عندما كنت اتابع خطاب دولة رئيس الوزراء بمناسبة الذكرى (54 ) لثورة 26 سبتمبر والذي ألقاه في الحفل الذي أقيم يوم أمس في العاصمة المؤقتة عدن شعرت أني أمام التاريخ، لقد طاف بنا في كلمته على كل المحطات الوطنية تقريبا من العشرينات حتى ساعة إلقاء الخطاب. وهذا شأن رجل الدولة الذي لا بد أن يكون ملما بالتاريخ وخاصة تاريخ بلاده لكي يعرف خلفيات وأبعاد كل قضية تهم الوطن فيعمل على مواجهتها وحلها وفق المعطيات التاريخية المتوفرة لديه وهذا ماهو متوفر في د/أحمد عبيد بن دغر لقد قال عن ثورة 1948م أنها ثورة وهي كذلك ووصف ماحدث في تعز عام 1955م أنه انقلاب وقد كان محقا في ذلك .ولا يفرق بين الثورة والانقلاب إلا من يفهم التاريخ السياسي بالذات.. من المعلوم أن الرجل كان موضوع نيله شهادة الدكتوراة (اليمن تحت حكم الإمام أحمد ) فلا غرابة إذا" أن يدرك خطر الإمامة على اليمن ولا غرابة من عويل أذناب الإمامة عند سماعهم خبر توليه رئاسة الحكومة.
لقد حلق بنا في ثورة سبتمبر وأهدافها وطاف بنا شواطئ أكتوبر ونضالها وتكلم عن الوحدة وأهميتها وماهي عثراتها بين للجميع تلازم الثورتين وواحدية الشعب اليمني .
لم يكن عنصريا أو مناطقيا أو حزبيا في خطابه لاتصريح ولا تلميح لم يتحدث عن جنوب وشمال بل عن اليمن بشمالها وجنوبها شرقها وغربها ..
لقد تحدث كرجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى أحس ابن الضالع أنه المعني بخطابه وكذلك ابن عمران وصعدة والبيضاء وكل المحافظات اليمنية.
لقد ارهف السمع لكلامه ابن حضرموت كما فعل ابن عدن وصنعاء ،بين فيها أهمية عدن كعاصمة مؤقته لكل اليمنين وشدد على أنها تفقد هذه الصفة إذا لم تكن كذلك .
ركز على الأمن وأهميته والأعمار وضرورته ومع أنه لم يستغرق في كلمته وقتا طويلا لكنه لخص فيها تاريخ اليمن الحديث واولوياته في الوقت الحاضر .
وصلت إلى قناعة أنه بمثل هؤلاء الرجال تبنى الدول .
إن الدكتور/ أحمد عبيد بن دغر رجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..