آخر الاخبار

الرئيس العليمي يبشّر بمعركة حاسمة ضد المليشيات ستنطلق من مأرب وبقية المحافظات ويؤكد :مأرب هي رمزا للجمهورية ووحدتها وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة العليمي : مخاطبا طلاب كلية الطيران والدفاع الجوي بمارب : من خلالكم سوف تحقق اليمن المعجزات من أجل بناء القوات المسلحة واستعادة مؤسسات الدولة كانت في طريقها إلى جدة ..شركة«أمبري» البريطانية تعلن استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول هجمات الحوثيين ومصير الأزمة اليمنية خلال الاجتماع مع نظرائه الخليجيين بالرياض حصري - شحنة المبيدات الاسرائيلية المسرطنة..دغسان يتوسل قيادات حويثة لطمس الفضيحة ويهدد قيادات أخرى تربطه معها شراكة سرية بهذا الأمر ثورة الجامعات الأمريكية تتسع .. خروج محاظن الصهيونية عن السيطره الإدارة الأمريكية تناشد جميع الدول وقف دعم طرفي الحرب في السودان ... وزارة الأوقاف توجه تحذيرا شديد اللهجة لوكالات الحج وتتوعد باتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة الأقمار الصناعية.. تكشف المواقع والأنفاق السرية تحت الأرض للحوثيين... صور تحدد التحركات السرية للمليشيا في دار الرئاسة ومحافظة صعدة ومنشئات التخزين تقرير أممي مخيف يكشف: ''وفاة طفل كل 13 دقيقة في اليمن بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات''

اليمن مقبرة الغزاة: رمزية وتحديات
بقلم/ حافظ مراد
نشر منذ: شهر و 16 يوماً
الأربعاء 13 مارس - آذار 2024 10:18 م
 

 

في ظل السماء الواسعة لمدينة صنعاء، وعلى أحد أعمدة جسورها، تبرز عبارة "اليمن مقبرة الغزاة" بخط اليد، شعاراً حوثياً يحمل في طياته الكثير من الرمزية والتحدي، لكن، في تناقض صارخ مع هذه العبارة القوية، تلقى أسرة يمنية مشردة، بلا مأوى ولا أمل، تحت هذا العمود مباشرة، تجسيدًا حيًا لمعاناة الشعب اليمني الذي دفنت ميليشيا الحوثي أحلامه ومستقبله بدلًا من دفن الغزاة.

 

العبارة، بما تحمله من دلالات ثقيلة، تسعى لتجسيد مقاومة اليمن لأي احتلال أو تدخل خارجي، لكن الواقع على الأرض يروي قصة مختلفة تماماً، ولا يُرى في الأفق غزاة يُدفنون، بل أبناء اليمن نفسها، ضحايا صراع دامٍ وحرب أهلية مستعرة منذ عشر سنوات، تفاقمت بتدخلات خارجية وصراعات داخلية، مما جعل اليمن مسرحًا لأزمة إنسانية مروعة.

 

هذه الأسرة المشردة، التي تنام في ظل هذه العبارة الجريئة، تعكس واقعًا مريرًا يعيشه ملايين اليمنيين، فالحرب لم تدمر فقط البنية التحتية للبلاد وتراثها الثقافي، بل أيضًا نسيجها الاجتماعي، وأدت إلى انهيار اقتصادي شامل، مما اضطر العديد من الأسر إلى الفرار من منازلها بحثًا عن الأمان، فقط لتجد نفسها عالقة في مأساة لا مفر منها.

 

في حين أن الحوثيين يسعون إلى تصوير أنفسهم كمدافعين عن السيادة اليمنية ضد الاستعمار والتدخل الأجنبي حد زعمهم، إلا أن الوضع داخل اليمن يكشف عن تعقيدات وتحديات أكبر بكثير، فالصراع في اليمن ليس مجرد ازمة سياسية فحسب؛ إنها مأساة متعددة الأوجه، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر.

 

من المفارقات العجيبة، أن العبارة التي كانت تهدف إلى إظهار قوة وصمود الشعب اليمني، أصبحت تمثل بطريقة ما إدانة للواقع الأليم الذي يعيشه اليمنيون كل يوم، فالغزاة الذين تتحدث عنهم العبارة ليسوا في مقبرة اليمن، بل أحلام وآمال شعب بأكمله هي ما تُدفن يوميًا تحت ثقل هذه الحرب.

 

ختاما، يُظهر هذا المشهد القوي المتناقض الحاجة الملحة للسلام وإعادة البناء في اليمن، حيث الأولوية يجب أن تكون لإنهاء الانقلاب من أجل إنهاء معاناة الشعب والعمل على إعادة توحيد البلاد وترميم نسيجها الاجتماعي، لتحقيق الأمل والازدهار مرة أخرى لليمن وشعبه.