علاقة المجلس الانتقالي. بالصهاينة .. ما خفي كان أعظم
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 3 سنوات و 8 أشهر و 29 يوماً
الأحد 28 يونيو-حزيران 2020 04:18 م
 

من المؤكد ان ما نشر البارحة في وسائل الإعلام عن العلاقة السرية بين المجلس الانتقالي وإسرائيل ما هو إلا رأس جبل الجليد وكما يقال في المثل اليمني " عادكم ما شفتو من الجمل إلا أذنه " اي أن ما خفي كان أعظم فقيادات الانتقالي والداعمون لهم في أبوظبي والرياض يرون بأن كسب ود إسرائيل والتنسيق معها هو ضرورة ليس بشكل تكتيكي حتى تدعم إسرائيل موقف الانتقالي لدى الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي وتساعده في إقامة دولته المستقبلية في جنوب اليمن وإنما يؤسسون لعلاقة استراتيجية بين الانتقالي والصهاينة كما هو الحال مع الإمارات التي تجاهر بعلاقات كبيرة مع إسرائيل

وكما هو الحال مع السعودية التي تتجه إلى التطبيع مع الصهاينة على حساب تصفية القضية العربية والإسلامية الأولى قضية فلسطين ولكي يتمكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الجلوس على عرش المملكة بدعم وتأييد من اللوبي الإسرائيلي في واشنطن .

ولأن " الناس على دين ملوكهم " كما يقال فالانتقالي يسير على خطى أبو ظبي والرياض في الهرولة للتطبيع مع الصهاينة في حين تجد إسرائيل في هذا الصديق السري الجديد في اليمن حليفا جديدا تحقق من خلاله اختراقا جديدا لحائط الصد العربي الرافض للتطبيع مع إسرائيل والتماهي مع خططها وأجندتها التي تستهدف الأمة ومصالحها .

ولم تكن تغريدات القيادي في الانتقالي هاني بن بريك في تويتر والتي دعا فيها للتطبيع مع إسرائيل والتعاون معها مجرد خواطر فكر بها ونشرها بل جاءت بإيعاز من ممولي الانتقالي وداعميه في أبو ظبي والرياض فقيادات الانتقالي لا تمتلك قرارها ومجرد أدوات يتم توجيهها من الممولين فتسمع وتطيع وتنفذ . لقد نقل الصحفي الإسرائيلي أفيل شنيدر في مقاله في " إسرائيل اليوم " الذي نسر بالأمس عمن وصفه بصديق يعمل في المطار بتل أبيب أنه لاحظ في يناير/كانون الثاني الماضي أن مواطنين يمنيين ليسوا يهودا جاؤوا إلى إسرائيل، مؤكدا أن ذلك غير معتاد بما أنه لا توجد علاقات دبلوماسية، مشيرا إلى أنه علامة على أن مواقف الدول العربية في الشرق الأوسط تجاه إسرائيل "تتغير إلى الأفضل"، وفق تعبيره.

وما لم يقله شنيدر أن هؤلاء المواطنين اليمنيين هم وفد من الانتقالي أنطلق من أبو ظبي إلى تل أبيب وتلك زيارة من زيارات كثر وما خفي كان أعظم كما قلنا . الانتقالي يخدم إسرائيل الآن ، سيقول البعض كيف ؟ والجواب : أن الانتقالي وبكل بساطة يحقق أجندة إسرائيل في اليمن بل ويوفر لها الوقت والجهد إذ يعمل كمليشيا متمردة تنشر الفوضى والعنف وعدم الاستقرار في اليمن وتحولها إلى دولة فاشلة وكنتونات متصارعة وماذا تريد إسرائيل أكثر من ذلك ؟!! إرائيل كانت قد خصصت قبل أعوام أكثر من 10 مليار دولار لتغذية الصراعات العربية العربية ونشر الفوضى والعنف وعدم الاستقرار في العالم العربي حتى تتحول كل الدول العربية إلى دويلات ضعيفة متناحرة وتبقى إسرائيل هي القوة الأولى في المنطقة وفي كافة المجالات وعندها يسهل عليها ابتلاع هذه الدويلات الضعيفة الغير مستقرة وفرض إملاءتها عليها وسلبها سيادتها وقرارها وارادتها ومثل مليشيا الانتقالي تحقق أجندة إسرائيل وتنفذها في أرض الواقع تماما.

