القطاعات القبلية عيب أسود ومنكر علينا تغييره
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 7 أيام
الجمعة 18 يناير-كانون الثاني 2013 07:57 م

تطالعنا بين الحين والآخر أخبار عن قطاعات قبلية في بعض المناطق كخط صنعاء الحديدة ومؤخرا طالعتنا الأخبار بإتفاق بين محافظ صنعاء وقائد القوات الجوية يقضي بتخصيص بضعة طائرات لملاحقة القطاعات القبلية في الطرق الطويلة خاصة تلك القطاعات التي تقام في الخطوط التي تربط العاصمة بالمحافظات والمدن الأخرى ومنذ يومين هناك قطاع قبلي في منطقة الحيمة للمطالبة بالإفراج عن سجين وهناك بحسب الأخبار مئات من الناقلات والسيارات محتجزة "حتى ساعة كتابة هذا المقال" دون أن تصلنا أخبار عن قيام الأجهزة الأمنية برفع هذه القطاعات كما هو واجبها ولم نسمع عن قصف الطائرات لقطاع هذه الطريق .!!

هذه القطاعات القبلية سلوك همجي وعيب أسود وجريمة بحق الإنسانية ونوع من الإفساد في الأرض والعودة لقانون الغابة فقطع الطريق يعطل مصالح الناس بل ويعرض حياتهم للخطر فهناك مرضى يتم إسعافهم قد يموتون بسبب هذا القطاع وهناك أشخاص تفوت عليهم مصالح عظيمة بسبب هذه القطاعات إضافة إلى الجوع والحصار والضنك الذي تسببه هذه القطاعات للناس الذين لا ذنب لهم ولا ناقة لهم ولا جمل ولا بأيديهم حل مشاكل من أقام هذا القطاع ومع ذلك يدفعون ثمن همجية البعض وقصور الأجهزة الأمنية عن القيام بواجبها في حماية وتأمين الطريق العام .!!

إذا افترضنا جدلاً أن من يقوم بهذه القطاعات له قضية عادلة فإن عدالة هذه القضية لا تبرر على الإطلاق قطع الطريق فهذا سبيل مفتوح ومصلحة عامة وقطعه نوع من الحرابة والإفساد في الأرض ويستلزم العقاب الرادع والحساب الشديد وإظهار هيبة الدولة وإذا كان لكل شخص قضية يريد حلها عن طريق القطاعات ( عادلة أم غير عادلة هذا أمر آخر ) فإن البلد سيتحول إلى غابة وسنشهد في كل بضعة كيلومترات قطاع قبلي وسنشهد فوضى لا مثيل لها .

ونحن نطالب الدولة بأن تظهر هيبتها وتضرب قطاع الطرق بيد من حديد وبكل الوسائل المشروعة نطالب الدولة كذلك بأن تقوم بواجبها في حل مشاكل الناس ونؤكد لمن يقطع الطريق على أنه حتى لو كان لهم قضايا عادلة فهناك خيارات سلمية وحضارية أخرى لحلها ولا يوجد مبرر لقطع الطريق وتعطيل مصالح الناس على الإطلاق ما لم فإننا سنعود لعصر الغابة وستشيع فوضى لا أول لها ولا أخر .

كما ينبغي على العلماء والإعلام ومشايخ القبائل وأعيانها أن يقوموا بواجبهم في توضيح الحكم الشرعي على من يرتكب هذه الممارسات الهمجية وعواقبها على المجتمع وتوعية الناس بأخطارها وأضرارها على الجميع والقيام بإصلاح ذات البين وحل مشاكل الناس ما أستطاعوا إلى ذلك سبيلا وعلى مشايخ القبائل والوجهاء والأعيان أن يقوموا بمبادرة لحماية الطرق وتأمينها كإعداد وثيقة قبلية تجرم من يرتكب من يقطع الطريق وتغرمه وتتبرأ منه إن أصر وعاد لفعله وتجعله خارجا عن القبيلة وأعرافها وعلى الجميع أن يقفوا بوجهه ومن لم يستطع فعليه مقاطعته كأقل الواجب وأضعف الإيمان لأن قطع الطريق منكر والرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان) والله المستعان.