آخر الاخبار

خطباء مساجد يرفعون دعوى ضد رئيس تحرير 14 أكتوبر.. والأخير يشكوهم إلى نقابة الصحفيين ونيابة الصحافة

الأربعاء 10 مارس - آذار 2010 الساعة 11 مساءً / عدن- مأرب برس- خاص:
عدد القراءات 13341

تصاعدت وتيرة الأزمة بين عدد من خطباء ورجال دين في مدينة عدن وبين الكاتب والصحفي أحمد الحبيشي- رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر الرسمية الصادرة من مدينة عدن، على إثر الاعتصام الذي نفذه العشرات منهم أمام مبنى مكتب الأوقاف والإرشاد في مدينة عدن, في حين نفى مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة فؤاد البريهي في اتصال هاتفي أن يكون تجمعهم اعتصاماً, قائلاً إن عدداً من خطباء مساجد عدن وعدداً من مناصريهم جاؤوا للمكتب مطالبين باتخاذ موقف ضد كتابات الحبيشي وقد تم الجلوس معهم وإقناعهم بتهدئة الأمور.

وقد تناقلت وسائل إعلامية خلال الفترة الماضية قيام عدد من خطباء مساجد عدن وعدد من مناصريهم من رجال الدين بالتجمع أمام مكتب الأوقاف والإرشاد مطالبين بمحاكمة الصحيفة وعدد من كتابها بتهمة الإساءة إلى الدين ورجاله, حسب تعبيرهم. 

 وأشاروا إلى أنهم قد أعطوا الجهات أسبوعين لذلك بعد اجتماعهم مع مدير مكتب الأوقاف والإرشاد فؤاد البريهي وإبلاغهم قيادات عليا بذلك بعد توجيههم رسائل لكل من وزارة الداخلية والأوقاف والإعلام ما لم فأنهم سيصعدون من اعتصاماتهم، متهمين الحبيشي بتغيير مسار صحيفة "14أكتوبر" وجعلها تجري في مجرى مغاير للدين وفقا لفكره اليساري– حسب قولهم.

وعلم "مأرب برس" أن الخطباء قرروا رفع دعوى ضد أحمد الحبيشي طالبوا فيها بإقالته من منصبه وأن يتم رد الاعتبار لخطباء المساجد والإسلام وعلمائه الذين يتعرضون للنقد في مقالات الحبيشي وعدد من كتاب الصحيفة, حد قولهم.

وكان عدد من رجال الدين وأئمة وخطباء مساجد عدن يقدر عددهم بين 20 – 30 شخصاً وعدداً من مناصريهم قد نفذوا اعتصاماً أمس الثلاثاء أمام مبنى مكتب إدارة الأوقاف والإرشاد بعدن للمطالبة بإقامة دعوى ومحاكمة رئيس مجلس إدارة صحيفة 14 أكتوبر لتشهيره بالدين, حد قولهم.

وطالب المعتصمون بوضع حد لما أسموه بإساءات رئيس مجلس الإدارة صحيفة 14 أكتوبر اليومية أحمد الحبيشي وعدد من كتاب الصحيفة للإسلام وأهله.

أتباع المدرسة الجهيمانية

إلى ذلك علم "مأرب برس" أن أحمد الحبيشي- رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر رئيس التحرير قدم صباح اليوم الأربعاء بلاغاً إلى نقابة الصحفيين بحضور أمين عام النقابة مروان دماج ورئيس لجنة الحقوق والحريات في النقابة جمال أنعم، كما قام الحبيشي بتكليف الدكتور حسن مجلي بتحريك دعوى قضائية في نيابة الصحافة والمطبوعات ضد صحيفة "أخبار اليوم" ورئيس تحريرها وضد مدير عام مكتب أوقاف عدن فؤاد البريهي.

واتهم الحبيشي في بلاغه لنقابة الصحفيين مكتب الأوقاف في عدن ومن خلفه وزارة الأوقاف والإرشاد بالسعي إلى تدشين الحراك القاعدي في عدن من خلال تنظيم عدد قليل لا يزيد على عشرين شخصاً من خطباء المساجد وأنصارهم الذين يقول الحبيشي إنهم من أتباع المدرسة السلفية الجهيمانية, حسب وصفه، مضيفاً في بلاغه أن هؤلاء الخطباء تم تعيينهم بعد تعيين القاضي حمود الهتار وزيراً للأوقاف والإرشاد في عدد من مساجد الجمهورية ومن ضمنها مساجد مدينة عدن.

