أزمة مشاهدة الفضائيات العربية في لندن

الأربعاء 17 أكتوبر-تشرين الأول 2007 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس - الشرق الأوسط
عدد القراءات 7348

على الرغم من بعض التعقيدات إلا أن هناك الكثير من محلات بيع وتركيب الصحون اللاقطة في لندن (كي آر تي) إذا كنت عربيا مقيما في لندن وفي شوق لمشاهدة برامجك التلفزيونية العربية المفضلة، أو تبحث عن حل للهروب من برامج القنوات البريطانية الأرضية الخمس، فلا تتوقع ان يكون حل هذه المشكلة بديهيا كالاتصال باحد بائعي الصحون اللاقطة والترتيب معه لتركيب طبق ريسيفير في منزلك وتنتهي القضية، فالمسألة ليست بهذه السهولة.

فكما هو الحال مع كثير من الأمور في العاصمة البريطانية، فهناك دائما بعض الإجراءات التي لا بد من التوقف عندها، فبعد ان تدفع ضريبة قرارك بالتنعم بامتلاك جهاز تلفزيون في منزلك، وهي نحو 120 جنيها استرلينيا يدفعها كل منزل بتلفزيون من اجل المساهمة في تمويل هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) والحفاظ على استقلاليتها من شرور المعلنين، عليك أن تتأكد بداية إن كان صاحب منزلك أو المبنى بأكمله (في حال كنت مستأجرا) يقبل بتركيب صحن لاقط على ممتلكاته أم لا، أو إن كان منع من قبل البلدية التي تسكن فيها حول هذا الموضوع ام لا.

من جهة ثانية، يتوجه كثيرون للاشتراك في احدى خدمات الكيبل، او خدمة "سكاي" التي تؤمن مجموعة فريدة من ابرز القنوات العامة والمتخصصة، اضافة الى قنوات الشبكة نفسها التي تعرض محتوى حصريا، هذا وتقدم الخدمة ايضا خيارات الحصول على "حزمة" تحوي تركيب خدمة "برودباند" للانترنت وتخفيضا على المكالمات الهاتفية... لذلك فهو يعد خيارا جيدا بالنسبة لكثيرين.

لكن المشكلة تكمن في محدودية القنوات العربية التي تقدمها خدمة "سكاي"، فلسبب ما لا توجد على الشبكة سوى قناة "أبو ظبي" وحاليا انضمت اليها قناة "روتانا – اوروبا" التابعة لشبكة قنوات "روتانا" الترفيهية، وذلك عبر القناة 168. يذكر ان القناة باشرت بالبث فقط بين السابعة مساء والعاشرة مساء في الفترة الحالية، لكن يفترض ان تتحول الى البث 24 ساعة في العام المقبل. ويعتبر هينك فان ديرفلت، وهو المدير العام لشركة "أي.سي.كاي.اس" التي تدير قناة "روتانا – اوروبا" ان الجالية العربية في اوروبا سوقا مهمة، وهو متفائل للغاية بالقناة الجديدة التي ستبث عبر مزودي خدمة مختلفين في اوروبا وتقدم اعلانات مختلفة بحسب البلد، بمعنى ان مشاهد القناة في بريطانيا سيشاهد اعلانات تستهدفه تختلف عن المشاهدين العرب في فرنسا الذين سيشاهدون القناة عبر مقدم خدمة مختلف. لكن لماذا لا نرى مزيدا من القنوات العربية على "سكاي"؟ وهل من اجراءات او رسوم معينة تدفعها القناة للانضمام الى باقة "سكاي"؟ تجيب امبر هايل، من المكتب الاعلامي في الشبكة التلفزيونية، بالقول "سكاي منصة مفتوحة ويمكن لأي قناة حاصلة على رخصة من هيئة (مكتب) الاتصالات – اوفكوم- ان تبث مجانا". من جهتها تقول امبر بيرز، من هيئة الاتصالات (افكوم) لـ"الشرق الأوسط" بانه يمكن لاي قناة الحصول على رخصة طالما التزمت بالقوانين في المملكة المتحدة، مضيفة انه ثمة رسوم وقواعد متبعة يمكن لأي قناة راغبة في التقدم بالحصول على رخصة الاطلاع عليها عبر زيارة الرابط الالكتروني .

 لكن هل يعني ذلك أن أي قناة تحصل على رخصة بالفعل تستطيع ان تبث مباشرة على "سكاي"؟ تعود امبر هيل من المكتب الاعلامي في الشبكة لتقول مجددا "أي قناة تحصل على الرخصة بامكانها البث على سكاي" (ومن الضروري التركيز هنا ان قولها "بامكانها البث" قد لا يعني ان ذلك مضمون)، وحول ما اذا كانت "سكاي" تفرض أي رسوما على القنوات التي ترغب في البث من خلالها تنفي امبر ذلك، مضيفة "نحن نفرض رسوم إدارية وحسب، وهذه الرسوم لها قواعدها وهي ليست ربحية". من جهته لا يعلق هينك فان ديرفيلت حول سؤال لـ"الشرق الاوسط" ان كانت "روتانا" دفعت أي مبلغ مقابل الحصول على قناة ضمن باقة "سكاي"، موضحا "بحسب عقدنا ان لا استطيع ان اصرح باي شيء يخص الاتفاق بيننا". وتعود امبر هيل لتقول ان كافة الانظمة المتبعة فيما يخص تخصيص مساحة ضمن باقة "سكاي" موجودة، ويمكن الاطلاع عليها عبر زيارة موقع 

