آخر الاخبار

لماذا يجب تجنب شرب الماء من زجاجة بلاستيكية خصوصا في الصيف؟ الذكاء الاصطناعي "يخدع البشر"... والآتي أعظم! رسميًا.. الهلال يحصد لقب الدوري السعودي للمرة الـ 19 في تاريخه واشنطن بوست تشكف تفاصيل صفقة قدمتها أميركا للعدو الصهيوني لتجنب غزو رفح بعد الفيديو الغامض.. أبو عبيدة يزف خبراً سيشعل الكيان الصهيوني والقسام توجه رسالة لقادة الاحتلال الفريق بن عزيز : المليشيات قامت بتصفية عشرات المعتقلين في سجونها تحت التعذيب تفاصيل أول زيارة حكومية لسفينة روبيمار منذ غرقها في البحر الأحمر من بيت الى بيت..صراع الاجنحة الحوثية ينفجر وسلطان السامعي يتحدث عن حرب أهلية في مناطق جماعته :أنا وصلّت رسالتي والأيام بيننا قائد قوات الأمن الخاصة بمارب : مليشيا الحوثي الإرهابية تستخدم النساء والأطفال لزعزعة الأمن وسنقدم الدعم للشرطة النسائية عاجل .. السلطة المحلية بمحافظة مأرب: جميع الطرقات من جانبنا مفتوحة منذ قرابة 3 أشهر ونستغرب تأخر الحوثي كل هذه المدة للتعاطي مع مبادرة فتح الطرقات

سمات المقالة السياسية عند أحمد عائض 1-4
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 15 سنة و 8 أشهر و يوم واحد
الإثنين 08 سبتمبر-أيلول 2008 01:58 م

في البداية أطرح على الجمهور الكريم حقيقةً مفادها أني لا أعرف أحمد عائض ( ولا أصرفه) ولا أدري شيئاً عن سيرته الذاتية العطرة بالطبع ، ولا من أي محافظة يمنية هو .

تعرفتُ عليه بالموافقة الكونية وعشقته من أول نظرةٍ واشتغلتُ عنده مراسلاً يبعث من الهند بأخبار طلاب اليمن الموفدين وأنشطة اتحاد الطلاب اليمنيين ، أبعث بأخبارهم من ولاية( تنكا بلاد النامس) في جنوب الهند ، يسمونها ( كارناتكا )، مراسلاً ل" مارب برس " لوجه الله وبلا مشقاية خدمةً لغايات رسالية ( والله أعلم بالسرائر).

وعشفتُ موقع مأرب برس المنبر الحر بقدر ما كرهت مواقع الأحزاب وجرايدهم الفاشلة مع شدة احترامي للملك الغضبان ( رئيس تحرير جريدة الصحوة الموقرة قبل نبيل الصوفي ).ثم إني لا أعرف إلى أي حزبٍ سياسيٍ ينتمي السيد ولد عائض ، أللمؤتمر الشعبي ( مشَع ) أم لا تحاد القوى الشعبية ( إقشَع)؟ ولا أدري إن كانت له صلةً ما بحزب المؤتمر الهندي ( الكونجرس ) الذي تتزعمه السيدة سونيا غاندي أو علاقةً بحزب الشعب الباكستاني وزعيمته المرحومة بنازير علي بوتو والذي آلت زعامته من بعدها إلى( زوج المرحومة) السيد عاصف علي زرداري؟؟.مبرأةٌ هذه الحلقة والتي تليها إن شاء الله من كل نتائج الهوى والمجاملة ، نقف على شاطئ صحفتنا بالعسل والفتة لا ستنباط ست عشرة لفتة من مقالة أحمد عائض السياسية.

سوف نعيش هذه الحلقة مع مقالة الكاتب والصحفي أحمد عائض بعنوان ( القادمون الجدد) والمنشورة على صفحة الموقع بتاريخ 10-8-2008 لنستنبط منها أربع لفتات لحلقتنا هذه ، وإليكم اللفتة الأولى:

1- جمع نقائض المفردات في مضمارٍ معتركٍ بينما هو يتفرج من بعيد كيف تؤول الأمور:

