صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
بعد الجمود الكبير الذي اعترى الثورة اليمنية أثناء تواجد علي عبد الله صالح في السعودية, ها هي الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام تستعيد شيئا من زخمها وذلك بالتزامن مع عودة صالح الذي لم ينقطع عن المناورة سعيا منه للبقاء اطول وقت ممكن في السلطة.
مناورات تتسم بالنجاح حيث انه تمكن من ادخال الحركة الاحتجاجية في دائرة مفرغة لا تنجح في الخروج منها. وبالتالي اصبح الهم الاكبر لهذه الاخيرة هو ليس اسقاط النظام بقدر ما هو الخروج من مأزقها وذلك عبر عنوانين كـــــــ " التصعيد الثوري" و"والحسم الثوري". عنوانين تدل على استثمار مطلق في اللغة لتصبح الشعارات ذات قوة تمثيلة في الاذهان من شانها ان تقنع المحتجين انفسهم بانهم قريبون من تحقيق اهدافهم.
لكن اللغة والعنوانين الكبيرة لا تخرج اطلاقا من الحلقات المفرغة. التظاهرات والاعتصامات اليومية لم تعد وسائل احتجاج من شانها ان تقض مضجع النظام الذي يحظى فضلا عن دعم أمريكي سعودي بمفاوض عن المحتجين يدعى اللقاء المشترك. هذا اللقاء الذي خدم النظام من حيث يدري ومن حيث لا يدري اكثر من اي عنصر اقليمي او دولي حيث كان له الدور البارز في اعطاء النظام الوسائل الضرورية للمناورة.
الحركة الاحتجاجية افرغت من محتواها عندما اصبح اللقاء يناور باسمها. لقاء هو اصلا عرضة للضغوطات وللإغراءات وفقا لبنيته وظروف ائتلاف مكوناته وخاصة الذهنية العامة التي تسيطر عليه وعنوانها الاكبر هو الانتهازية السياسية .
اما المحتجون على الارض فلم يعودا قادرين على سحب البساط من تحت اللقاء بعدما ادركوا حجم المأزق الذي ادخلهم فيه. تشابكت الامور بين المحتجين على الارض وبين اللقاء بحيث ان الطلاق بينهما بات تحقيقه غاية في التعقيد وربما باهظ الثمن حيث انه ووفقا لطبيعة الروابط التي تركبت خلال الاشهر الماضية من شأنه "اي الطلاق" ان يودي بالثورة ككل بصرف النظر عما اذا بقى النظام ام رحل. ومن هنا يمكن الاستنتاج بانه لا الطلاق ممكن ولا التواصل معا عاد ممكنا. وهذه الحالة الفريدة من نوعها تجعل من العنوانين المذكورة آنفا مثل " الحسم الثوري " مجردة عنوانين لا يقابلها اي تطوير للوسائل على الارض فاللقاء شأنه شأن النظام نفسه يريدان توازنا للرعب تصدقه على الارض بعض المعارك المحدودة جغرافيا وزمنيا دون الدخول في مواجهه شاملة.
المحتجون يصرون على سلمية الثورة رغم أنهم يعون تماما أن السلمية تتحول يوما بعد يوم الى مجرد "عنوان" لا يتجاوز مجرد الاستثمار اللغوي شأنها كشأن " الحسم الثوري" والنتيجة "حسم ثوري" فارغ المحتوى ودون وسائل تقابله "ثورة سلمية" فارغا من محتواها هي الاخرى لان الوسائل على الارض لم تعد سلمية وكأن الامور تتجه نحو حسم عسكري بشعارات سلمية.