تربية الارياني ودينه ستردعه عن إلحاق أي أذى بمعارضيه وهو ما حصل بالفعل ومن ضمن تلك القصائد أبيات انتقد بها الرئيس الارياني بلغة بدئت بوصفة بأخ النضال، وتذكيره برب السماء ووصلت حد التجريح والاتهام المباشر للرئيس وحاشيته باللصوص وسرقة أموال وقوت الشعب اليمني عندما مرت اليمن بظروف القحط مطلع السبعينات من القرن الماضي كان يأتي الناس لطلب المعونات والقروض من الحاكم كونه كان يمتلك مدينة من قمح في مدينة الحديدة –على حد قول الشهلي – وتناقلت أخبار وسط الشعب عن سرقة من كانوا في رأس السلطة آنذاك لمعونة كانت قد منحت لليمن من دولة أجنبية .. فإلي بعض أبيات تلك القصيدة النثرية التالية:
أخي في النضال أما تستحي..وتخجل من شعبك الثــــــائرِ..أما تستحي من إله السماء..وتخجل من سطوة القاهـــرِ
أخذتَ المعونة إذ أرسلت..إلى شعبك الجائع الحائرِ..تركتَ الفقير على جوعه..وبعتَ المعونة للتاجــــرِ
إذا لم يكن عندكم رحمةٌ..فخلوا لنا رحمة الكافرِ..أخي لا تظنوا بأن الدجى..سيبقى على وصفه الحاضرِ
فكم قد طغى قبلكم أوّلٌ..فأودت به صفعة الآخرِ..أيهنا لك العيش في نعمة..وشعبك في لهب ساعرِ
أيهنا لك العيش بين الزهور..تحيط على قصرك العامرِ..وفي باب(قصركْ)ألوفُ الجياع..تئنُّ حيارى على الدائرِ
وتشتمّ في الباب ريح الطبيخ..وترنو وتشكو إلى القاهرِ..ظننا بأنكمُ تسلكون..على المنهج العادل الثائرِ
وثُرنا معاكم بيوم الوغى..مع جيشنا الفاتك الظافرِ..ولما وصلتم إلى حيثما..تسنى لكم أمس بالخاطرِ
فكنتم شتاءً على شعبنا..بغير ربيعٍ ولا ماطرِ..إذا دولةٌ انتهى حظها..تلصّصَ فيها يد الآمرِ
سئمنا الحياة على حظها..وها نحن بالنفَس الآخِرِ..إذا لم تعوا منطقي في الدجى..غدا تسمعوا مدفع الثائرِ
فلو أن موسى درى جوعنا..لأرسل بالعجل و"السامري"

الرئيس الحمدي يصف الشهلي بالشجاع ويثني قصائده الشعرية 
وإبان حكم الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي وإعلانه لثورة التصحيح ساور الشاعر الشهلي الشك والقلق في جدية الحمدي في التصحيح المالي والإداري، خصوصا أنه جاء بعد رؤساء سابقين لم تتحقق في عهدهم حلم الدولة المدنية والمواطنة المتساوية.
ونظم قصيدة قالها في نادي الضباط آنذاك أمام الرئيس الحمدي شخصيا بعد ان استدعاه الأخير ليسمع منه شخصيا, حيث قال الشاعر الشهلي القصيدة التالية:
إ ن كان حاضرنا، بالذات، كالماضي..ما الفرق مابين ابراهيم والقاضــــي!..إن لم نعّوضْ بالأمراض عافيةً..ما الربح في بيع أمراض بأمراض!
ان لم يصحح « إبراهيم » مرحلــــةً..أدارها بعضنا في نســــــــج اغراضِ..فثورة الشعر للتصحيح قــــد نصبت..في كل منطقة « إيليا أبو ماضي »ِ

وأضاف الشهلي بأن الرئيس الحمدي بعد سماعه للقصيدة، قال له: أبشر نحن جادون في الإصلاح المالي والإداري، وشكره على شجاعته وقوله للحق وعدم المجاملة.
الشهلي لصالح: خرفك يؤثر على شعب بأكمله والذي أنهي العمامة سينهي البنطلون
وعن فترة حكم الرئيس الغشمي لم يقول الشاعر الشهلي أي قصيدة شعرية في عهده نتيجة للفترة الزمنية القصيرة التي قضاها الغشمي في الرئاسة، على حد تعبير الشاعر.
