آخر الاخبار

السلطات المحلية بمحافظة مأرب تمهل أصحاب محطات الغاز غير القانونية 72 ساعة للإغلاق الطوعي اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات الثانوية العامة للعام 2023-2024 قناة الحرة الأمريكية تكشف تزويرا وفبركة قامت بها المليشيات الحوثية استهدفت الرئيس بوتن بمقطع فيديو .. حقيقة علاقات موسكو مع صنعاء احذر منها فورا .. أطعمة تجعلك أكبر سنًا وتسرع الشيخوخة رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص لرئيس بوتن الجهود الروسية لاحتواء التداعيات المدمرة على الاوضاع المعيشية والسلم والامن الدوليين السعودية : رئاسة الحرمين الشريفين جاهزة لاستقبال الحجاج الاتحاد الآسيوي يدعم مقترح فلسطيني بإيقاف إسرائيل دوليا صحيفة أمريكية تكشف أغرب حالات التجسس الصينية على أسرار عسكرية أميركية الزنداني : هجمات الحوثيين لا تضر سوى باليمن واليمنيين وأشقائهم العرب نجم الإتحاد السعودي يغادر النادي نهاية هذا الموسم

أرصفة اليمن وألمانيا !!
بقلم/ عزالدين سعيد الأصبحي
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 16 يوماً
الإثنين 28 يناير-كانون الثاني 2013 03:12 م

اهبط في فرانكفورت ولا أحب هذا المطار المترامي الأطراف والانتقال من مبنى إلى أخر كأنك في رحلة اختطاف

تدقيق موظفي الأمن بجواز سفرك المملوء بأختام وإقامات شتى ولا ترد على نظرة الاستغراب من موظف امن يرقبك ككائن عجيب !

الدقة الألمانية هي ما يدهشني والريبة الأوربية بنا هي ما يزعجني

أنت اسمر نحيل شاحب في عينك الم وطن لم يكتمل حلمه وقهر شعب لم يحقق أمله لهذا دوما تبقى متهما مريبا في هذه البلاد

الدقة الألمانية في كل شيء من المواعيد إلى الصناعة المتينة

نحن جيل تربى على ان يسمع كلمة ألمانيا ويقرنها بمتانة الصناعة وجودتها لهذا تشتري اي شيء من هنا وأنت مطمئن وترى اكبر بنية تحتية قوية وناهضة بأروبا كلها هنا كل شيء عمل ليستوعب المستقبل القادم من سكك حديدية ومطارات ومرافق.

في الشارع الألماني جيلين جيل العجائز القدامى وجيل شاب صغير مشدود إلى العصر بقوة أما جيل العجائز

فهم رمز الانضباط الصارم إلى الحد الذي تحس معه انك رجل الي وليس طبيعي كل شيء عنده محسوب بدقة متناهية – تراه يعبر الشارع الخلفي وحيدا وواقفا ينتظر الإشارة ولا احد غيره بالشارع!

نحن نستخدم الفهلوة العربية يكفي ان تنظر يمين وشمال ثم تنط لتعبر تاركا نظرات السيدة العجوزة المندهشة الغاضبة ولا تشرح لها انك راجع إلى بلد الالتزام بالنظام هو المشكلة لديه وليس العكس !

وحتى لا يموت الألمان بحسرتهم ويبقون في قلق دائم عن سبب مخالفتك كعربي أصيل للإشارات الصارمة وقطع للشارع بمهارة فائقة ! لابد من ان تشرح لهم السبب

وهو أننا في مدن نعتبر إشارة المرور عبء زائد ومنظر لا أكثر وان عبور الشارع المزدحم والنط على السيارات الواقفة والماشية مهارة أصيلة

تجد الذين يعبرون الشارع عندنا او في كذا دولة عربية مثلا يشبهون فرق الرقص الشعبي يسيرون خطوتين أمام وأربع للخلف ثم يركضون عشر ويعودن أربع بنغم جميل رافعين أيديهم بفرح وبعضهم مدلدل طفله او يتحدى ويعبر وهو محمل ببطيخة وأخر تراه ينط مثل قرد من رصيف إلى ظهر سيارة الى رصيف وغالبا الى تحت باص او يحسم الأمر في اليمن موتور سيكل ينط للمواطن الى الرصيف ويجهز عليه في مشهد عجيب أمام الف متفرج يرون قتل المواطن مشهد صباحي لا يستحق ان يندهشوا له!