. إسرائيل كانت ترى في اليمن بلدا داعما للمقاومة الفلسطينية التي تراها هي " إرهاب " وهذه المليشيا في الشمال والجنوب والتي تنقلب على الدولة وتنشر العنف والفوضى وعدم الاستقرار تجفف منابع الدعم للفلسطينيين ليس بتصفية المؤسسات الخيرية التي كانت متخصصة بدعمهم واغلاقها ومصادرة حساباتها فحسب بل بتجفيف منابع الدعم للفلسطينيين من خلال إدخال الشعب اليمني في دوامات من الفوضى والعنف والاضطرابات وعدم الاستقرار فيغدو هم المواطن اليمني كيف يجد لقمة العيش ومأوى ولا يمتلك ترف التفكير باخوانه في فلسطين ناهيك عن دعمهم ولا يستطيع أن يعمل لهم شيئا اذ يغدو غارقا في مشاكله وهمومه اليومية .

من قبل حين كان في اليمن الحد الأدنى من الأمن والاستقرار كان الشعب اليمني من أكثر الشعوب العربية والإسلامية تفاعلا مع القضية الفلسطينية ، تظاهرات وفعاليات وتبرعات ومواقف قوية وجهود كبيرة لصالح الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والآن بالكاد يجد اليمني قوت يومه ولذا لن يستطيع أن يقدم للفلسطينيين شيئا وخسر أبناء فلسطين دولة كانت تمثل أرض المدد لهم وكسبت إسرائيل . المليشيا التي تدمر وطنها وتنشر الفوضى والعنف فيه هي تخدم إسرائيل شعرت بذلك أم لم تشعر فكيف اذا كانت أبو ظبي والرياض هي مرجع هذه المليشيات ومن تقود قطار التطبيع مع إسرائيل في المنطقة ؟!!

واذا كان هذا حال الانتقالي وهو ما يزال في بداية عهده فكيف سيكون حاله بعد ان تقدم له إسرائيل خدمات كبيرة وبعد أن تتوطد العلاقات أكثر وتضغط تل أبيب في واشنطن والعواصم الغربية لتمكين الانتقالي في اليمن ؟!

لكم أن تتخيلوا كيف سيكون حال الانتقالي ومدى استعداده لتنفيذ أهداف إسرائيل وأجندتها ؟! مليشيا الانتقالي التي تبدي استعدادها للتعاون مع إسرائيل لكي تحقق أهدافها هي مليشيا انتهازية عميلة معادية للأمة العربية والإسلامية وقضاياها العادلة اذ لديها الجاهزية الكاملة للتحول إلى أدوات وحراس مصالح لمن يدفع ولو كانت إسرائيل التي وجدت كطعنة في قلب هذه الأمة وتتقوى وتمد نفوذها على حساب قضايا هذه الأمة ومصالحها وأمنها واستقرارها .

ولعل الغريب ما كتبه أحدهم من قيادات الانتقالي وهو يؤيد علاقة الانتقالي بإسرائيل ويدعو لفتح سفارة لها في الجنوب حيث قال في منشور له بصفحته بالفيسبوك بأن " يهودي عادل خير من جار ظالم " .! ونحن نتساءل : أين هو اليهودي العادل هذا ؟! الا يقرأ هؤلاء التأريخ ؟! ألا يتابعون الأخبار ؟! ألا يعلم هؤلاء كيف يعامل الصهاينة أبناء الشعب الفلسطيني الذين احتلوا أراضيهم وقتلوهم وشردوهم وعذبوهم وما يزالون يمارسون بحقهم وبشكل يومي أبشع الجرائم والانتهاكات التي يندى لها جبين الإنسانية ؟! لقد انكشف الانتقالي وظهرت حقيقته وأهدافه وتوجهاته وتعرى تماما إذ لا يعدو كونه أداة لأعداء الأمة لنشر الفوضى والعنف وعدم الاستقرار في اليمن و عميل من عملاء للصهاينة يحقق أهدافهم وينفذ أجندتهم وفي المستقبل سنرى المزيد من فضائح الانتقالي إذ ما خفي كان أعظم.