وعن فترة حكم الرئيس السابق على عبدالله صالح من اليسار عبد الكريم قاسم - قاسم الشهلي - سنان أبو لحوم نظم شاعرنا قصائد كثيرة ولم يفصح حتى اللحظة عن القصائد الأكثر حدة في الانتقاد لصالح لأسباب يقول عنها أنها باتت معروفة لمن عرف حقيقة النظام الذي حكم به صالح اليمن خلال الثلاثة العقود الماضية.
وعند سؤالنا للشاعر الشهلي عن ذكر بعض تلك الموانع قال كثرة الاغتيالات المتنوعة التي لحقت بكثير من السياسيين والمعارضين، ومع ذالك أفصح الشهلي عن بعض الأبيات، الذي قال انه قد واجه بها الرئيس السابق على عبدالله صالح شخصيا الأولى في محافظة إب أثناء إحدى زيارة صالح لها قبل أعوام وأخريات قالها لصالح في دار الرئاسة عندما التقى به وطلب منه أن يقول فيه شعرا كما قال في الرؤساء السابقين.
حيث قال للرئيس السابق وهو في محافظة إب بيتان من الشعر وهي التي لم تعجب صالح بعد ان سمعها مما دفعة لوصف الشاعر الشهلي بالمخرف وكان الرد العفوي والساخر السريع من قبل الأديب الشهلي بأن قال للرئيس صالح انه مخرف بالفعل والمتضرر هم زوجته وأبناؤه فقط ولكن خرف الرئيس صالح متضرر منه شعب بأكمله, والبيتان هما:
لا تأمنن مكر السمــاء      إن السمـاء لها عيون    
إن الذي أنهى العمامة      سوف ينهي البنطلون  
   
الشهلي وثورة 11 فبراير الشبابية الشعبية السلمية
وفي سياق حديثنا معه تطرقنا الى الثورة الشبابية الشعبية حيث قال الشاعر الشهلي بأنه كان يتوقع مع غيره من الناس حدوث ثورات وانقلابات عسكرية في عدد من الأقطار العربية وفي مقدمتها اليمن وكان يشعر بأن ثورة قادمة لا محالة حتى جاء الربيع العربي وحصل ما حصل.
وعند سؤالنا له عن دورة في ثورة 11 فبراير الشعبية قال بأنه كان متعاطفا مع شباب الثورة وأقعدته الشيخوخة عن المشاركة المباشرة في الثورة.
وفي الحين الذي يعتز الشاعر الشهلي أنه لم يقول أي قصيدة في حياته مدح لرئيس او حاكم سوى أبيات شعرية قليلة وهو يعتبرها قول الحق ووصف لما هو قائم دون زيادة أو تلميع بحق محافظ إب القاضي الحجري ولم تكن من باب المدح او التملق إبان الثورة الشبابية الشعبية نتيجة لما اعتبرها الشهلي مواقف حكيمة وذكية في نفس الوقت للمحافظ الحجري فيما يخص الثورة في محافظة إب وشباب ساحة خليج الحرية بالمحافظة خصوصا عندما قال الحجري لشباب الثورة بأنه على استعداد تام لتسليم مفاتيح المحافظة بسلمية والرحيل بهدوء بعد ان تسقط المحافظات الأخرى بيد الثوار. 
وأضاف الشهلي أن محافظ إب في هذا الموقف جنبها فتنة لحقت بمحافظات اخرى كتعز وأمانة العاصمة ونهم وأرحب ومناطق اخري من اليمن وهو الموقف ذاته الذي دفع بالأديب الشهلي لزيارة القاضي الحجري في أيام عيد وما زال التصعيد الثوري في ساحات وميادين الثورة مستمر, ونظم مجموعة أبيات شعرية نثرية، قال فيها :
إليك يشير العيدُ والعيدُ معجَبُ..بأجمل بما يروى إليك وينسبُ
حميتَ نواحي إب من نار فتنةٍ..بها التهبتْ صنعا ونهمٌ وأرحبُ
سهرتَ ونامت إب ملء جفونه..وما يُجزع النوامَ والحارس الأبُ؟
فأنتَ ابْنُ عبدالله أشرف عالمٍ..به افتخرت من منبر الشعب يحصبُ
وأنت لنا العيدُ المقيمُ سرورُه..دواماً، وأما العيدُ يومٌ ويذهبُ  
      
فنون الشعر والنوادر الممتعة في حياة الأديب الشهلي
وللشاعر الشهلي عدد كبير من القصائد الشعرية المتنوعة في الغزل والتغني بالوطن وأمجاد الشعب اليمني وكذا وصف الطبيعة التراثية والأرض اليمنية وامتداح الرسول الكريم محمد صلى الله على وسلم وبيت المصطفي في قصائد كثيرة.