وكان الحبيشي قد تحدث لـ"مأرب برس" بأن خطباء المساجد دأبوا على مهاجمة الصحيفة وكتابها على ما تنشره من مقالات تطالب بمنع تزويج الصغيرات وتعديل النصوص القانونية التي تكرس التمييز ضد المرأة وتدحض الآراء الفقهية التي تقول بتحريم الغناء والموسيقى، مشيراً إلى أن "عدن كانت مناراً فنياً وثقافياً، وتراثنا اليمني يحوي كنوزا من روائع الأعمال الفنية والموسيقية الخالدة التي لا يجوز إحراقها باعتبارها جزءاً من هويتنا الثقافية ولا يجوز تكفير مبدعي التراث من الفنانين والموسيقيين العظام".

وبحسب بلاغ الحبيشي فإن الرد على عدد من الخطباء السلفيين لا يعني الإساءة للإسلام كما أن آراءهم ليست هي الإسلام، وقال الحبيشي في بلاغه: "إن الذين يحرضهم البريهي في عدن هم قلة قليلة من خطباء المساجد السلفيين الجهيمانيين ولا يمثلون أئمة وخطباء مساجد عدن البالغ عددهم أكثر من 170 إماماً وخطيباً بعضهم كتاب ثابتون في صحيفة (14 أكتوبر ) وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الدكتور علوي عبد الله طاهر إمام وخطيب جامع الهاشمي بالشيخ عثمان الذي يكتب بصفة دائمة كل أسبوع في صحيفة (14أكتوبر)".

كما علم "مأرب برس" أن الحبيشي قدم شكوى إلى محافظ محافظة عدن الدكتور عدنان الجفري وأمين عام المجلس المحلي بمحافظة عدن عبد الكريم شائف, معتبراً أن إقدام مدير عام مكتب الأوقاف في عدن على التحريض ضد صحيفة رسمية عمل لا يتوافق مع الدستور والقانون، مطالباً بمحاسبة البريهي.

إساءة للدين

وكانت صحيفة (أخبار اليوم) التابعة لمؤسسة الشموع قد نشرت تصريحا في عددها الصادر اليوم الأربعاء لمدير عام مكتب الأوقاف بمحافظة عدن فؤاد البريهي قال فيه: لقد اجتمعت مع أئمة وخطباء مساجد عدن وأطلعت على الإساءة التي طالهم التشهير من قبل أحمد الحبيشي رئيس مجلس إدارة صحيفة 14 أكتوبر وتم الاتفاق على رفع دعوى ضده للنيابة العامة وأن تأخذ القضية مسارها القانوني.

وأضاف البريهي أن ما يتناوله الحبيشي في كتاباته الصحفية ليست مسيئة للخطباء وأئمة المساجد فقط بل أيضاً مسيئة للدين والوطن.

وقال إنه سبق وأن تحاور مع الحبيشي بشأن مقالاته ووعد بعدم الإساءة مرة أخرى, "إلا أننا فوجئنا في العدد الصادر يوم الخميس الماضي بكتابة مرة أخرى تسيء لخطباء المساجد الأمر الذي اضطر مكتب الأوقاف لرفع دعوى قضائية ضد الحبيشي شخصياً", مشيرا إلى أنهم بانتظار القضاء للفصل في القضية.

إلى ذلك نفى مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة عدن فؤاد البريهي إدلائه بهذا التصريح، وقال في اتصال هاتفي معه أنه لم يدلي بهذا التصريح لمراسل "أخبار اليوم" الذي تواصل معه وأنه فوجئ بنشر هذا التصريح، في حين قال الحبيشي أثناء تواصل "مأرب برس" معه رداً على هذا الأمر أن على البريهي أن يقدم نفيه هذا أمام النيابة.. مؤكداً انه قدم دعوى ضد البريهي وصحيفة "أخبار اليوم".

لليمن لا لعلي عبد الله صالح

وقالت مصادر خاصة في أوساط عدد من المحتجين الذين قدموا إلى مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة لـ"مأرب برس" إن الذي حرك الاعتصام إضافة إلى كتابات الحبيشي الأسبوعية والتي يكتبها على حلقات تحت عنوان: "لليمن لا لعلي عبد الله صالح" والتي اعتبروها مسيئة للدين والثوابت، هو قيام الحبيشي بتغطية إحدى خطب الجمعة لأحد خطباء المساجد الذين كانوا يقودون هذا الاحتجاج وهو الشيخ علي الزيدي إمام وخطيب مسجد النصر بعدن.

وكان خطيب جامع النصر علي الزيدي قال في تصريح لموقع "الصحوة نت" إنهم قد خاطبوا الجهات العليا بذلك وكل القيادات في المحافظة والإعلام والداخلية، في حين قالت مصادر موثوقة في مكتب الأوقاف والإرشاد في محافظة عدن لـ"مأرب برس" إن الشيخ علي الزيدي كان قد أبلغ مدير مكتب الأوقاف بعدن فور تغطية صحيفة (14أكتوبر) لخطبته بأنه سيحشد عدداً من خطباء المساجد وسيرفعون دعوى قضائية إذا لم يتدخل مكتب الأوقاف لإيقاف ما ينشره الحبيشي وبعض كتاب صحيفة (14 أكتوبر).

