تفاصيل لم تكن تعرفها عن مدينة رفح التي تهدد إسرائيل باجتياحها عسكرياً غوغل توقف تشغيل هذا التطبيق كيليان مبابي يطمئن جماهير باريس سان جيرمان قبيل مواجهة بوروسيا دورتموند.. هذا ما قاله أمريكا تعلق على قبول حماس مقترح وقف إطلاق النار.. وعائلات الأسرى: “ذوونا أو نحرق البلد” بحضور الوكيل مفتاح.. ندوة بمأرب تناقش وضع الصحافة خلال 10 سنوات من حرب مليشيات الحوثي الارهابية قيادات حوثية تنهب المليارات من موارد الاتصالات - أبرزهم الحاكم وحامد والحوثي عاجل..الكيان الصهيوني يعلن موقفه من موافقة حماس على مقترح الهدنة صنعاء..مليشيات الحوثي تعتقل أحد أبرز خبراء الجودة والمقاييس على خلفية فضح قيادات حوثية بارزة اللواء سلطان العرادة : مارب تدعم كهرباء عدن منذ سنوات لانها عاصمة الدولة.. ويكشف عن خفايا مشاكل المحطه الغازية عاجل.. المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس تحسم موقفها
قبل أسابيع كان الزميل أنور العنسي في مأرب في أول زيارة له للوطن منذ سنوات طويلة...
كان يحدثنا عن بلقيس والرمل والتواريخ...
قطع الطريق البري من سيؤون إلى مأرب
كان يحاور امرأ القيس الكندي، ويناجي تراب الأرض التي صاح مرة مستشرق فرنسي عندما رآها لأول مرة: وجدتها! وجدت مملكة سبأ...!
جددتْ مأرب لمراسل البي بي سي حنين امرئ القيس إلى "دمُّون" وهو بعيد في بلاد "الروم"...
بعد عودته إلى لندن كان العنسي مفعماً بتفاؤل وحيوية غامرة...
قلت له ما السبب؟
قال: سحر مأرب...!
قدم العنسي سلسلة تقارير رصينة عن المحافظة...
تقارير قبل أن تصب في خانة الحقيقة، صبت في مصلحة مأرب، لأن الحقيقة تخدم هذه المدينة بعيداً عن الصورة النمطية لهذه المحافظة التي حاول المستفيدون من
خيراتها سابقاً رسمها لها...
كان العنسي منصفاً في تقاريره...
أميناً في نقله...
مهنياً في عمله...
ولم يكد العنسي ينهي تقاريره عن مأرب حتى تداعى إليها قرابة عشرين صحافياً وإعلامياًيشكلون وفداً أوروبياً أمريكياً كبيراً للاطلاع على حقيقة الأوضاع في مأرب...
بالأمس تصدرت مأرب عناوين أخبار المقاومة، واليوم تتصدر مشاهد البناء...
يكفي أن تنظروا إلى الصورة لتعطيكم انطباعاً عن رجال الدولة هناك...
عن اليمن...
عن بلادنا التي نتشبث بذرات رمالها...
وحصى وديانها...
وصخور الجبال وامتدادات السواحل...
مأرب صورة اليمن الخالي من الآيديولوجيات والتدين الطائفي...
مأرب التي فتحت أبوابها لليمنيين من كل المناطق والمذاهب، حيث لا جعاربة أو دحابشة، أو برغلي أو مبردق، أو زيدي أو شافعي...
بل نشيد وطني يتردد في مدارسها ومعسكراتها وافتتاحيات احتفالاتها...
مأرب التي انتصرت بعدما ظُلمت...
تسامحت وتسامت، ولم تحمل عقدة الثأر وأحقاده...
كبيرة في مقاومتها...
كبيرة في انتصارها...
كبيرة في اتساعها لكل اليمنيين...
وعلى الرغم من أنها ظُلمت من متنفذين في صنعاء، إلا أنها لم تتخلَّ عن صنعاء...
وعلى الرغم من أنها نهبت باسم اليمن إلا أنها لم تنخلع من أصلها...
وعلى الرغم من أنها غُبنت باسم الوحدة الوطنية، لكنها لم تكفر باليمن الواحد الكبير...
فرق كبير بين مظلوم انتصر وتسامح، ومظلوم انتصر ومازال يحمل عقدة الثأر وأحقاده...
مأرب تقول اليوم لكل المنتصرين: انتصروا على أنفسكم أولاً...
انتصروا بالتسامح والتسامي والانفتاح وعدم الالتفات إلى الخلف...
نجح "البدو" في إبراز الوجه الأمثل لليمن حيث لا شعار إلا شعار الجمهورية، ولا علم إلا علم اليمن، ولا ولاء إلا الولاء الوطني...
مأرب ليست شمالية ولا جنوبية...
مأرب سبأ وسبأ اليمن كله...
قولوا للمتنازعين على الزعامة والسلطة: عمموا نموذج مأرب...
هذه المدينة في الحرب أسعد الكامل وفِي السلم بلقيس ...
وفِي الحالين تقدم مأرب نموذجاً رائعاً لجوهر الإنسان ...
اقتدوا بمأرب...
ابنوا اليمن الجديد من حجارة سدها العظيم...
ابنوا بلدكم على نظر صاحبة الجلالة بلقيس...