|
تتفاوت النظرة بين الناس لما يرون ويشاهدون صباح مساء ماجرى ويجري في غزة الصمود ، غزة الثبات ، غزة العزة .
نظرات متفاوتة .. تتأرجح :
بين الأمل … والألم
بين التفاؤل .. والتشاؤم
بين العزة .. والذلة
بين النصر والتمكين .. والهزيمة والخذلان
لكني أجزم أن نظرة الأمل والتفاؤل والعزة والنصر والتمكين هي النظرة الصائبة ، كما يحكي لنا التاريخ ، وتثبث ذلك سنن الله في الأرض ، على مر العصور والأزمان .
هاهو صمود غزة الصابرة يحوي في ثناياه دروساً ومعاني عظيمة نستعرض منها مايلي :
- علّمنا صمود غزة .. أن الابتلاء يلزمه التقدم نحو الأمام ، لا الاستسلام والخنوع والخضوع والتقهقر للوراء .
- علّمنا صمود غزة .. أن الثبات هو ثمن العزة والكرامة والحرية .
- علّمنا صمود غزة .. أن الثبات هو ثمن السيادة والريادة في فردوس عزّ الدنيا ، ليقودنا إلى فردوس الآخرة
- علّمنا صمود غزة .. أن " الفناء في الحق .. هو عين البقاء " كما قال الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله.
- علّمنا صمود غزة .. أن البكاء يجب أن يكون على الكرامة ، لاعلى الحجارة والبيوت التي هدمت .
- علّمنا صمود غزة .. ان نبكي على أنفسنا المقصرة ، لا على الشهداء الذين أخبرنا الله عنهم أنهم (( .. أحياءٌ عند ربهم يرزقون ))
- علّمنا صمود غزة .. أن المقاومة قوية بإرادتها وعزيمتها وإصرارها ، وإن كانت دائماً – على مر العصور والأزمان - في مقام الأضعف قوة وعدداً وعدةً في موازين البشر ، قال تعالى : (( ..كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله والله مع الصابرين)) البقرة 249 .
- علّمنا صمود غزة .. أن الأمة التي تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياةَ العزيزةَ في الدنيا والنعيمَ الخالدَ في الآخرة بإذن الله .
- علّمنا صمود غزة .. أن التمحيص يسبق التمكين والنصر والانتقام من العدو ، قال تعالى : (( وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين )) آل عمران 141
- علّمنا صمود غزة .. أن مثل هذه الأزمات والخطوب المدلهمة ، تُظهِر للعالم أجمع ، معادن الناس وحقيقتهم من خلال مواقفهم وتصرفاتهم ، قال تعالى : (( ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب )) آل عمران 179 .
- علّمنا صمود غزة .. أن ماجرى ويجري ، إنما هو ابتلاء وامتحان ، قال تعالى : (( ولو يشاء الله لانتصر منهم ولاكن ليبلوا بعضكم ببعض )) محمد 4 .
- علّمنا صمود غزة .. أن النصر ليس سهلاً بدون تضحيات ، ودون ألم وأذى في سبيل الله .
- علّمنا صمود غزة .. أن الفوز الحقيقي هو فوز المبادئ والقيم ، والنصرالأكبر هو الثبات على الحق المبين ، وبذل الغالي والرخيص في سبيله ، وهاهم أصحاب الأخدود ، وقد ألقوا جميعهم في أخاديد النار فلم يبق منهم أحد، قال تعالى عن الفوز الذي حققوه : ((إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)) البروج 11.
- علّمنا صمود غزة .. أن أهل غزة ليسوا بأفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقد عذبوا وشردوا وحوصروا اقتصاديا واجتماعيا في شعب أبي طالب ثلاث سنوات فإما أن يرضخوا لمطالب قريش المتمثلة في تسليم رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " لها ليقتلوه وإما أن يتراجع عن دعوته ، وإما أن يموتوا جوعاً وذلاً ، ووضعت قريش عليهم الرقباء حتى لا يأتيهم أحد بالطعام فوصل بهم الحال إلى أن يقتاتوا من ورق الشجر . وكان صبيتهم يتضوعون جوعاً ، ويسمعهم المشركون من وراء الشعب ، لكن ذلك كله .. أعقبه نصر وتمكين .. وتأسيس ركائز دولة الإسلام .
- علّمنا صمود غزة .. أن النصر مع الصبر، وأن بعد العسر يسرا ، فقد كافأ اللـه تعالى طالوت وجنوده بالنصر على العدو، لصبرهم وثباتهم، وان النصر آتٍ مهما طال الزمن واعتلى الظلم ، وتخاذل المتخاذلون ، وداهن المنافقون ، وهو لا يأتي بمجرد الكلام والحديث عنه، بل باتخاذ الأسباب .
في الخميس 15 يناير-كانون الثاني 2009 10:57:20 ص