|
انقضى العام 2010م ومضى غير مأسوف لكنه ترك لنا من الذكريات والمواقف ما يستحق أن نقف أمامها , فيها ما يبكي ,وفيها ما يضحك أبطالها أناس خارقون أو على الأقل هم يظنون أنفسهم كذلك , لكننا على يقين أنهم لن يتكرروا على المدى المنظور.
قبل أن ابدأ كتابة هذا سألت زملاء كانوا إلى جواري عن ابرز أحداث وشخوص العام الفائت ..ولفت انتباهي أنهم أجابوا بسرعة قياسية وان اختلفت إجابتهم إلا أنها تكاد تلتقي عند فكرة واحدة.
قالوا إن الأفندم اللواء الركن الشيخ يحي علي الراعي من ابرز شخصيات العام فقد كان في ترؤسه لجلسات مجلس النواب الذي أصبح مؤخرا مجلس المؤتمر شيئا اثريا مذهلا أعادنا إلى زمن مدارس حقبة السبعينيات يمسك بعصاه اقصد مطرقته ملوحا بها حتى يكاد يخيل للناظرين انه سيهشّم بها رؤوس مخالفيه المزعجين من النواب ..حتى أن شتم الراعي للنواب أو إقفال سماعات الميكرفون عليهم أثناء الحديث تبدو هينة أمام عيونه الحمراء التي تشتعل نارا لأبسط الأسباب .
احد الأخوة قال إن هذا السلوك بالنسبة لشخص كاللواء الشيخ الراعي هي من البديهيات فهو شيخ تعود على الشخيط والنخيط على رعيته وهو عسكري تعود الأوامر على جنوده .. بالمناسبة الأستاذ الراعي يتميز بثلاث مزايا عن كل رؤساء برلمانات العالم فهو العسكري الوحيد الذي يرأس مجلس نواب والشيخ الوحيد الذي يرأس سلطة تشريعية تسن القوانين في حين يحكم هو بشرع القبيلة أما الثالثة فهي هبة من الله وهي انه اقصر رئيس برلمان في العالم.
ومع ذلك فالراعي دولة ومن يقدر يعصي الدولة.. احدهم ذكرنا بحادثة الطائرة الشهيرة للراعي وإصراره على صعودها مع المرافقين المدججين بالأسلحة رغم اعتراض قائدها قبل أن يتراجع عن إصراره ويأمر مرافقيه بالسفر برا من عدن إلى صنعاء بعد علمه بأن قائد الطائرة أمريكي وليس هندي.
أما الحاج والفقيه الرياضي حمود عباد فقد كان أكثر الأشخاص ترشيحا للظفر بلقب شخصية العام لأسباب عدة أبرزها فشله الذريع في قيادة سفينة الرياضة اليمنية وإصراره على انه نجح بخروج منتخب بلاده من الدور الأول دون الحصول حتى على نقطة واحدة كالعادة في بطولة خليجي 20 التي استضافتها اليمن ويتذكر الجميع وصفه المستهتر لمن طالبوه بالاستقالة بالمعتوهين ، بالمناسبة الحاج عباد القادم للرياضة من نافذة الأوقاف وزير استثنائي وله نوادر وحكايات لن نجدها في وزير آخر في أي مكان من العالم فهو رجل شجاع جدا وربما أكثركم سمع عن تناوله هذا العام في عدن وجبة عشاء من السمك في ساحل صيرة دون حراسة ،كما انه الوزير الوحيد الذي يشتم الإعلام ويلهث خلفه حتى انه غدا ضيفا ثقيل الظل على أكثر القنوات والوسائل الإعلامية.
أما ميزة العباد الأخيرة فهي حديثه الدائم عن الفساد والمدعم بأدلة من الكتاب والسنة في حين هو غارق حتى شحمتي أذنيه في الفساد فتعيينه لنجله وشقيقه بدرجتي مدير عام في وزارته ناهيك عن لعب نجله لدور الوسيط الطيب في المعاملات بين والده وزبائن الوزارة ما هي إلا قطرة من نهر فساده.
أما ملفات فساد لحج وما أدراك ما لحج فقد كانت ومازالت حديث العام المنصرم والعام الحالي فلجان التحقيق طالعة نازلة تنبش في قضايا فساد تزكم رائحتها الأنوف ومجلسها المحلي أصبح حلبة مصارعة حين أصبحت المحافظة تعيش فوضى عارمة وقيادتها المكونة من جيش جرار يفوق قيادة الحزب الشيوعي الصيني تهبر المخصصات ولا تستطيع دخول أي من مديريات ردفان أو الصبيحة إلا بوساطة أو"فيزة" مؤقتة صادرة عن الحراك المهم تمر الأيام وقيادة لحج لا عمل لها إلا المضاربة والمطافحة في دهاليز الصحافة وقصور الرئاسة والاجتماعات الليلية والصباحية ومن حصل أخوه حنجل له وهكذا ويازاحف حمل اخوك ،لذالك رشحها البعض لان تكون من ابرز الأشخاص للعام 2010م.
وفي عدن تصدر مستشفى عدن العام لائحة الأشخاص الاعتبارية للعام الماضي فهذا المستشفى للعام الخامس على التوالي في العناية المركزة بحجة الترميم في أطول عملية جراحية ,المستشفى كما نعلم أوقف عن العمل وهو في حال جيدة وقالوا أنهم سيحسنون من أدائه لكنهم أرادوا يكحلوها عموها.
وللحديث بقية تطول ، نتواصل إن كان لنا عمر.
في الخميس 06 يناير-كانون الثاني 2011 12:39:36 م