الحوثيون يهددون واشنطن ماذا يعني ذلك؟
الحوثيون يعلنون رسميا الدفاع عن إيران عسكريا.. دفاعا عنها وعن مصالحها ويتوعدون واشنطن.. عاجل
اخطر الخدع الجديدة لإختراق حساب الوتساب .. إحذر منها
أسعار الصرف اليوم في صنعاء وعدن
جنوح سفينة عملاقة في قناة السويس
مدير عام مكتب الشباب والرياضة بمأرب يستقبل بعثة المنتخب تحت ٢٣ سنة ويؤكد دعم السلطة المحلية لمعسكرهم التدريبي
يعيش وضع استثنائي ولا يستخدم وسائل الإتصال والإنترنت.. خامنئي يرشح ثلاثة أسماء لخلافته في حال اغتياله ويستبعد نجله
أول فوز عربي في مونديال الأندية
أسماء الشركات النفطية والشحن والقيادات الحوثية التي طالتها عقوبات أمريكا الأخيرة
أمريكا تعلن السماح بإعادة منح تأشيرات للطلاب الأجانب بشرط واحد جديد
في هذا اليوم الخالد من تاريخ أمتنا اليمنية، الثاني والعشرين من مايو، نستحضر بكل فخر واعتزاز في الذكرى الـ35 لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة عام 1990م؛ ذلك المنجز الوطني العظيم الذي جسّد إرادة شعبٍ عريقٍ ناضل طويلاً من أجل كرامته وحريته ووحدته، وراكم عبر تاريخه الطويل محطاتٍ نضاليةً كانت الوحدة فيها روحًا وثقافةً قبل أن تكون صيغةً سياسية أو اتفاقًا دستوريًا.
لقد جاءت وحدة مايو تتويجًا لتاريخٍ مشتركٍ من النضال والتضحيات، وحصيلة طبيعية لوحدةٍ سبقت الإعلان، وتمثلت في تلاحم أبناء الشعب اليمني، شمالًا وجنوبًا، وشرقًا وغربًا، حين تعاضدت صنعاء وتعز وعدن وكل مدن اليمن، في مقارعة الإمامة والاستعمار، وتكامل دورها في نصرة الحركات الوطنية.
ولم يكن حصار السبعين يومًا في صنعاء إلا اختبارًا آخر لوحدة المصير، حين نظر المدافعون عنها إلى عدن وتعز كمراكز بديلة في حال سقوط العاصمة بيد الإمامة، في دلالة عميقة على أن الجغرافيا كانت واحدة، كما كانت الدماء والغايات واحدة.
وفي هذا كله، صدق شاعر اليمن الكبير حسين أبوبكر المحضار، رحمه الله، حين قال:
“وحده، وبالوحدة لنا النصر مضمون”
وهو نصرٌ لم يكن يومًا عسكريًا، بل كان في جوهره انتصارًا للهوية الواحدة، ولإرادة التعايش، ولعزيمة البقاء كيانًا وطنيًا جامعًا لا يقبل التشظي ولا الانكسار.
وفي الوقت الذي نعتز فيه بوحدتنا اليمنية كقيمة وركيزة للاستقرار، فإننا نستحضر أيضًا النموذج المشرق والناجح لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي نشأ في حقبة متقاربة مع الوحدة اليمنية، وسط موجة من المحاولات لتشكيل تكتلات ومجالس عربية آنذاك، لم يُكتب لها النجاح والاستمرار؛ لافتقادها إلى الرؤية العملية وحكمة المبدأ في البناء والتكامل.
أما مجلس التعاون الخليجي، فقد أثبت نجاحه وتماسكه بوصفه أنجح نموذج للتكامل الإقليمي العربي، حيث استطاع أن يوحّد الإرادة، وينسّق السياسات، ويصوغ أهدافًا مشتركة بين دوله، حتى غدت دول الخليج — وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة — نماذج للنهضة والتنمية والإنجاز في مختلف القطاعات، مما أثار إعجاب المراقبين وصنّاع القرار في العالم.
وتبرز في هذا السياق جهود المملكة العربية السعودية، التي نعتز بها ونباركها، بما شهِدته من إصلاحات ومبادرات طموحة وناجحة بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي لم تقتصر على الشأن الداخلي فحسب، بل شملت ملفات إقليمية ودولية مؤثرة، منها الدفع باتجاه عودة سوريا إلى محيطها العربي والمساهمة في رفع العقوبات عنها، ودعم الشرعية اليمنية، ضمن رؤية تسعى لتعزيز الاستقرار وإعادة التوازن للمنطقة.
وإننا إذ نُشير إلى هذه التجارب، فليس من باب المقارنة، بل من باب التذكير بأن الوحدة والتكامل حين تقترن بالإرادة والرؤية، فإنها تصنع الفارق وتخلق الفُرص، وتفتح آفاق التقدّم والتنمية.
إننا اليوم، إذ نحتفل بالعيد الوطني الـ35 للوحدة، نؤكد أن الأمن والاستقرار والنهضة في يمن اليوم، لن تُبنى إلا على إدراك قيمة هذه الوحدة، ووعي الشعب بحتمية تكامل كل مدن ومحافظات اليمن وعلى رأسها، هذه المدن الثلاث: عدن وصنعاء وتعز، إلى جوار حضرموت التاريخ، كركائز أصيلة في استعادة الدولة، وتثبيت السلم، وتحقيق التنمية.
فلنحتفِ بوحدتنا لا كذكرى عابرة، بل كعهدٍ متجدد ومسؤولية وطنية، وركيزة لا غنى عنها لمستقبل اليمنيين جميعًا.
وكل عام واليمن بخير، ووحدته في أمان، وشعبه في عزة وكرامة."