وكانت صحيفة (14أكتوبر) قد اتهمت أواخر شهر يناير الماضي خطيب مسجد النصر بأنه حرض في خطبة الجمعة على قتل الصحفيين في صحيفتي (14أكتوبر) و(الجمهورية) متهماً الصحيفتين بالتهجم على السنة النبوية والإساءة للإسلام والمسلمين والمقدسات الإسلامية, على حد ما نشر في صحيفة 14 أكتوبر في عددها الصادر بتاريخ 30 يناير الماضي.

وجاء في التقرير الذي نشرته (14أكتوبر) والذي جاء كتغطية لخطبة الجمعة في مسجد النصر: "لم يتوقف الأمر بهذا الخطيب عند حد استعداء النيابة العامة والمجتمع على الصحافيين، بل وصل به الأمر إلى أن حرض وبشكل مباشر وغير مباشر على قتل الزملاء الصحافيين وأصحاب الآراء والكتابات الحرة التي لا تتفق مع آراء المتشددين، حيث ذكر الآية الكريمة التي تقول: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم)، كما قال إن من ينشرون الإشاعات ويكتبون الكتابات يدخلون في باب (المرجفين) في إشارة إلى الكتاب والصحافيين ثم فسر كلمة (لنغرينك بهم) قائلاً إنها أمر من الله إلى رسوله بقتل أو سجن هؤلاء المرجفين، محرضاً بهذه الطريقة على قتل وسجن الصحافيين والكتاب", على حد ما جاء في الصحيفة.

وفي الوقت الذي نفى فيه مدير مكتب الأوقاف صحة المعلومات التي نشرتها (أخبار اليوم), قال عدد من خطباء المساجد الذين حضروا إلى مكتب الأوقاف والإرشاد لـ"مأرب برس" إنهم اتفقوا مع مكتب الأوقاف لرفع الدعوى القضائية ضد الحبيشي وعدد من كتاب الصحيفة، مطالبين بمحاكمتهم لتهجمهم على رجال الدين وخطباء المساجد والتشهير بهم والإساءة للدين ومقدساته, حد قولهم.

إرضاع الكبير وفتوى التبرك.. سجال الحبيشي والسلفيين

وكان الحبيشي قد دخل في سجال مع عدد من رجال الدين السلفيين في اليمن جاء من أبرزهم الداعية السلفي الشهير محمد المهدي, عبر المقالات الصحفية والحوارات, فيما كان الحبيشي قد قال في تصريح سابق لموقع قناة العربية على شبكة الانترنت "إننا نتعرض منذ فترة لهجوم في بعض المساجد، بسبب تحفظ بعض الخطباء على التفاعل مع أخبار يتم نشرها على نطاق واسع في الصحف والمواقع العربية، حول وقائع مثيرة للجدل مثل فتوى إرضاع الكبير وفتوى التبرك ببول الرسول", في حين زار العميد يحيى صالح- أركان حرب الأمن المركزي المؤسسة في وقتها, وقال إن زيارته جاءت للتضامن مع الصحيفة ورئيس تحريرها ونهجها التقدمي ضد حملات التكفير، بحسب وصفه الذي نشرته الصحيفة في مانشيت عريض آنذاك.

تكميم الأفواه

وفي الوقت الذي قال فيه الخطباء المعتصمين إنهم أمهلوا الحكومة أسبوعين وهددوا بتصعيد الاحتجاجات ومواصلة العمل لإقالة الحبيشي وإيقاف الإساءة للإسلام في صحيفة (14أكتوبر) الرسمية, حد تعبيرهم، قال مصدر في إدارة تحرير صحيفة (14أكتوبر) لـ"مأرب برس" إنه يتوقع إصدار بيانات من نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب والأدباء وملتقى الرقي والتقدم ضد ما وصفها بمحاولات إقامة محاكم تفتيش لملاحقة الصحفيين والمفكرين وما يرتبه ذلك من خطر على الحريات الصحفية, على حد تعبيره.

ونوه المصدر, فضل عدم الكشف عن اسمه, إلى أن عدد أعضاء نقابة الصحفيين في عدن 400 عضوا, وعدد الصحفيين والعاملين في مؤسسة 14 أكتوبر 450 عاملاً.

وقال: "لن نسمح بتكميم الأفواه ومصادرة الحريات التي نلناها في عهد الرئيس علي عبد الله صالح والذي نتمتع بحريات واسعة في عهده".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن