بارقة أمل رغم الجراح
صالح أحمد كعوات
صالح أحمد كعوات

نفرح بالعيد السعيد وتغمرنا السعادة بإتمام شهر رمضان المبارك، ومع هذا ينتابنا خوفاً كبيراً وقلقاً شديداً لما نسمع ونلحظ من مغامرات طائشة وغير محسوبة النتائج لمجموعات امتهنت الشغل الرخيص وتعوّدت على ممارسة العبث بالأرواح والمقدّرات دونما عودةٍ إلى ضميرٍ رادع أو خوفٍ من الله والعدالة وإنما جرائم مبنيّةٌ على حقدٍ دفين ومردّها إلى حب الانتقام من الشعب حتى أضحى الموطن اليمني لا يستطيع التفريق بين مواسم الأفراح وجرعات الموت المنتشرة في أرجاء الوطن، ولم يعد يجد وقتا في الفصل بين الضحك والبكاء وبين الأنين والزغاريد وبين صيحات الألم وأصوات الدفوف، نسأل بإلحاح ماذا عملنا وما هو ذنبنا أن نعيش عيشة الأشباح وان نحيا حياة الوحوش الهاربة من البطش؟! الكهرباء تنطفئ دونما توقف وأصوات الطائرات بدون طيار وقذائفها هي الأخرى دونما رحمة، وعصابات الإجرام الحوثي تفتك بالبشر دونما خجل وإعلام المخلوع تزرع الأحقاد وتبث السموم وتنشر الإشاعات دون حياء أو إدراك أنها من أوصلتنا إلى الفشل والأزمات وأياديه القذرة تفتك بما تبقى من مقوّمات الحياة رغم بساطتها وهشاشتها ورغم قلّتها.

عيدكم مبارك يا شعب اليمن رغماً عن المخرّب وأدواته، عيدكم سعيد رغم انف العابث وآلاته، عيدكم أفراح رغم قسوة القريب وجشعه، عيدكم أمل رغم بطش القاتل وسلاحه.

سنواصل التقدّم بإصرار نحو صناعة المستقبل رغم جرعات الموت السريع والبطيء التي يوزعها هؤلاء العابثين جميعهم لن نستسلم مهما حاولوا إحباطنا وزرع القنوط والأسى ورغم محاولتهم تحويلنا إلى أعداء لهذا الوطن لأننا نعلم ونعتقد انّه في الوقت الذي يعبثون هم بالوطن وأهله فهناك في المقابل أكثر منهم بناة يحاولون ومخلصون يعملون ووطنيون شرفاء يواجهون مشروعهم البغيض بجد وإخلاص وإنا لن نكون من القاعدين البائسين بل سنكون مع ركب البناة الناجحين.

نقول لكم أيها المخرّبون رغم الآلام والأزمات إننا سنصنع السعادة ونعيد الابتسامة لأننا ندرك انه لا فلاح لأمة محبطة مهزومة، أيها القتلة بكلِّ ألوانكم وإشكالكم وتعدّد نواياكم صرنا متيقنون أن المؤامرة واحدة حين نموت بقصف الطائرات الأمريكية والمدافع والبنادق الحوثية والمؤامرات العفاشية على البنية التحتية في آن واحد ونحن نعتبركم بلا تمييز أعداء الوطن وقتلة البشر ومدمري الحياة الكريمة لليمنيين ومع هذا فإننا سنهزمكم بإرادتنا وصبرنا وعزيمتنا ووحدتنا ضد مشروعكم الهدّام


في السبت 10 أغسطس-آب 2013 04:05:56 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://www.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://www.marebpress.net/articles.php?id=21640