آخر الاخبار

الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار أول دولة أوربية تعلن خوفها الحقيقي من الحرب العالمية الثالثة وتكشف عن خطوة واحدة لتفجير الوضع إسرائيل توقف عمل قناة الجزيرة والعمري يتوعد برد قانوني السعودية تكشف حجم العجز في ميزانيتها خلال الربع الأول هذا العام

لا جدوى سوى الاصطفاف وراء الأولويات الراهنة
بقلم/ فتحي أبو النصر
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 19 يوماً
السبت 14 يناير-كانون الثاني 2012 07:14 م

في اللحظات الوطنية الحرجة يتوجب على الجميع التكاتف من أجل تجاوزها ، فحيث هنالك ساسة يلعبون في الوقت الضائع ، هنالك من يضيعون في الوقت اللاعب للأسف . على أننا ضد روح التجزئة الوطنية وفي ذات الوقت مع تفعيل الوعي العميق بتعقيدات الواقع ، إذ لاجدوى سوى الاصطفاف وراء الاولويات الراهنة . والحاصل أن هنالك مهام يجب القيام بها وأخرى ينبغي القيام بها، فيما ليس من المعقول تشتيت الجهود لإجهاض ماتراكم ولو ان هذا المتراكم ليس هو المأمول بالطبع .

علينا إذاً أن نناهض كل المتهورين خلال 40 يوماً مع انها تبدو كأطول 40 يوماً في التاريخ سيعيشها اليمنيون أشبه بأسرى حرب آملين في المقام الأول أن يتلاشى علي عبد الله صالح من حياتهم كأنما فص ملح ذاب واختفى في ظروف غامضة بعد 21 فبراير القادم.

في المقابل فإن طبيعة الموقف الذي افرزته المبادرة مع تحفظنا على عديد من بنودها ، ستجعلنا نتخلص من علامات علي عبد الله صالح رويداً رويداً ، ولا ننسى أن السلطة قد صارت تتسرب من بين يدي هذا السيء كما يتسرب الماء من بين الأصابع .

والشاهد اننا كلنا مضطربين ومترقبين ، فيما الاجدى تماسك بنية الدولة ولو كانت هشة ، حتى أن مصطلحاً مثل الحسم الآن يبدو كهذرفة غامضة المآلات لأنه سيبقى بدون أدنى أثر حقيقي فاعل ، كما ان تجنب اليمن حرباً كاسحة لهو منطق جدير بالإهتمام ، خصوصا وأن المعركة التي تستعد تربصاً بالجميع ستكون بين المشاريع الوطنية واللاوطنية .

ذلك أن ثورة خيالية متطرفة لاتقنع بالمتاحات الجديرة أومفرطة في لاواقعيتها وغلوها ستضفي على واقعنا مزيداً من الانكسار والتعاسة والبؤس .

ولقد حان الوقت لأخذ مسافة من ورثة الخراب الموهوبين فقط في الصراخ اللاموضوعي تأجيجاً لمشاعر محدودي المسؤولية والرؤيا . ولنكن أقوياء بحفاظنا على روح السلمية التي تميزت بها ثورتنا العظيمة وابهرت العالم، واضعين علي عبد الله صالح وعائلته في الزاوية ، غير مرتابين من المستقبل مادمنا قد قطعنا عديد طرق على من يتعطش لضرب اليمنيين باليمنيين او تفعيل مشاريعه الصغيرة المشينة وطنياً ووحدوياً .

من هنا أجدني وفياً لفكرة اللاحرب ولو أن المصير الراكد المعلق لساحات الثورة ليس كذلك في جوهره حيث وأننا جميعنا نعرف بأن بقاء الساحات ورفع جاهزيتها يعد الضامن الوحيد لتحريك الحل السياسي بإتجاه مسعى الثورة ، فيما كل سبيل يتسم بالتوهان واللاتبصر لايخدم المشروع الوطني الجامع أبدا . فالمعروف ان النزعات المذهبية او المناطقية المتطرفة تبقى هي الخطر الأكبر بالتأكيد ، ثم ان ضغطا معيشيا ونفسيا رهيبا عاناه اليمنيون الكادحون طوال شهور حتى صارت عملية إعادة الاستقرار إلى البلاد مهمة انسانية طارئة وملحة .

فوق هذا فإن مايمنحنا ولو بصيصاً من الثقة هو ان مجتمعا جديدا صار بصدد التشكل ضد التخلف وبروح التنوير ، كما ان ثمة ارهاصات لنقابات فاعلة حرة ومؤسسات يتم احباط الفساد فيها ستعضد من هذا المنحى الذي لن يتجلى سوى ببرامج ثقافية تمدينية ورؤى تعليمية متقدمة وقبل هذا كله بتفعيل إرادة الحياة ، مايتطلب ان نرصد التحول الكبير الذي جرى ونعمل على تدعيمه تطويرا للوعي الاجتماعي الخلاق . أما كل من يأمل بالحاجة لتأكيد نفسه من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب فعليه الإنخراط في مشروع سياسي وطني لائق أو في كيانات ناشطة تجدي حقوقياً وتنموياً ومدنياً .