وينظم القصيدة بالغة الفصحى والعامية .
ونورد هنا إحدي نوادر الشهلي مع الرئيس اليمني السابق القاضي عبدالرحمن الإرياني:
" في يوم من الأيام كانت لدى الشاعر مشكلة لم يستطع أن يحلها بالطرق الرسمية فذهب لمقابلة الرئيس الإرياني ولكن الأخير طلب من الحرس أن يعتذروا منه ويصرفوه بالتي هي أحسن فغادر الشاعر حانقاً (متضايقا) .
وأثناء عودة الشاعر إلى منزله مر في طريقه من أحد المعسكرات ورأى أحد الضباط يعلم عددا من الأفراد طريقة زرع الألغام فنزل على شاعرنا هاجس الشعر في تلك اللحظة وامتشق قلمه وكتب بيت الشعر التالي :
ولقد ذكرتكِ والمُلغِّم واقفٌ .. قد أحكم الألغام في الأركان
فوددت تقبيل الشباك لأنها .. كرويةٌ كعمامة الإرياني

ثم وضع الورقة في مظروف وعاد إلى مكتب الإرياني وسلمها للحرس وطلب منهم أن يسلموها للرئيس، ثم فر من هناك وذهب ليستجير بأحد المشايخ، بينما استشاط الإرياني غضبا عندما قرأ الرسالة وطلب من حرسه أن يحضروا الشاعر حيا أو ميتاً، ولكن الشيخ توسط للشاعر عند الرئيس الإرياني فعفا عنه وحل له مشكلته .
الشهلي وأمنياته التي لم تتحقق في الحياة
كانت أمنية الأديب الشهلي منذ صغره ان يرى الشعب اليمني آمناً ومزدهراً اقتصاديا واجتماعيا وتربويا وعلميا حتى تمني في إحدى قصائده ان يكون رائد الفضاء يمني.
وكان يتمني تحقيق نظام حكم مدني لا يخالف شريعة السماء ويتناسق مع طبيعة الشعب اليمني، بما يحقق العدالة والكرامة للمواطن ويتساوى فيه الجميع تحت القانون في ضل وحده يمنية لا تهددها النزعات المناطقية والمذهبية الذي يرى ان أسبابها سياسي بامتياز وليست من صفات الشعب اليمني ودخيلة عليه .
وعند إصرارنا في سؤالنا له عن أمنيته الشخصية؛ لأن إجابته السابقة كانت أمنية عامة، قال بصراحة كان يتمني ان يقود ثورة في اليمن منذ زمن طويل، ويتمكن من خلالها من الوصول الى الحكم في اليمن، ليقيم النظام اليمني المدني، ويحيل كبار المشايخ والمسئولين الفاسدين لقضاء عادل ينصف للشعب اليمني من جرائمهم التي جعلت الشعب اليمني يعيش في وضع لا يمكن المفاخر به إلا على حياة القرود ما لم تكن الأخيرة تعيش في وضع أفضل من غالبية سكان الشعب اليمني المطحون في هموم البحث عن قوة العيش اليومي فضلا عن الانفلات الأمني وعدم المساواة وفقدان العدالة والكرامة معا .
