يثبت القرآن الكريم حقيقة راسخة لا تقبل الشك ولا التأويل عند العقلاء فضلا عن المؤمنين بالله بصدق ويقين، هذه الحقيقة تتمثل في آيتين كريمتين (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) وقوله تعالى (إن الله لا يهدي كيد الخائنين) والفساد كما ذكره الشيخ الشعراوي هو (إفساد الشيء الصالح) أو تحويل الصالح الى خراب، وقد حولت عصابات الحوثي وعفاش اليمن الى خراب ودمار ومعاناة.
أما عن الخيانة فجلي وواضح خيانة العهود والمواثيق وخيانة الوعود التي قطعها الحوثيون على أنفسهم في كل مراحل طغيانهم، بدءا من ادعائهم المظلومية وانتهاء بدعوى تحرير الجنوب من القاعدة في الوقت الذي هم قتلوا من الشعب اليمني في أقل من سنة أكثر مما قتلت القاعدة الإرهابية في عشرات السنين.
ولكن الأخطر والعجيب هو خيانة الحوثي لشعاره المكرر الذي يردده أنصاره على أنقاض بيوت اليمنيين ومساجدهم ودور تعليمهم، فهم في الوقت الذي يصرخون الموت لإسرائيل نلحظ وبشدة توافق أعمالهم مع ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وسأسوق بعض الشواهد والمقارنات حتى لا يبقى الامر مجازفة او تهمة مجردة.
وأول الأفعال هدم البيوت واشتهر الحوثي بذلك من بداية عدوانه على اليمنيين في 2004 وما بعدها، ولكن الفرق ان الإسرائيليين يبعثون بإخطار مكتوب بإخلاء البيت ويسوقون حجة عدم الترخيص، أما السيد وعصاباته فهم يقومون بزرع الألغام دون اشعار ولا انذار ولا مبرر ويهتفون باسم الله الذي هم منه براء وهو سبحانه بريء من افعالهم.
والثانية امتهان بيوت الله ودور العبادة فاليهود يحولون المساجد الى بارات ودور لهو وعبث بينما تقوم عصابات الحوثي بتحويلها الى أماكن للمقايل وتناول القات وأكثر من ذلك الرقص واللعب.
وثالث أوجه التشابه اتخاذ المدنيين دروع بشرية وهذه جلية وواضحة كما فعلوا بالصحفيين والسياسيين وأبرزهم الشهيد أمين الرجوي كما يفعل الإسرائيليون بتجميع المدنيين ومنعهم من الخروج من مناطق الصراع ليكونوا دروعا بشرية.
ورابعها القصف العشوائي وتخريب البيوت على الساكنين وعدم التفريق بين رجل وامرأة وطفل ومسن، وجميعنا نتذكر قصف غزة في كل عدوان إسرائيلي، وأريد ان الفت انتباه القارئ الكريم الى كيف تحولت عدن وتعز جراء القصف العشوائي على منازل المدنيين.
وخامسها التعدي على النساء وتعمد اهانتهن وما فعله اليهود كثير وكثير، ومشاهد أفعال عصابات الحوثي معروفة وواضحة وآخرها ما قامت به من اختطاف أربع من النساء في صنعاء من المحتجات والمطالبات بإطلاق سراح المختطفين.
ولكن المؤسف ان عصابات الحوثي وعفاش زادت بممارسات مستحدثة ومشينة كالدخول الى غرف النوم واهانة حرمات البيوت وذلك أمر مشين وعيب أسود لم يعرفه اليمنيين من قبل.
ومن الزيادات والابتكارات الاجرامية التي قامت بها عصابات اليمن زرع الالغام في المدن والقرى التي يخرجون منها كما فعلت في لحج وأبين وغيرها.
بهذه الأفعال والممارسات تنهزم المليشيات وتندحر لا محالة.