لقد خانك يا سيادة الرئيس...!!
بقلم/ د. عادل صالح بن ناصر
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 01 يونيو-حزيران 2011 05:35 م

نعم لقد خانك سيدي الرئيس، خانك وهو أقرب ما يكون إليك، أعلم أنك ستظن للوهلة الأولى أنني أقصد اللواء الركن/ علي محسن. الذي دفعه حبه لوطنه وإشفاقه على الدماء الزكية التي سفكت والأرواح الطاهرة التي أزهقت وحرصه على عدم إراقة المزيد من الدماء وسفك المزيد من الأرواح إلى دعم ثورة الشباب السلمية، فوالله ما هو بالخائن كما يصفه إعلامك المظلل، الخائن الذي أقصده أنا أقرب إليك من المناضل علي محسن بل وحتى أقرب إليك من حرسك الشخصي الذين ما أظنهم يخونوك لأنك تجزل لهم العطاء كما تفعل مع الكثير ممن يدينون لك بالولاء، الخائن الذي أقصده أنا أقرب إليك حتى من فلذة كبدك أحمد الذي ملكته هو وأخيه وأبناء عمومته زمام أمرك بل وأمر اليمن بأكمله فما أظنهم يخونوك.

الخائن الذي عنيته أنا هو السبب في كل ما تعانيه أنت اليوم وما تعانيه وعانته الأمة الآن ومن قبل من بؤس وشقاء، نعم هو المطلوب رقم واحد اليوم، هذا الخائن هو الذي أوعز إليك كثير من الأمور التي أوردتنا وبلادنا المهالك وما زال يمعن في الخيانة يوما بعد يوم والشعب والوطن يدفع الثمن، فهو الذي دفعك للهجوم الشرس على مخيمات الشباب المسالم في تعز في جنح الظلام لتجلب عليهم بمجنزراتك وبلاطجتك وتعمل فيهم تلك المجزرة الشنيعة، بعد أن صرحت في اجتماعك بمجلسك العسكري الأعلى أن هؤلاء الشباب عبارة عن "شوية نهابة وفاسدين"، وهو نفسه الذي أوعز إليك استخدام العنف في مواجهة الثورة المباركة منذ انطلاقتها مرورا بجمعة الكرامة وما قبلها وما بعدها.

نعم يا سيادة الرئيس هذا الخائن هو الذي دفعك إلى التلاعب بالمبادرة الخليجية في جميع نسخها الأولى والثانية والثالثة والرابعة وطرح الشروط تلو الشروط لإفشال كل نسخة، ثم لما اقتربت ساعة الحسم ووقع الجميع انبرى ذلك الخائن ليحفزك على التنصل عن التوقيع على المبادرة الخليجية ليعيدك ويعيد الأمة من خلفك إلى جوف الزجاجة التي كنا على وشك الإفلات من عنقها.

نعم سيدي الرئيس هذا الخائن هو الذي أثناك في بداية الثورة الشبابية المباركة عن الانصياع لكلام العلماء الذين جمعتهم وخطبت فيهم وأنت ماسكا بكتاب المولى عز وجل بيمناك قائلا لهم "شوفوا وقرروا وما رأيتوه سوف نقول سمعا وطاعة"، فلما اجتمعوا وقرروا وخرجوا بمبادرتهم الأولى ذي الثماني النقاط والمبادرة الثانية ذي الخمس النقاط وجاءوا لمقابلتك وعرضوا عليك الأمر، ما كان من ذلك الخائن إلا أن تدخل ليثنيك عن القبول بما أتى به العلماء الأفاضل ويمنعك عن السمع والطاعة لكلامهم كما كنت قد وعدت.

يا سيادة الرئيس لقد قلّب لك ذلك الخائن الأمور حتى صرت ترى كل شيء على غير حقيقته، نعم لقد أوهمك أن معارضيك خصوم ألداء لا شركاء أوفياء فعاملتهم كما يعامل العدو عدوه، أوهمك أن ملكك دائم لا يزول فعملت ما في وسعك للحفاظ عليه وتثبيته وأنشأت في سبيل ذلك الأجهزة الأمنية وأقمت المعسكرات على اختلاف مسمياتها ومهامها ومسكتها أقرب المقربين إليك لتوطيد ملكك، وأنساك أن الأرض لله يورثها من يشاء، وأن الأحرى بك بذل تلك الجهود والأموال في الرقي بحال الوطن وانتشاله من مستنقعه.

سيدي الرئيس أظنك الآن قد عرفته فهو أقرب إليك من ظلك الذي لا يفارقك في حلك وترحالك، وأظن أيضا أن الأخوة القراء قد عرفوه، أتدرون من هو أيها السادة؟؟!!.. أتدري من هو يا سيادة الرئيس؟؟!!.. إنه "دهاؤك"!!.. صديقك اللدود ورفيقك الخائن.. أما سمعتهم يقولون: "لقد خانه دهاؤه"؟؟، أما فكرت لحظة واحدة أنه سيخونك؟ أما علمت أن الدهاء ما ذكر إلا وقرنت به أشنع الصفات كالمكر والخبث والحقد؟ أما حاولت يوما الاستغناء عنه واستبداله بصديق لا يغدر ورفيق لا يخون؟، أما كان الأجدر بك استعاضته بأعز صديق وأوفى رفيق وهو "الذكاء"؟!، ألم يكن الذكاء هو الكفيل بإخراجك من كل ما وقعت فيه؟، ألم يكن الذكاء هو الأحرى بالأخذ والتعامل تجاه الشعب والوطن؟، أما وقد آثرت الدهاء على الذكاء فها قد جنيت نتيجة اختيارك، وقديما قيل "الدهاء سلاح" وقد يصيب السلاح صاحبه.. اللهم لا شماته.