ويضيف الشهلي مازحا بخصوص طموحة الشخصي "إلا أنني بعد ان رأيت الرئيس المصري السابق حسني مبارك يجرجر في المحاكم المصرية وهو على فراش المرض ويقتاده جنود كانوا يتمنوا ان يكونوا مرافقين بجواره أثناء توليه السلطة, وشاهدت مصرع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بعد ان لجأ إلى عبارات الصرف الصحي حمدت الله على عدم وصولي الى رئاسة اليمن وحمدته على حياتي البسيطة في هذه القرية والمنزل المتواضع "لان مصير الحاكم العربي لا يحسن الله الخاتمة له إلا ما ندر" .
الشهلي: لم ينشر ديواني الشعري كما حصل مع مؤلفات أسلافي التاريخية واختلاف الأسباب
وأخيرا وكما ذكرنا في السابق أن الشاعر الشهلي لم ينشر ديوانه كامل ويطبع حتى اللحظة إلا انه وعند محاولتنا لتكرار السؤال عليه عن سبب ذالك أكثر من مره خصوصا وان هناك شخصيات عرضت عليه طباعة مؤلفاته منهم الشيخ محمد قاسم العنسي وتشجيع الشيخ سنان ابو لحوم له وآخرون طلب منا الشاعر أن ننضر الى كتاب من ثلاثة مجلدات مكتوبة يدويا من تأليف احد أسلافه (عمه أخو جده ) تلخص لفترة تاريخية من حكم السيدة أروى بنت أحمد الصليحي لليمن، وتلك المجلدات لم تطبع وترى النور لنشرها حتى اللحظة - وكانت لغة الشهلي وهو يحدثنها بهذه الزاوية مليئة بالحزن والعتب ليس للحكام وحدهم وإنما لكثير من الناس والمؤرخين من أصدقائه وغيرهم .
وحدثنا الشاعر عن محتوى ذالك الكتاب، الذي قال: انه يلخص تأريخ متكامل لفترة حكم السيدة أروى بنت احمد الصليحي وأسرة الصليحي والدولة الصلاحية في اليمن بشكل عام ويبرز محطات مضيئة من ذالك العهد وهي كثيرة في تلك الحقبة التاريخية.  
وكشف الشهلي عن المانع الآخر الذي حال دون طباعة مؤلفاته وأسلافه، وهو أن السيدة أروى وأسرة الصليحي تنتمي إلى المذهب الإسلامي الشيعي وتحكم شعبا ينتمي في الغالب للمذهب السني وقلة للمذهب الزيدي القريب من المذهب الشيعي، ولكنها لم تكن تتعامل بمذهبية أو طائفية البتة ولم تتصرف السيدة أروى ولا أيا من أسرتها الشيعية أثناء ممارستهم للحكم وإدارة اليمن بأي شيء يتعصب للمذهب الشيعي إطلاقا وكان منهجها هو تجميع الشعب اليمني على كلمة سواء .
الجدير ذكره أن ديوان الشاعر الشهلي وبعد رياح الربيع العربي وثورة 11 فبراير اليمنية، كان لمنتدى إب الثقافي بقيادة الدكتور احمدي ياسين مبادرته نهاية ابريل الماضي من العام الحالي 2013م، في إقناع الشهلي بالسماح لهم بالشروع بطباعة ديوانه بالتعاون مع أحد المغتربين من أبناء الشعر بمحافظة إب رغم ان الأديب الشهلي كان يفضل ان يطبع ديوانه الشعري بعد وفاته - ربما لأنه لا يريد طباعة ديوانه قبل أن ينتصر لمؤلفات أسلافه بنشرها وطباعتها وانتهاء موانع عدم نشرها أيضا.
ولم أتمكن من نشر كل التفاصيل التي استمعت إليها من الأديب الكبير وما نشرته هنا هو الشيء القليل منها فقط.
رسالة "مأرب برس" الى وزارة الثقافة والجهات المعنية:
لعل المؤلفات التي يحتويها منزل الشاعر قاسم محمد نعمان الشهلي وغيره الكثير، تمثل كنزاً تاريخياً وثقافياً, ما زلنا قادرين على الاحتفاظ بها وحفظها من الإتلاف والضياع, وهو ما يستدعي اهتمام وزارة الثقافة والجهات المسئولة في الحكومة إلى الإسراع لمباشرة مهامها في الحفاظ على الثقافة والتراث اليمني من الاندثار وطباعة المؤلفات التي ما تزال مسجونة في بيت الأديب الشهلي، وغيره.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ثقافة