هذه الأمور للأسف لا تجدها هنا وفي فرنكفورت الباردة والقاسية لا تجد غير هدوء وانضباط قاتل

شرحت لجاري في الباص لماذا نحن نكره الوقوف بالإشارات وبطريقة السياسيين العرب الكبار طبعا فردت له أصابعي معددا وقلت :

إذا وقفت تعبر برجليك تنتظر الإشارة ووقفت لدقائق تحت إشارة المرور سيقولون عليك واحد من ثلاثة

الأول: - إما شحات جديد على أساس ان المواقف والأرصفة وإشارات المرور هي محطات أساسية للشحاتين وعارضي العاهات

( في العالم تتبارى الشوارع في تقديم عارضي وعارضات الأزياء والمواهب الفنية نحن تجاوزنا هذا الهبل العالمي وصار لدينا عارضي العاهات !)

مثلا جولات صنعاء او تعز او عدن او الحديدة او مواقف الباصات ستجد من ينط عليك وأنت شارد ليريك يد مقطوعة او بطن مبقورة وستجد فوق رأسك احد الأمهات وقد انتظرت شرودك التام وألقت إليك بطفل معاق لتراه وإذا وقفت أربع دقائق تجد نفسك محاصرا بخمس عكاكيز وخمس عربات وعشرات الأيدي

وإذا قاومت وانتظرت خمس دقائق أخرى تجد نفسك مبطوحا او منظما إلى جماعات العاهات وقد أصابك قطع هنا او ضربة هناك !!

الثاني : ستجد نفسك متهما مع الفئة الثانية التي لها حق الإقامة بالإشارات هي المخبرين

الثالث : ستجد نفسك مع الفئة الثالثة التي لها الحق في افتراش الأرصفة والبقاء بالإشارات هي المجانين هنا ربما تجد نفسك مع الفئة الأكثر إنسانية وعقلا ببلدنا !!

هذا يوم خاطف تقضيه بالأرصفة الباردة والمقاهي لا أكثر ونصيحتي إذا رأيت مطعما ايطاليا بهذا البلد ادخله لأني أظن ان الألمان برعوا في كل الصناعات الضخمة والدقة فيها لكن لم يكن لديهم وقت لأن يبرعوا بالطبخ ويقدمون مطعما متميزا

انغمسوا في مصانع السيارات والمعدات والأجهزة والمعامل وتركوا المطبخ للأسف !!

لهذا إذا قدر لك وزرت متحف كونراد ايدناور الرئيس الألماني الذي عمل لألمانيا معجزة في الحرب العالمة ومنها تقنين الطعام واستخدام وصفة من الخبز فيه الحبوب السمراء التي لم تكن تؤكل وعمل وصفة من خبز اسمر جامد ينقذ من أزمة الخبز في لحرب الطاحنة

وطبعا لم اعلق وأنا أرى الاختراع نسخة من – الكدم – عندنا ولم اشرح إننا مدمنين على الحبوب السمراء من دخن وذرة وربما بسبب إننا في حرب دائمة ومستمرة!!

لا يهم الآن ان نبحث عن مطعم جيد في بلد الصناعات الضخمة ويكفي البقاء بالأرصفة المكتظة والاستعداد للرحيل

علي أن أكون بعد يوم في الضفة الأخرى التي احن إليها إلى المغرب – الدار البيضاء بصخبها وجمالها ورقة أهلها

من لم يزر المغرب عليه ان يبقى في قلبه حسرة

وهنا سأحتاج الى وقت إضافي لأكتب عن بلد أحببت العيش فيه وانحزت إلى جماله فمعذرة إذا تأخرت بالتعبير عنه وانحزت إليه بقوة انه المغرب فلا تستغرب !!

*من يوميات على رصيف ألمانيا لم تنشر

هناء ذيبانببغاوات السلطة
هناء ذيبان
مشاهدة المزيد