آخر الاخبار

وزارة الدفاع الإماراتية تستدعي السفير اليمني وكبار الضباط والمسؤولين يحضرون اللقاء .. دلالات اللقاء ورسائل أبوظبي للشرعية.. عاجل حضرموت تتصدر أولويات الدعم الأوروبي: مشاريع اقتصادية وثقافية غير مسبوقة ووفد رسمي من الاتحاد الأوروبي يزور مدنها نزاع قبلي يتجدد في محافظة البيضاء يسفر عن أكثر من 50 قتيلًا وجريحًا وسط اتهامات للحوثيين بتغذية الصراع.. ''واعي'' تواصل اسكات الحوثيين على منصات التواصل الإجتماعي.. أين وصلت ''حملة التفاح'' وكم عدد الحسابات المحذوفة حتى الآن؟ واتساب يقترب من إطلاق نظام الهوية الموحدة ويتخلى عن الأرقام مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر يحذر من أجواء شديدة البرودة خلال الساعات المقبلة.. السعودية تمول مشاريع تنموية في مجال الكهرباء في 3 محافظات يمنية الإدارة الأمريكية تعلن إدراج أربع جماعات أوروبية على قوائم الإرهاب الرئيس العليمي يشرعن لقرارات عيدروس الزبيدي الباطلة عنصر حوثي متهم باغتصاب فتاة تحت تهديد السلاح ومكتب حقوق الإنسان يوثق الجريمة ويطالب بتحرك دولي  

اليمن شعب ودولة وليس مشكلة أمنية
بقلم/ عارف أبو حاتم
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أسابيع
الأحد 23 أكتوبر-تشرين الأول 2016 12:04 م
تداعى المجتمع الدولي نحو فرض هدنة إنسانية في اليمن مدتها 72 ساعة لم يكن الغرض منها السماح بدخول المساعدات الإنسانية وتوفير الأمن والغذاء والدواء والمشتقات النفطية لملايين البشر، ولم يكن الغرض منها وضع حد لمعاناة شعب جثمت على صدره أرتال الميليشيات الحوثية، وبالتأكيد ليس الغرض منها منح العقل فرصة للتفكير في كيفية استعادة الدولة الشرعية وإنهاء الانقلاب ومظاهره وما ترتب عليه، وليس في حسبان المجتمع الدولي إيقاف تهديد دول الجوار بالأسلحة الإيرانية التي بيد حلفاء طهران الحوثيين، ولم يتحرك ضمير العالم الميت لإخراج 8 آلاف معتقل مدني في سجون الميليشيات، وليس في نيته الحديث عن آلاف حالات الانتهاك لحقوق الإنسان والحريات العامة، ومسألة تجنيد الأطفال والزج بهم وقوداً في معارك الميليشيا الحوثية هي في نظر المجتمع الدولي شأن داخلي، وقصف الأحياء المكتظة بالسكان شيء «مؤسف» وكفى، وتفجير المدارس والمستشفيات والجسور والطرقات والمنشآت الحيوية أمر يستدعي لأجله بيان مقتضب يتلوه موظف من الدرجة العاشرة في منظمة مغمورة
ما المشكلة إذاً؟!. المشكلة أن استهداف الحوثيين للبارجات الأميركية في مضيق باب المندب يهدد المصالح الأميركية/ الغربية في المنطقة، ما يعني ضرورة وضع هدنة عاجلة يعقبها الإسراع في تشكيل حكومة وطنية مناصفة بين الانقلابين والقيادة الشرعية وتباشر الحكومة الجديدة عملها من صنعاء بأسرع وقتٍ ممكن... هكذا تبدو رؤية وزير خارجية أميركا جون كيري. العالم لا يتعامل معنا إلا بصفتنا مشكلة أمنيةً تهدد مصالحه في منطقة حيوية وقابلة للاشتعال في آن.
هذا الموقف اللامسؤول يحيل الذاكرة إلى تداعي مشابه في نهاية العام 2008 حين فشل الشاب «الفاروق عبدالمطلب» في تفجير طائرة أميركية كانت متجهة من أمستردام إلى لوس انجلوس عشية الاحتفال بعيد رأس السنة ولأن أجهزة الاستخبارات الغربية قد كشفت وقتها عن إقامة الشاب المنتمي إلى أسرة نيجيرية ثرية قد أقام فترة قصيرة جداً في اليمن، فإن هذا سبب كاف للتداعي إلى لندن وعقد مؤتمر عاجل للمانحين لمناقشة المشكلة الأمنية القادمة من اليمن، قبل أن تكبر وتمثل تهديداً حقيقياً لمصالحهم.
يكرر التاريخ مأساته ويجتمع اليوم صناع قرارنا المحلي، ويحددون متى تقف الحرب ومتى تدخل المساعدات، ومتى يستأنف الموت نشاطه في اليمن، دون أن يحددوا متى ينتهي الانقلاب ومتى تُستَعاد الدولة اليمنية المختطفة، لأن ذلك يتطلب بدرجة رئيسية نزع أدوات الموت من يد الميليشيا وهو السلاح، ويجعلها مخيرة بين أمرين: التحول إلى حزب سياسي مدني أو البقاء جماعة متمردة مجرمة، وهذا ما لا يريده رعاة المشروع الأميركي الإيراني في المنطقة.
إذا لم يستوعب العالم أن على هذه الأرض شعبا كريما وإرثا حضاريا عمره 4 آلاف سنة، وذاكرة كالحة السواد عن حكم الأئمة الذين تسعى أميركا إلى إعادة تنصيبهم حكاماً على اليمن مرةً أخرى فإن هذه الحرب سيطول امدها حتى تفضي إلى نتيجة واحدة أما أن يموت كل الشعب أو تنتصر الجماعة الحوثية.
أما الحلول الفوقية التي تقرها فنادق العواصم وطاولات المتحدثين بلسان غير يمني فهي صبغة سياسية لها هدف واحد فقط هو إخراج التحالف العربي من المشهد اليمني، وترك اليمنيين يواجهون معاركهم الطاحنة لعشرات السنين وسيقف الرعاة موجهين بالمال والسلاح والقرارات الأممية حتى تنتصر ميليشيا على دولة وعصابة على شعب
لكن هل سينتصرون فعلاً؟!. شواهد التاريخ –وما أصدقها- تقول إن لليمني إرادة تفل الحديد وقوة تذيب الجبال؛ والشعب الذي قاوم طغاة الأئمة المحتلين الوافدين من طبرستان ألف عام.. وانتصر، قادر أن يقاومهم ألف عام أخرى... وينتصر.
مصطفى أحمد النعمان«الهدنة» يجب أن تستمر!
مصطفى أحمد النعمان
مشاهدة المزيد