كتائب القسام تعلن عن تدمير ناقلة جند إسرائيلية وتستهدف دبابة شرق رفح الكشف عن أكبر استثمار لرونالدو.. والسعودية و4 دول عربية وثيقة أممية تكشف عن خلافات حدودية عميقة بين أكبر دولتين خليجية دولة خليجية تعلن عن اعتقال أحد أفراد الأسرة الحاكمة حوّل منزله إلى مزرعة مخدرات ..تفاصيل وفد بريطاني رفيع يصل أول دولة خليجية اليوم لبحث فرص الشراكة التجارية الجيش الأمريكي يعلن عن تدمير مسيرتين وصاروخا باليستيا أطلقه فوق البحر الأحمر زلزال يضرب أثيوبيا و خبير يحذر من طوفان قد يغرق دولة عربية ثانية أطعمة تؤدي إلى شيخوخة الجسم واجهات تشغيل وميزات أمان جديدة تظهر في حقيقة رحيل جيرو عن ميلان
لايمكن الجزم بأن هناك تباين اوخلاف اوتنافر حقيقي في اهداف ومطالب قوى الحراك الجنوبي في مايخص حل القضية الجنوبية، رغم تعدد الفصائل والهيئات والقوى واختلاف مسمياتها ودعواتها التحررية المختلفة، باعتبار ذلك نتيجة طبيعية - يرى فيها الكثير من المراقبين للمشهد الجنوبي- ظاهرة صحية وطبيعية كونها تأتي بعد مرحلة قاسية من الكبت السياسي وقمع الحريات ومصادرة الرأي الآخر وغياب ثقافة المعارضة أو حق الاختلاف طوال الـ 25 عاما من حقبة حكم الحزب الاشتراكي الأحادي للجنوب وماتلتها من حقبة وحدوية قمعية لاتقل سوءا وكبتا ومرارة عن سابقتها.
فعند العودة للهدف والمطلب الذي ترفعه كل فصائل الحراك، نجد ان جميعها تلتقي عند هدف ومطلب واحد هو (دولة جنوبية مستقلة تتخذ من عدن عاصمة لها) سواء كانت دولة جديدة مستقلة أو اعادة الدولة السابقة بصورة وبأخرى، أوتكوين فصيل جمهوري مستقل عن دولة أخرى تتخذ من صنعاء عاصمة لها. لأن بإمكان أي شخص يفقه ولو أبجديات أولية للعمل السياسي أن يستنتج بسهولة ان المطالبين بـ"فك الارتباط" مع الشمال، شأنهم شأن الداعين إلى حرية واستقلال الجنوب، من حيث المسعى والهدف المنشود، وكذا الباحثين عن "استعادة الدولة" الجنوبية والمطالبين بـ"تقرير المصير" وغيرهم من الحالمين بإحياء مشروع "الجنوب العربي" الاستعماري، بل وحتى من يخفون حقيقة اهدافهم بأقنعة الفيدالية" او "الكومفدرالية"، لاتخاذهما كجسر سهل الكلفة للوصول بالجنوب إلى دولة مستقلة، وانتزاع مستقبل أبناءه من عباءة صنعاء وأخواتها، كون ذلك يعتبر الهدف الجنوبي المجمع عليه اليوم في الاول والاخير، لدى كل فصيل ومواطن وكائن جنوبي حي، سواء كان "انسان أوحيوان اوحتى جماد جنوبي"، في ظل تواصل السياسة الاقصائية والقمعية لكل ماهو جنوبي وإن هذه المرة من قبل رئيس " يمن مابعد علي صالح ، والمحسوب جغرافيا، على الجنوب والذي مافتئ يؤكد في مؤتمره الصحفي مع المستشارة الألمانية ببرلين، بجنوبيته كرئيس لليمن هو ورئيس الحكومة الانتقالية، في سعيه للتأكيد على وحدوية الغالبية العظمي من الجنوبيين باستثناء من قال أنهم "حراكين غير سلمين" يسعون للانفصال بدعم ايراني، ولا أدري كم جهدها وقدرها طهران أن تتحمل من فضائح لدى "أبو يمن" بعد فشل سعيها أخيرا لانشاء مصنع أسلحة بعدن كما يقول إعلام النظام، وكذا اعتراض سفينة معدات مصنع آخر، أمس بالحديدة، كان في طريقه للحوثيين بصعدة، إضافة إلى سبع خلايا تجسسية أعلن فخامته عن آخرها من برلين في زيارته الأخيرة التي قال أنها كانت ناجحة بكل المقاييس. دون ان يلمس الشعب خيرها سوى استهداف الكهرباء عشية عودته للبلاد.
