«الخليج» الإماراتية: مخاوف من تحول الثورة السلمية إلى مواجهات مسلحة في اليمن

مأرب برس

   

قالت صحيفة «الخليج» الإماراتية إن «مؤشرات المواجهة المسلحة الشاملة بين طرفي الأزمة في اليمن تتسارع على الأرض أكثر من أي وقت مضى»، مشيرة إلى أنها, أي الأزمة «لا تزال تفعل فعلها في بلد يجمع المراقبون على أنه قاب قوسين أو أدنى من دخول حرب أهلية لا تبقي وتذر، إذا لم يستطع حكماء اليمن، ومعهم من يحب اليمن وأهله، وبصورة سريعة، من إيجاد طريق يجنبه مخاطر الفوضى العارمة».

وأضافت في افتتاحيتها اليوم الأحد « توازن الرعب في اليمن» أن حجم الخطر الذي يداهم اليمن يمكن النظر إليه من خلال التطورات الأخيرة، بخاصة المواجهات الدامية بين قوات الحرس الجمهوري والقبائل في أرحب على مشارف العاصمة وعلى مقربة من مطار صنعاء الدولي، وقوات الحرس الجمهوري والمسلحين الداعمين لثورة الشباب في تعز، فضلاً عن الاشتباكات المستمرة منذ أكثر من شهرين في محافظة أبين مع المجاميع المسلحة.

وقالت إن «الحقائق على الأرض تظهر أن حرباً أهلية تدق الأبواب».

وتشهد اليمن - جنوب الجزيرة العربية - ثورة سلمية عارمة منذ فبراير الماضي ضد حكم الرئيس علي عبدالله صالح, سقط خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين, فيما تعرض الرئيس صالح نفسه لعملية اغتيال فاشلة في الـ3 من يونيو المنصرم مع عدد من رموز نظامه في مسجد دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء, ولا يزال يتلقى العلاج في العاصمة السعودية الرياض من الـ5 من يونيو.

وتساءلت «الخليج» الإماراتية: «هل يمكن أن يقود “توازن الرعب إلى حرب شاملة، خاصة إذا ما عرفنا أن القبائل تتكئ على دعم قوات منسلخة من الجيش بزعامة اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع، وصاحب الذراع الطويلة في المحطات المهمة في تاريخ حكم الرئيس علي عبدالله صالح؟، وهل يمكن أن يقاتل “نصف الجيش نصفه الآخر؟».

إن سؤالاً كهذا, طبقا للصحيفة, يمكن الإجابة عنه بـ “نعم ، «فـ “توازن الرعب يمكنه أن يكون عاملاً من عوامل “فرملة الأزمة وإبقائها تراوح مكانها أو جر البلاد إلى حرب أهلية شاملة تلتهم الأخضر واليابس وتقضي على ما تبقى من آمال لليمنيين في يمن موحد ومستقر، خاصة في ظل غياب تحرك فاعل داخلي وخارجي لتنفيذ المبادرة الخليجية التي لا تزال تشكل طوق النجاة لخروج اليمن من الأزمات والتحديات التي تواجهه وتهدد حاضره ومستقبله».

وتشهد الجغرافيا اليمنية في الوقت الراهن مواجهات دامية في منطقة «أرحب» شمال العاصمة صنعاء, بين ألوية من الحرس الجمهوري والقبائل المسلحة, كما تشهد حربًا في محافظة «أبين», جنوبًا, بين اللواء 25 ميكا وعناصر من القاعدة المفترضة, فيما لا تزال المناوشات والمواجهات المتقطعة مستمرة في محافظة تعز, جنوب غرب.

وقالت الصحيفة «إن المخاوف من تحول الثورة السلمية إلى مواجهات مسلحة تطرق كل بقعة من أراضي اليمن تبدو مبررة، فالنظام لا يزال يراهن على القوة العسكرية لمعالجة الأزمة السياسية، وعوضاً عن اللجوء إلى معالجة الأزمات بالحوار الجدي، لا المداهنة، اختار أسهل الطرق، والمتمثل بـ “المطرقة العسكرية والأمنية ، ودفع بخصومه إلى استسهال الحل نفسه بل وتجريبه».

يحدث ذلك «في وقت كان العالم ينظر فيه بإعجاب إلى الثورة السلمية التي رسمها الشباب في ساحات التغيير والحرية» في اليمن, طبقا لـ افتتاحية «الخليج».