تركيا تبدا بتسليم مسيرتها بيرقدار لأول دولة أوروبية.. وتتربع كأبرز 3 دول مصنعة للمسيرات حول العالم. المليشيات الحوثية تنفذ حملة اعتقالات بحق قاصرين يمنيين لانسحابهم من معسكرات الصيف الحوثية ... تفاصيل أجهزة الأمن بمحافظة مأرب تكشف تفاصيل وملابسات انتحار شاب في احد سجونها إيران تقترب أكثر من السلاح النووي .. «الدبلوماسية الغامضة» قرار رئاسي.. لتجنيد السجناء في صفوف الجيش .. كييف في ورطة رئيس الوزراء يناقش في لندن مع مسؤولي المنظمات الدولية فتح مكاتبها بعدن وتحويل المساعدات عبر البنك المركزي شاهد بالصور هذا ماحدث ليل امس بمحافظة مأرب.. مصدر الإنفجار العنيف الذي سمع ورواية مختلفة للحوثيين خبر غير سار لمدرب برشلونة تشافي هل لهجمات الحوثيين علاقة؟.. بريطانيا تكشف عن سلاح جديد لتفجير الطائرات المسيَّرة على الفور ''صورة'' شركة غوغل تكشف عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي
جرت العادة أن تقوم الثورات التحررية من أجل جلب السعادة والنماء للأوطان والشعوب ، متبنية القضاء على الثالوث الرهيب (الفقر والجهل والمرض) وقد استبشرنا خيراً بقيام ثوراتنا اليمنية آملين أن تحقق لنا تلك السعادة التي نالتها شعوب العالم ، وكنا طوال عقود من زمن القرن العشرين نتطلع إلى تلك الأماني والآمال ، إلاّ أن تلك الفترة انقضت ولم يتغير الحال ذلك التغير المأمول.
وما أن ولجنا بوابة القرن الحادي والعشرون إلاّ ونحن مثقلون بهموم ذلك القرن وهموم القرن الذي يليه ، لأن الجهود التنموية كانت منصبّة نحو بناء الأفراد لا لبناء المجتمع ، فزاد الطن بلّه ، وتضاعفت المتاعب وزاد العناء والمعاناة في ظل استفحال خطر الثالوث الرهيب (الفقر والجهل والمرض) ، والأسوأ من ذلك أن سلطتنا الثورية خلقت لنا ثالوث جديد يتمثل في (حوثيون وقاعدة وحراك) وأصبحت البلاد معرضة لخطر التدخل الأجنبي نظراً لفشل تلك السلطة في إدارة البلاد إدارة وطنية تحفظ سيادتها وأمنها واستقلالها ، وتحقق لمواطنيها السعادة والهناء.
قد يستغرب البعض مثل هذا الكلام ولكن حقائق الأمور تؤكد ذلك الترابط بين سياسة السلطة (الفاشلة) وتصرفات عناصر (الثالوث الجديد) لأن مخرجات أنشطة كل منهم تصب في مصلحة الآخر أما بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وقد ظهر ذلك جلياً في كثير من المواقف والتصرفات خلال الفترة الماضية ، وهنا تكمن مشكلة البلاد والعباد وتظهر ملامح الخطر ماثلة للعيان ، لأن كل طرف يتمنى زوال الآخر ولكن بطرق وأساليب لا تخدم الوطن والمواطن على الإطلاق ، ولا تجد لها أي مستند قانوني خصوصاً من يتبنون أساليب العنف واستخدام القوة خارج نطاق الشرع والقانون.
فالصفة العالمية لعمل تنظيم القاعدة والطبيعة المذهبية لمطالب الحوثيين واللهجة الانفصالية للحراك الجنوبي مع فشل السلطة في أداء مهامها الوطنية ، كل هذه العوامل مجتمعة لا تخدم المواطن اليمني لا من قريب ولا من بعيد .. بل على العكس تماماً فهي أساس الشقاء والمعاناة وسؤ الحال ؛ فكم نساء رمِّلت وكم أطفال يُتِّمت وكم أسر نكبت وشردت ، والقائمة تطول لمثل هذه الأوصاف والمتاعب ، وعلاوة على ذلك فإن مثل هذه الأعمال والاتهامات المتبادلة بين أطراف المعادلة (الحربية) تفتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي في شؤون اليمن ، الأمر الذي يضاعف سؤ الحال على كل مواطن يمني بدون استثناء .. ومن أراد التأكد فلينظر إلى الوضع المعيشي للمواطن العادي ومستوى دخله ومدى توفر حاجياته اليومية وفق ما ينبغي أن يكون عليه الحال أسوة بغيره من مواطني دول الجوار ، وسيتبين صدق ما ذهبنا إليه ، لأن وضع المواطن يزداد سوءاً مع مرور الأيام ولتكن لنا نظرة فاحصة في شدة المعاناة اليومية منذ بداية العام الجديد (2010م) وهي البداية المؤلمة التي أحس كل مواطن ضررها المباشر على حياته اليومية ، نظراً لظهور حالة العنف المسلح الذي تبادلته أطراف معادلة الاحتراب منذ مطلع العام الجديد ، مخلفة وراءها حالات من الخوف والرعب الشديد وإقلاق الأمن والسكينة العامة في أرجاء الوطن إلى جانب المظهر الدموي المرعب الذي تتبادله الأطراف هنا وهناك ، وتكون حصيلته النهائية تدمير قدرات البلاد المادية والبشرية ، لكي تصب في مصلحة أعداء الدين والوطن وهم يتفرجون في تلك المسرحيات الهزلية التي يرسمون أدوارها ويحددون أشخاصها وبالتالي يستثمرونها (مغانم) باردة يدفع ثمنها الشعب اليمني من ماله وحاله وسمعته.
وخلاصة القول نوجه دعوة صادقة إلى عقلاء البلاد المخلصين لها ولمواطنيها بأن تتظافر الجهود والمساعي الجادة لإخراج الوطن من دائرة خطر التدخل الأجنبي ، وذلك بالاحتكام إلى منطق العقل وضوابط الشرع ونصوص الدستور وتغليب المصلحة العلياء للوطن والمواطن على ما سواها من المصالح الضيقة ، ومن أراد إلاّ السير فيما يجلب لنا الضر والبلاء فالله مولانا .. وهو نعم المولى ونعم النصير ..!!