خير شاهدٍ مقالته ( القادمون الجدد). ملخص المقالة أن تجارب الحكم في اليمن عبر ما سماها هو ( سنوات الضياع الماضية )التي كانت تهدف إلى ( تعزيز سلطة الشيخ قبل سلطة الإنجاز في المجتمع والدولة )عادت اليوم من جديد وبدرجة أقوى. وتوضيحاً للعبارة ، يود الكاتب أن يقول في مقالته أن سلطة القبيلة والشيخ في السنوات الخوالي كانت مقدمةً على سلطة المجتمع والدولة كنظام وقانون ومؤسسة،ثم يمضي ليقول أن السياسة البائدة في ( صناعة المشائخ) لم تتغير بل زادت جموحاً نحو كسب المزيد من الولاءات لدولةٍ لا تعيش من غير قبيلةٍ ، خاصةً مع ظهور تيار سياسي مدني في المجتمع ( اللقاء المشترك) المنافس البديل لدولة القبيلة والذي يحمل مشروع المجتمع المدني والمؤسسي. ويمضي الكاتب ليعطينا لمحةً تاريخيةً عن ( صناعة المشيخة) عبر عددٍ من الأجيال البائدة إلى عهد القادمين الجدد من أبناء وأحفاد المشائخ الهالكين.

 عد إلى مقالة الكاتب تجد النقائض معتركةً في المضمار الوطني ومضمار دولة القبيلة، مثل: ( سلطة الشيخ ، سلطة الدولة ، النظام والقانون ، الأعراف والقبيلة ، سلطة المجتمع ، مفهوم الدولة ، مفهوم القبيلة ، نفوذ الشيخ ، نفوذ الدولة ...الخ )

2- لا يعلن موقفه العاطفي: يحب القبيلة التي لا تصب في خدمة السلطة بل المجتمع.

وغني عن الإشارة أن الكاتب من أنصار المجتمع المدني والنظام المؤسسي العادل وتسكنه أشواق سيادة النظام والقانون كمثقف مجتمع – لا مثقف سلطة- ومع ذلك يعتز بالقبيلة كنواة أصيلة لكل فضيلةٍ حميدةٍ أو إيجابيةٍ خيريةٍ ويريدها قبيلةً ( محترمةً ) تحترم مؤسسات المجتمع وتساعد على توطيد دعائم النظام والعدل والقانون لا ( دولة البلطجة)، حيث ترد العبارة الآتية (.........المشروع القبلي...........ليصب في خدمة السلطة......)، وهكذا فهمنا إذاً ضمناً أنه يحب نوعاً من القبيلة ولا يحب النوع الآخر.

3- عرض نقائض القوى : عجز (الأحزاب ) وهيمنة ( الأعراب).

وهي لفتة للكاتب قرأناها بين السطور وهو يتفرج على مضمار معركة القوى الحزبية والمدنية السلمية مع جحافل القبائل المدججة بتقاليد( الفيد) والرغبة الجامحة في الإساءة إلى النظام والقانون والمؤسسة المدنية أو العداء لكل ما هو حضاري وقانوني ومؤسسي. يريد أن يقول ربما تزدهر- للأسف- سلطات القبائل المناقضة للمشروع الحضاري المؤسسي بسبب قوة القبيلة وضعف الأحزاب ، فالأحزاب بمشروعها الحضاري وعلى رأسها( المشترك) لن تقدر أن تكبح جماح أهواء القبائل وسلطاتها المتنامية ضد كل ما هو مدني أو مؤسسي، لأن مشروع الأحزاب المدنية مشروع ٌ ناعمٌ ونخبويٌ وأنصاره المتعلمون وقليلٌ من القبائل ( المحترمة)، ليتها تستطيع ويستطيع المشترك إيصال رسالته السياسية الحضارية لتلك الجحافل التي تزداد قوتها ضد القانون والمشروع الحضاري يوماً بعد يوم.

4- الهجاء المبطن.

وهذه اللفتة ُ ضمنيةٌ من عنوان المقالة نفسها ( القادمون الجدد) ، كأن الكاتب يريد أن يقول ما استراح شعبنا ولا مجتمعنا اليمني منذ عقود من هذه ( البلوى المشائخية) وآثارها السلبية على سلطة المجتمع والمؤسسة حتى جاءنا الجدد بأسوأ مما كان عليهم الهالكون آباؤهم وأجدادهم أعداء دولة العدل والنظام والمجتمع والقانون والحضارة عبر تاريخ اليمن، ولو أسعفه الشعر لقال :

كلا الأخوين فساءٌ ولكن شهاب الدين أضرط من أخيهِ

أو لقال :

ربً يومٍ بكيتُ منه فلما  صرتُ في غيره بكيتُ عليه

** شاعر يمني وباحث في الأدب الإنجليزي

Abdulmonim2004@yahoo.com