ولعل من ابرز ما جاء في التعليمات المذكورة في هذا الموقع هي ان "سكاي" تعمل بنظام "الخدمة لمن يأتي أولا"، بحيث تعطى الأولوية لهيئات البث التي تسجل اولا في قوائم الانتظار، مع الإشارة إلى انه يمكن لـ"سكاي" غض النظر عن هذه القاعدة في حالات استثنائية. من جهة ثانية، ساعد توفر خدمة الانترنت الـ"برودباند" بشكل كبير في لندن الكثيرين ممن لا يقدرون على تركيب صحن لاقط لسبب من الاسباب، على مشاهدة برامجهم العربية المفضلة عبر الانترنت، لكن ذلك يعتمد على توفر الخدمة من قبل القناة المعنية نفسها، ولا يزال هذا الامر محدودا عربيا. ولعل ما ساعد الكثيرين في لندن هذه السنة هو ما اعلنته مجموعة "ام بي سي" اخيرا حول توفير برامجها الرمضانية عبر حلقات خاصة معدة للجوال (موبيسودز)، ومن ثم وفرت هذه البرامج على موقعها الرئيسي "ام بي سي دوت نيت" في خطوة، بحيث يمكن للمشاهد الدخول للموقع والنقر على البرنامج الذي يريده لمشاهدة حلقاته عبر الموقع. وكان د. عمار بكار، مدير ادارة الاعلام الجديد في مجموعة "ام بي سي"، علق في حديث سابق لـ"الشرق الاوسط" حول هذا الموضوع بالقول ان توفير البرامج بهذا الشكل على الموقع هو خطوة تجريبية في المرحلة الحالية، يعد الهدف من ورائها هو معرفة مدى تفاعل الناس مع هذه الخدمة، التي ستتم تجربتها على مدار السنة ومن ثم بناء استراتيجية حولها. * 4 طرق لمشاهدة برامجك المفضلة * اذا اتيت حديثا الى لندن واردت ان تتابع مسلسلك او برنامجك المفضل، فهناك اكثر من طريقة لتحقيق رغبتك، ولعل ما يساعد في الموضوع هو وجود عدد كبير من افراد الجالية العربية الذين لديهم نفس المشكلة، وفيما يلي نستعرض عددا من ابرز الطرق لمشاهدة الفضائيات العربية: * المقاهي العربية: لعلها من أفضل الأماكن المضمونة لمشاهدة الفضائيات العربية عند الأحداث الكبرى او المباريات الرياضية المهمة، لأنك في المقهى تجمع المشاهدة الحية على شاشة كبيرة مع "التحليل" الذي تسمعه كذلك مع من حولك من مشاهدين. وتعتبر مقاهي "ادجوار رود" أو "شارع العرب" كما يسمى محليا من اكثر الاماكن شعبية في نهائيات البطولات الرياضية مثل كأس العالم، أو الاحداث السياسية الهامة. * خدمة «سكاي»: توفر خدمة "سكاي" مجموعة كبيرة من القنوات التلفزيونية والاذاعية، تشمل القنوات المجانية والمدفوعة، العامة والمتخصصة، اضافة كذلك الى قنواتها الخاصة مثل "سكاي للافلام" و"سكاي نيوز" و"سكاي الرياضية" التي تنقل المباريات الهامة في الدوري الانجليزي. حاليا لا توجد على باقة "سكاي" سوى قناتي "ابو ظبي" و"روتانا" التي تبث حاليا لساعات محدودة على ان تنتقل الى بث 24 ساعة مع بداية العام. * تركيب «دش»: كما ورد سابقا، فإن خيار تركيب صحن لاقط في بيتك مرهون بالحصول على موافقة من صاحب المنزل، او صاحب المبنى او البلدية. واذا توفرت جميع هذه الشروط يبقى عليك شراء الطبق وجهاز الاستقبال والاتفاق مع احد الباعة على تركيبه في منزلك. تأكد من مراجعة حجم الطبق والاقمار التي يلتقطها قبل الشراء. * البث عبر الانترنت: ربما يكون من اكثر الحلول عملية، وثمة قنوات عربية توفر محتوى مجاني (وفي بعض الحالات مدفوع) عبر مواقعها الالكترونية على الانترنت، مثل "ام بي سي" و"المستقبل" و"ال بي سي"، كما يمكن مشاهدة بث قناة "العربية" كذلك مباشرة عبر موقعها الالكتروني www.alarabiya.net كذلك، فمن المواقع المهمة فيما يخص البث على الانترنت هو موقعwww.jumptv.com (جامب تي في)، ويعدّ JumpTV رائداً في مجال توزيع البث التلفزيوني والرياضي الحي على مستوى العالم عبر شبكة الإنترنت. ومع أكثر من 300 قناة تلفزيونية من 75 دولة، وشراكات مع أكثر من 170 فريقا وبطولة رياضية، توفر JumpTV المحتوى الرياضي والإخباري والترفيهي بشكل آني من شتى أنحاء العالم مباشرة إلى الكمبيوترات وأجهزة التلفزيون المتوافقة مع الإنترنت، أو تلك المتوافقة مع بروتوكول الإنترنت، والهواتف المتحرّكة بميزة تصفّح الشبكة. ومن بين القنوات العربية المتوفرة مجانا عبر هذه الخدمة: قنوات مجموعة "دبي"، "ابو ظبي"، وقنوات بحرينية وعراقية واردنية ولبنانية وفلسطينية ومغاربية.