أحزاب مأرب تطالب العليمي بسرعة صرف مستحقات الجرحى وتؤكد أن إنصافهم واجب وطني.. عاجل
مسؤولون أوروبيون: خطة ترامب تحتضر والأمر الواقع يفرض تقسيم غزة
الناطق العسكري للجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي يعلن تقاعده قبيل إنهاء خدمته
الحوثيون يبلغون كتائب القسام تجميد هجماتهم على إسرائيل وفي البحر الأحمر
الأردن تودع الدكتور زغلول النجار في جنازة مهيبة
تقارير حقوقية توثق أكثر من 24 ألف انتهاك حوثي في محافظة ذمار
خليفة عبدالملك يظهر من الظل.. كيف يُصنع خليفة الحوثيين من داخل العائلة؟
بن عزيز يبحث في المنامة مع قيادات دولية وإقليمية تعزيز التعاون العسكري ودعم جهود استقرار اليمن
المبعوث الأممي يطلع الحكومة اليمنية على نتائج اتصالاته ومساعيه لاستئناف عملية السلام
المنتخب اليمني الأول لكرة القدم يبدأ معسكراً خارجياً في القاهرة
حين كانت السعودية تُقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة من قبل إيران ومليشياتها، احتفى بعض خصومها في الخليج في الغرف المغلقة. واليوم، وللمرة الثانية، تُقصف الدوحة، عاصمة قطر، وربما هناك من يكرر الاحتفاء نفسه في الخفاء. غير أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن كل عاصمة خليجية باتت في مرمى النيران، وأن استهداف الرياض بالأمس والدوحة اليوم رسالة واضحة بأن منظومة مجلس التعاون كلها أصبحت في دائرة الخطر.
لقد بلغ الصراع البيني الخليجي ذروته، وأصبح وقوده شعوب المنطقة العربية. اليمن وسوريا وليبيا والسودان تحولت إلى ساحات صراع إقليمي بالوكالة، دفعت أثمانًا باهظة من دماء شعوبها واستقرار دولها. والدوائر لم تتوقف هنا، بل جرت معها الحلفاء الإقليميين والدوليين إلى قلب معارك لا تخدم إلا مشاريع القوى الكبرى وأجندات المليشيات.
اليمن على وجه الخصوص كانت الضحية الأبرز للصراع الخليجي–الخليجي. فالتباين بين محور السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر وسلطنة عمان من جهة أخرى، كان أحد أبرز أسباب إطالة الحرب وإدخالها عقدها الثاني. وهكذا استُخدم اليمن ساحة لتبادل الرسائل الإقليمية، فيما ظل النفوذ الإيراني يتوسع ويترسخ كحليف استراتيجي للدوحة ومسقط في مواجهة الرياض وأبوظبي.
والحال ذاته يتكرر في السودان، حيث تحوّل الصراع على النفوذ بين العواصم الخليجية إلى عامل رئيسي في تغذية الحرب الدائرة هناك. وفي العراق، بقاء الدولة رهينة لمليشيات إيران المدعومة بغطاء سياسي إقليمي جعل من بغداد ساحة نفوذ متداخلة تهدد استقرار الخليج برمته.
إن هذه الحسابات الخاطئة لم تحمِ العواصم الخليجية من الخطر، بل نقلت المعركة إلى أبوابها. وإذا كانت الرياض والدوحة قد دفعتا الثمن حتى الآن، فإن القادم لن يستثني أبوظبي أو مسقط أو غيرهما.
ما يجري اليوم ليس مجرد خلافات سياسية بين دول الخليج، بل تهديد وجودي يتسع أثره من اليمن والسودان والعراق إلى قلب المنظومة الخليجية ذاتها. استمرار الحروب بالوكالة لم يعد وسيلة ضغط أو أوراق تفاوض، بل تحول إلى سلاح مرتدّ يهدد أمن المنطقة برمتها.
إن استقرار اليمن والسودان وتحرير العراق من قبضة المليشيات لم يعد قضية داخلية تخص تلك الدول، بل شرطًا أساسيًا لبقاء الخليج نفسه بعيدًا عن التفكك والانهيار.
فلا إيران يمكن أن تكون ضامنًا للاستقرار، ولا إسرائيل، فكلاهما يتعامل مع المنطقة بوصفها ممرًا لمشاريع توسعية ومصالح استراتيجية عابرة للهوية والسيادة.
إن معركة دول الخليج اليوم ليست معركة حدود أو نفوذ، بل معركة بقاء. والبقاء لن يُصان إلا بإنهاء بؤر الحروب، وتفكيك المليشيات، والعودة إلى منطق التعاون لا التناحر، لأن أي حسابات خاطئة أخرى ستجعل من الخليج كله ساحة حرب مفتوحة.
