صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
ما يجري في مصر لا يخص مصر وحدها بل كل العالم العربي والإسلامي ، فما يحدث في مصر انتكاسة جديدة لمشاركة التيار الإسلامي الذي وصف بالمعتدل في العملية الديمقراطية ، وبالتالي ستتغير قناعات فئات عديدة من شباب العالم العربي بفكرة الانتخابات ومدى صوابيتها في الحصول على حق المشاركة السياسية ، وسوف تتغير كذلك القناعة بمدى جدوى السلمية في مقابل العنف الجسدي واللفظي والاجتماعي والأمني الذي تقابل بها المسيرات والاحتجاجات السلمية ، إن تحول القناعة بالسلمية لدى شباب الوطن العربي سيدفعهم لا سمح الله إلى خيارات العنف والتطرف.
الإشكالية التي نعيشها اليوم في العالم العربي هي تلاشي مفاهيم السلمية والتغيير الديمقراطي عبر صناديق الانتخابات ، في مقابل تصاعد خيارات التغيير عبر الأدوات العنيفة ، بل أن تجربتين لدعاة السلمية والديمقراطية انتهت بالإقصاء القسري عن الحكم وباستخدام قوة الجيش والأمن وأدوات الدولة الاعلامية والقضائية وغيرها ، التجربة الأولى في الجزائر ونتج عنها حرب أهلية شرسة راح ضحيتها مئات الألاف ، والتجربة الثانية في مصر وراح ضحيتها حتى الآن الآلاف ولازال مسلسل نزيف الدم المصري مستمراً.
إن الإشكالية في مصر ليست سياسية فقط بل إقصاء وكراهية منظمة يديرها الإعلام 24ساعة وفق خطة تهدف إلى إيجاد شرخ اجتماعي كبير يمكّن العسكر من قذف الإخوان وغيرهم من معارضي حكم العسكر إليه ، هؤلاء يشيطنون كل المعارضين لحكم العسكر ويعمموا عليهم حكاية الإرهاب والأخونة والعنف ، ويقوم الجهاز الأمني بارتكاب جرائم حتى ضد بعض المواليين إذا تطلب الأمر ذلك بهدف تكبير عملية الشيطنة وزيادة حشد الشارع ضد معارضي الانقلاب ، لقد وصل الأمر حد رصد مساكن الإخوان ورافضي الانقلاب وأنشطتهم الاقتصادية بهدف محاصرتهم اقتصاديا واجتثاثهم سياسياً وإقصاؤهم اجتماعياً ، مؤسف أن يصل شحن الكراهية وسط الشارع إلى حد سحل المخالفين للرأي أو الفكر أو المظهر وقتلهم أمام المارة وفي الشوارع ، أبداً مصر لم تكن بهذه الصورة من الكراهية الاجتماعية التي تتولى وسائل الإعلام الرسمية والخاصة التابعة لبعض رموز عهد مبارك توجيهها.
في المسلمات الفيزيائية أن لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومضاد له في الاتجاه، يا ترى وكل ذلك الاستبعاد والكراهية التي يعيشها المعارضين للانقلاب العسكري وعلى وجه الخصوص الإخوان المسلمين، هل سيستمر تحمل القهر والضيم حتى يقتل الألاف ومئات الألاف ، وهل ستستمر كلمة المرشد سلميتنا أقوى من الرصاص ، أم أن تيار جديد سيبحث عن خيارات غير خيارات العقلاء من دعاة السلمية.
إن الإشكالية التي يعيشها الوطن العربي في الوقت الراهن تتمثل في تراجع القبول لدى الشباب بالخيارات السلمية ، خاصة وأنهم يشاهدوا بأم أعينهم زملاؤهم يتساقطون في شوارع مصر بدون ثمن ، وبالتالي الإشكالية الحقيقية أن يبدأ هؤلاء الشباب في البحث عن الثمن والثأر من خصومهم الحقيقيين والمفترضين بصورة غير سلمية ، والطريق غير السلمي يحمل مخاطر جمة على السلام الاجتماعي ، لأن هؤلاء الشباب سيحشروا في دائرة ضيقة من بين المجتمع وقوات الجيش والأمن والشرطة والقضاء والإعلام ، تلك الدائرة الضيقة ستكون صانعة التطرف ضد كل هؤلاء الخصوم ، وربما ينشأ تحالف عابر للحدود يحمل رؤية جديدة لفرض الأمر الواقع وربما يصبح هؤلاء جزءً معادلة صراع جديدة في المنطقة.
إن شعور الفرد بكراهية وظلم المجتمع من حوله وشيطنته مع أنه مسالم يحوله إلى عدواني وعنيف في المجتمع ، فالسلوك القمعي يؤدي بالشباب المتحمس إلى استبدال خيار صناديق الاقتراع بصناديق الذخيرة ، وبالتالي سيكون من الصعب على العقلاء التأثير عليهم بعد ذلك ، لذا من الضروري أن يبحث العقلاء عن حلول تمكن من الحفاظ على السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي والأمني فتلك مفاتيح التنمية والتقدم أما المغامرة بتوتير الجبهة الداخلية وإقحام الجيوش في مواجهة شعوبها فتلك من الكوارث التي ستؤدي إلى تأخير الشعوب لعقود قادمة.
أخيراً نأمل من العقلاء في مصر الحبيبة الأخذ على يد صناع الكراهية والتطرف وهم كثر إعلاميون وقضاة ورجال جيش وأمن وما يعرف بالبلاطجة ومنعهم من الاستمرار في غيهم ، لأن ضحايا الصراع سيكون البسطاء الذين يصفقون اليوم ، أما صناع التطرف والكراهية فسوف يهربون في اللحظة المناسبة فأرصدتهم من دولارات أمراء النفط واموال الشعب المنهوبة كفيلة بمعيشة رغيدة في باريس وواشنطن وروما أو أي مكان في العالم