رفض أمين عام المجلس المحلي لمديرية صيرة "عوض بن عوض مبجر" - إستقبال محافظ محافظة عدن د.عدنان الجفري، وأمين عام المجلس المحلي عبدالكريم شائف، في مجلس الغزاء الذي أقامه في فندق ميركوري لتلقي العزاء بوفاة زوجته الأحد الماضي بالسعودية.

وقالت مصادر محلية لـ(مأرب برس) أن مبجر أبلغ الجفري وشائف بعدم رغبته أو استقباله لهم في حضور جلسة العزاء، في حين إكتفي بإستقبال مدير أمن المحافظة العميد عبدالله قيران، وأحمد الضلاعي وكيل المحافظة، كممثليين رسميين للسلطة بعدن. ووفقا لذات المصادر، فقد جاء رفض أمين عام محلي صيرة إستقبال الجفري وشائف، على خلفية مماطلته وتجاهل مطالبته لهم وترجيهم بإنقاذ زوجته- أم أولاده - التي توفيت متأثرة بسرطان الدم في إحدى مستشفيات السعودية، تاركة له أولاده الأربعة،آخرهم في الشهر الثالث من العمر، وبعد أن صعب عليه إنقاذها في غضون الـ48 ساعة التي أعطاها له الأطباء لأنقاذ حياتها من شبح المرض القاتل".

وجاء ذلك الرفض من قبل مبجر في إستقبال قيادة السلطة المحلية لمحافظة عدن، في حفل العزاء، بعد أن سبق وشن هجوماً لاذعا عليهم في كلمة له أعقبت تأممه للصلاة على روح الميت الغيب (زوجته) في إحدى مساجد عدن، عقب صلاة الجمعة، وتساؤله الإستغرابي في كلمة له أعقبت الصلاة، عن كيف لهؤلاء المسؤولين أن يقدموا خدمة للمواطن البسيط، إذا كانوا لم يولوه وزوجته المرحومة أدنى إهتمام أو شعور بالمسؤولية والإنسانية، وهو أمين عام المجلس المحلي لمديرة صيرة وعن المؤتمر الشعبي الحاكم؟".

ويذكر أن الخلافات الإدارية الحادة بين محافظ عدن ونائبه الأمين العام للمجلس المحلي عبدالكريم شائف،والتي بلغت الأسبوع الماضي ذروتها، بعد أن إنسحب الطرفين ومواليهما من أعضاء المجلس المحلي من إجتماع المجلس - السبت الماضي -بديوان المحافظة، على إثر نشوب خلافا حادا بينهما كاد أن يشتبك فيه الطرفين بالأيدي داخل الإجتماع- ووفقاً لمصادر مطلعة – فقد نشب الخلاف بين الجفري وشائف على إثر توجيهات الجفري بتشييد بوابة مبنى هيئة الجيلوجيا التابعة لوزارة النفط بالمعلا، في حين عارض شائف التوجيهات واعطى أوامره لبلدية المديرية بهدم البوابه تحت إشرافه، وتؤكد المذكرة التي تقدم بها رئيس الهيئة إلى محافظ عدن -إطلع عليها مراسل مأرب برس - وجود إستياء وتذمر من قبل رئيس الهيئة على رفض شائف لتوجيهات المحافظ بتشييد البوابة بدلا من هدمها، حيث كتب المدير على المذكرة ( كأن رسالتكم لليس لها أي معنى) مخاطبا المحافظ عدنان الجفري.

وبحسب تأكيدات المصادر فقد جاءت هذه الحادثة في ظل توتر الخلافات وإحتدامها بينهما حول نثريات وصرفيات مهرجان السلطة المحلية الذي أقيم منتصف الأسبوع الماضي بعدن، لتأييد مؤتمر لندن الدولي حول اليمن، والذي قالت المصادر المقربة من إدارة المهرجان لـ(مأرب برس):" أنها تجاوزت 21 مليون ريال صرفت من خزينة المحافظة".

وأرجأت بعض المصادر المحلية بعدن، سبب الخلافات المحتدمة بين المحافظ ونائبه إلى جوار الرفض الذي قابل به شائف إنتخاب الجفري محافظا لمحافظة عدن، خلفا لأحمد الكحلاني- وزير الدولة لشؤون مجلسي الشورى والنواب حالياً. بروز المساعي الحثيثة التي يحاول أن يظهر من خلالها كل منهما على أنه الأقوى في تسيير أنشطة المحافظة ومعاملاتها، سيما مايتعلق بالأنشطة المدنية والفعاليات الوطنية والإجتماعية التي تقود بدورها- حسب المصادر- إلى تعيين وكيلا جديدا خامسا للمحافظة لتولي شؤون الأنشطة والفعاليات فيها، إلى جوار الوكلاء الأربعة الحاليين أحمد سالم ربيع علي وسلطان الشعيبي وأحمد الضلاعي، إضافة إلى الوكيل السابق للمحافظة المهندس وحيد رشيد الذي عين كوكيل أول للمحافظة.

وبينما يرفض الطرفين الحديث والإعتراف بأسباب الخلافات الحقيقية التي تدور بينهما منذ تعيين الجفري محافظاً لمحافظة عدن، وتسببها في إشكاليات كثيرة تتعلق بتسيير أمور ومعاملات المواطنين والأنشطة والمشاريع التي تؤكد المصادر أن كل منهما يرفض الإمضاء أو تسيير أي معاملة يكون مصدرها أو مرسلة إليه من الطرف الأخر، خاصة عبد الكريم شائف الذي يتمتع بنفوذ وصلاحيات واسعة في مايتعلق بصرف المستحقات المالية وتسيير الأنشطة المدنية وإعتماداتها المالية التي تتطلب كل معاملة منها توقيعه عليها،و في حين يرفض الجفري هذا الأسلوب ويحاول أن يثبت انه صاحب الصلاحيات الأوسع في تسيير أمور المحافظة بإعتباره محافظا للمحافظة وصاحب المسؤولية الأولى في المحافظة.

ويرى مقربين آخرين من شائف أن سبب الخلافات عائد إلى تمسكه بقواعد محلية من مواليه حزبيا باعتباره رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة، في حين يسعى الجفري باعتباره محافظا منتخبأ إلى تأكيد وجوده، وتسيير كل صلاحياته المحلية والإدارية المتعلقة بمهامه وصلاحياته التي غالبأ ماتتداخل بصلاحية نائبه، أو تصطدم برفضه التوقيع على مذكراته الموجهة إليه، فيما يخص تسيير معاملات المتعاملين معه كمحافظ- حسب مايقول المقربين".