ثوران بركان جبل الطير يهدد الملاحة الدولية وبيئة البحر الأحمر

الثلاثاء 09 أكتوبر-تشرين الأول 2007 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس - أبوبكر ناجي
عدد القراءات 6562

يثير استمرار ثوران بركان جزيرة جبل الطير اليمنية في جنوب البحر الأحمر لليوم السابع على التوالي مخاوف اقليمية ودولية من أن يتحول إلى خطر يهدد بيئة البحر الاحمر وحركة الملاحة الدولية في هذا الممر المائي الحيوي الرابط بين البحر المتوسط والمحيط الهندي.

وأعلنت صنعاء عن جهود مشتركة بين اليمن والمملكة العربية السعودية وجمهورية أثيوبيا وايطاليا لدراسة جيولوجية البركان الذي انفجر يوم 30 سبتمبر بعد اكثر مائة عام من خموده ومراقبة نشاطاته في المنطقة المحيطة وسط حديث متصاعد عن احتمال ارتفاع رسوم التأمين على السفن والبضائع المارة في المنطقة.

وطبقا لتأكيدات مسؤولي الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية اليمنيين فقد واصل البركان ثورانه أمس قاذفا حمما من فوهته وسط الجزيرة بارتفاع 13 مترا . وقال مدير عام الهيئة اليمنية للجزر اليمنية يحيى الكينعي إن فريقا برئاسته يضم 22 من خبراء الجيولوجيا والكيمياء والفيزياء والبيئة وعددا من الغواصين بدأ اجراء دراساته على البركان في الجزيرة، وأن البيانات الأولية أشارت إلى وجود 6 بؤر دخانية لاتزال قائمة في شكل مستقيم ويتصاعد منها الدخان فيما البركان في حالة تصاعد مستمر . وأدى البركان إلى مقتل 10 من أفراد الحامية العسكرية اليمنية المتمركزة في الجزيرة وإصابة 48 جنديا وتدمير عتاد للجيش إلى أحداث دمار هائل في الجزيرة ومحيطها وانصهار العديد من قوارب الصيادين جراء حرارة الحمم التي بلغت إلفي درجة فهرنهايت. كذلك أدى ارتفاع حرارة المياه حول الجزيرة إلى نفوق عدد من الكائنات البحرية التي شوهدت جيفها تطفو مبعثرة في مناطق مختلفة وعلى أطراف الجزيرة، فيما تحدثت تقارير عن توسيع حمم البركان مساحة الجزيرة لحوالي مائة متر . وقال الدكتور محمد عبد الباري القدسي أستاذ الجيولوجيا والبراكين بجامعة صنعاء : إن البركان يعمل حاليا على زحزحة الجزيرة العربية إلى الشرق فيما يعمل تدفق الحمم البركانية في فترات متباينة تحت الماء وسط خليج عدن على زحزحتها إلى الشمال.وكانت فورة البركان قد تراجعت في اليوم الثالث لكنه عاود فورانه الهائل في اليوم الرابع مساء الأربعاء الفائت على هيئة اندفاعات للصهير الناري تواصلت بشكل متقطع وفقا لتأكيدات رئيس الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية الذي أشار إلى أن الحمم عادت للتصاعد من الجهة الغربية القريبة من مناطق الفوالق البحرية التي تقع على محور قاع البحر التي يرجح أن ستستمر حتى نفاذ مخزون الصهر الناري.

ويرجح خبراء جيولوجيون إن يستمر النشاط البركاني في الجزيرة لعشرة أيام أو أكثر مع إحداث أضرار على بيئة الحياة البحرية القريبة من الجزيرة .

ويقولون إن التاريخ الجيولوجي للجزيرة يشير إلى أنها تمثل منطقة نشاط بركاني ومحور انفتاح في أخدود البحر الأحمر الممتد من شمال شرق الجزيرة العربية الى شرقا افريقيا. وأعدت السلطات اليمنية خطط طوارئ في المناطق الساحلية خاصة محافظة الحديدة التي تبعد عن الجزيرة مسافة 140 كليومترا والجزر اليمنية القريبة من جبل الطير تضمنت خطط للإخلاء والإنقاذ في حال ظهور أية مؤشرات بركانية في المنطقة القريبة خصوصا أنها تعد من المناطق النشطة بركانيا في حين باشرت السلطات اليمنية تركيب محطات للمراقبة والرصد الزلزالي في الجزر القريبة من جزيرة جبل الطير، كما نبهت الصيادين لتوخي الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من منطقة البركان والإبلاغ الفوري عن أي مظاهر لها علاقة بهذا النشاط.

وتتبنى أوساط علمية كانت عقدت حلقة نقاشية في صنعاء أمس مبادرات تطالب بعمل دراسات ميدانية عاجلة لبركان جزيرة جبل الطير إلى دراسة تحليلية للجزيرة بالتعاون مع الفريق الإيطالي المتخصص في مجال البراكين وأخذ عينات من المنطقة وإجراء التحاليل اللازمة لها .

كذلك نصحت مركز الرصد الزلزالي متابعة الأحداث البركانية في الجزيرة وتطورات الوضع بشكل مستمر وتفعيل التعاون الإقليمي والعمل على استمرارية التواصل مع الجانب الأثيوبي والاستفادة من المراجع الموجودة في مكتباتهم المتعلقة بالرصد الزلزالي. وتتضارب التوقعات بشأن المخاطر المحتملة جراء استمرار فوران البركان على حركة الملاحة والتغييرات المناخية إذ يؤكد خبراء جيولوجيون إن المنطقة ستشهد تغيرات مناخية وبيئية إلى حديثهم عن احتمالات بتأثر حركة الملاحة البحرية.

لكن رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور إسماعيل الجند أكد عدم وجود مخاطر بيئية «خصوصا أن ما يطلقه البركان حاليا من رماد بركاني ليس بالكثافة التي تؤدي إلى تغير مناخي وارتفاع درجة الحرارة وترسبات كبيرة .