قرارات هادي تثير سخط شريحة واسعة في معظم المحافظات الجنويية السبع التي اختزلها جميعا بقراراته الجمهورية في "دثينة أبين" وعتق شبوه النفطية وماجاورهما من قرب أسري ومعرفي، وفي وقت مامل فيه من التأكيد على حرصه على مشاركة قزى الحراك الجنوبي في الحوار ومتابعته شخصيا لهذا الأمر، دون ان يدرك فخامته أن إحتكاره لشعب الجنوب، في جملة أكثر من 300 قرار جمهوري أصدرها إلى اليوم كرئيس "ليمن موحد"، بأهله وأقاربه بأبين وشبوه ، يجعل من كل من تبقى لديه بقايا رصيد احتياطي وحدوي، يفرغه مباشرة في اليأس بأي خير يرتجئ من وحدة يتخذها ساسة صنعاء "كبقرة بني اسرائيل" لاستجلاب المصالح الشخصية الانانية لهم ولعائلتهم، ولو على أنقاض الامعاء الخاوية لشعب ينشد الحرية والانعتاق والعيش الكريم منذ ماقبل 2007م بصورة سلمية حضارية علمت العالم من حوله كيف يثور وحقق ما أراد فيما هو لايزال قابع تحت وطأة أسوء "احتلال عسكري قبلي" يمكن وصفه في القرن الحادي والعشرين. كمايقول الجنوبيون، كون العقلية والأساليب والمعاملة لم تتغير في شيء إن لم تكن قد زادت سوءا باعتبار الحاكم لذلك النظام "منا وفينا".
بالتالي تصبح كل تلك المطالب او المسميات التي ينشدها اليوم كل فصيل جنوبي و يتمسك بها كإحدى أدبيات عمله السياسي وتنظيرات قياداته للمرحلة المستقبلية المقبلة من يمن " عبدربه "، وجنوب مابعد البيض. مجرد طرق وجسر عبور إلى الهدف الجنوبي العام المتمثل في استعادة القرار وتحرير الثروة واحياء الهوية والتاريخ والتراث الذي تعمد نظام "وحدة الحرب" ان يمحوها من العقول بعد اعتقاده عبثا، بنجاحه في القضاء عليها بعد اعتقاده وهما أنه قد تمكن من استئصالها من القلوب والعقول كما فعل مع الجغرافيا الجنوبية.
ومن هنا يمكن الجزم أن الجميع في الجنوب متحد مع هدف ومسعى ومطلب وحل واحد لكل مسميات وشعارات فصائل حراكه المتعددة، إذا ما استثنينا الناخبي بالطبع كونه مع الاسف، قد باع مبكرا وبثمن بخس. وباعتبار الاختلاف وتعدد القوى والتكتلات، واحدا من اهم أوجه التنوع الديمقراطي الذي يجب ان يسود ويتعود عليه الجميع اليوم ويحترمونه لضمان اقامة دولة جنوبية ديمقراطية تحترم الحقوق والحريات وتصونها خلافا لنموذج الحكم الاشتراكي الشمولي السابق.
ومن هنا يمكن القول للمراهنيين على اختلاف فصائل الحراك في افشال وابتلاع القضية الجنوبية ومواصلة ثقافة تغييب والتهام الحق القانوني والسياسي والاخلاقي والديني للشعب الجنوبي في تقرير مصيره بعد فشل الوحدة وتعميدها بدم الحرب والبحث عن فرص أخرى للعيش بحرية وكرامة وبلوغ السلطة ونيل الوظائف القيادية المختلفة دون استثناء او تفضل اوتكرم من أحد. لكي يتأكدوا صدق الحكيم القائل :"لن يضيع حق وراءه مطالب".
. aldaare2000@gmail.com