آخر الاخبار

قنبلة بقوة زلزال".. الجيش الروسي يدمر مستودع ذخيرة للقوات الأوكرانية بقنبلة فائقة القوة الدوري المصري.. هدف "عالمي" من لاعب الأهلي يثير تفاعلاً إنجاز أمني كبير يطيح بشحنة خطيرة وبالغة الأهمية لعمليات الحوثي الارهابية أبو عبيدة يزف خبراً غير سار لإسرائيل.. والقسام تنشر فيديو قد يشعل تل أبيب البحرية البريطانية تكشف نتائج هجوم حوثي مزدوج استهدف اليوم سفينة شحن مجدداً.. مشاط الحوثيين يوجه تهديداً مهينا شديد اللهجة الى قيادات مؤتمر صنعاء بحضور الراعي وبن حبتور ..بماذا توعدهم خلال الأيام القادمة؟ برلماني متحوث في صنعاء يفتح النار على سلطة الانقلاب الحوثية ويشكو الظلم والجوع والفقر تحذير أممي: اليمن سيواجه أربعة أشهر عجاف مع بداية الشهر المقبل القوات المسلحة السعودية تبدأ مناورات الغضب العارم في البحر الأحمر بمشاركة القوات البحرية الأميركية لقاء رفيع لقيادات قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب.. والعميد الصبري يوجه برفع الجاهزية واليقضة الأمنية

استمرار الحرب تكريس للكراهية
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 7 سنوات و شهر و 18 يوماً
الأحد 19 مارس - آذار 2017 10:26 ص


تترك كل حرب أهلية شروخا تحتاج فترات طويلة لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، ناهيك عن أهمية العمل في قضايا مثل إعادة التعمير والدخول في مصالحة سياسية تتمحور حول توزيع السلطة موقتا حتى يصل الناس إلى توافق حول الشكل النهائي للدولة ومؤسساتها وربما إجراء انتخابات عامة ومحلية، وفي الحالة اليمنية صارت الأوضاع أكثر تعقيدا مما يتصوره الكثيرون من غير العارفين بتفاصيل التركيبة الداخلية وتعقيداتها الاجتماعية والقبلية.
من غير المعروف على وجه اليقين الوجهة النهائية للأطراف اليمنية وما تريد تحقيقه، وليس كافيا ولا مجديا الحديث عن استعادة الحكومة للشرعية التي مهدت بتصرفاتها للتشكيك فيها والانتقاص من قيمتها المعنوية، أو ترديد شعارات جماعة الحوثيين أنهم يخوضون معركة برسالة إلهية يعلم الجميع أنهم افتعلوها بدون مبرر ولا هدف وطني، وهكذا تضيع أبسط حقوق المواطنة. ومن المثير للأحزان أن كلا الطرفين غير راغبين ولا عازمين على تقديم أدنى حد من التنازلات لتحريك العملية السياسية، متصورين أن الحل العسكري أو مقاومته هو الذي سيقرر المسار النهائي لهذه الحرب اللعينة، وبينما ترتفع الأصوات الإقليمية ضمن دول التحالف العربي معلنة الرغبة الأكيدة بحل سلمي سريع ضمن الأطر المتفق عليها وحتى تعديلها إذا كان ذلك سيخدم إطلاق العملية السياسية بسرعة، ولكن الطرفين المحليين يبديان مرونة أقل وعنادا أكثر وعدم اكتراث للدمار النفسي والاجتماعي.
في مقابلة أجراها أخيرا السيد إسماعيل ولد الشيخ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، عبر عن ضيقه من البطء الذي تشهده محاولات تنشيط العملية السياسية، وقال إن المتضرر الأكبر من ذلك هو المواطن المهدد بالمجاعة، خصوصا مع تزايد العمليات العسكرية، وشدد على ضرورة تجنب الوصول إلى مستوى الكارثة الإنسانية، وقال إن المطلوب حاليا هو إعادة الحياة للجان التهدئة العسكرية كمدخل أساسي للتوصل إلى وقف إطلاق للنار تحت إشراف جدي ثم الانتقال إلى مباحثات يمكن أن تعيد الاستقرار إلى اليمن.
في خضم هذه الأوضاع المأساوية، يتفرغ قادة الحرب المحليون لمحاولات تعزيز مواقفهم وتثبيت أوضاعهم على الأرض غير عابئين بالتأثيرات الاجتماعية التي نشأت جراء هذه الحرب، وسيكون من الصعب جدا استعادة الحالة السابقة، خاصة في تعز وفي جنوب اليمن، ولهذا فإن الإسراع بوقف الحرب سيتيح المجال لوضع حد للنزيف المستمر في النسيج الاجتماعي، وقد حدثت في هاتين الرقعتين الجغرافيتين تحولات نفسية ستظهر معالمها البشعة حين تتوقف الحرب نهائيا، ولعل المطلوب في الحالتين مختلف في ظاهره، لكنهما تجتمعان في رغبة متزايدة عند المواطنين في الجنوب بالانفصال عن صنعاء السياسية كلية، أو التخفيف من قبضتها السياسية والاقتصادية كما في حالة تعز، وهنا يجب التذكير بأن أغلب القيادات التي تدير الشأن اليومي في الجنوب هي نتاج لما صار يعرف بالحراك الجنوبي والأغلبية منها لم تشارك في لقاءات موفينبيك الشهيرة بصنعاء ولم تعترف بمخرجاتها، ولكن الضعف الذي يظهر في اختلافها حول الهدف النهائي وصراعاتها الداخلية على القيادة هو الذي يتسبب في الارتباك الحاصل هناك.
في تعز تختلف الحالة لأن المجتمع فيها قد انقسم بين طرفي الحرب وظهرت تكوينات خارجة عن سيطرة الجميع صارت تعمل لحسابات ذاتية مادية، كما أن العلاقات الإنسانية قد انقطعت بين فئات كثيرة وليس مهما في هذه اللحظة الانشغال بسرد يوميات الحرب وكيف بدأت ومن المتسبب، لأن ذلك لن يعيل يتيما ولن يعالج مريضا ولن يوقف الدمار والدماء، ورغم المحاولات الكثيرة للتوصل إلى هدنة إنسانية تسمح للناس البدء في رحلة البحث عن قوتهم وإعادة بناء ما دمرته القذائف، إلا أن كل ذلك ووجه بالفشل لأن الصراعات بلغت حدا من العنف غير مسبوق، ومع كل صباح جديد تزداد المعاناة والأحقاد ولن يكون بمقدور أحد السيطرة على استمرار دورة الدماء والثارات.
كل يوم في أي حرب أهلية هو مدخل لنزيف مستمر وتكريس لثقافة الكراهية، ولا يهتم قادتها بهذا المآل؛ لأن غايتهم النهائية هي السلطة والثروة ولو كان ذلك على حساب وطن بأكمله.
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
إحسان الفقيه
تلك عاقبة الصمود
إحسان الفقيه
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد مصطفى العمراني
ابن حزم الأندلسي .. كيف تغيرت حاله من الوزارة إلى النكبات وأحرقت كتبه ؟
محمد مصطفى العمراني
كتابات
حميد البخيتيمارس وذكرى الدم!!
حميد البخيتي
عبدالرحمن الراشدتسلل فيديو عنصري هولندي
عبدالرحمن الراشد
ابو الحسنين محسن معيضأحمد زين باحميد..!
ابو الحسنين محسن معيض
مشاهدة المزيد