سوء الحظ يلازم الرئيس البولندي المنكوب رغم رحيله المأساوي

السبت 17 إبريل-نيسان 2010 الساعة 09 مساءً / مأرب برس- (CNN):
عدد القراءات 6312

يبدو أن "سوء الحظ" مازال يلازم الرئيس البولندي الراحل ليخ كاتشينسكي، الذي لقي مصرعه في حادث مأساوي الأسبوع الماضي، حين تحطمت طائرته وسط ضباب كثيف، كما أن جنازته المرتقبة الأحد، قد لا ترقى إلى تطلعات البولنديين، بسبب احتمال غياب العديد من قادة العالم، بعد إغلاق معظم الدول الأوروبية، من بينها بولندا، أجوائها، بسبب السحابة البركانية الناجمة عن ثورة بركان أيسلندا.

وبينما تمكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من الوصول إلى وارسو السبت، للمشاركة في تشييع جنازة الرئيس البولندي الراحل، لم يحسم الرئيسان الأمريكي باراك أوباما، والروسي ديمتري ميدفيديف، وكذلك المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، موقف مشاركتهم في الجنازة، التي تصر أسرة كاتشينسكي على إجرائها في موعدها، رغم تلك الأجواء التي قد تحول دون حضور عدد من القادة الدوليين.

ففي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس أوباما يخطط لمغادرة قاعدة "أندرو" الجوية في وقت متأخر من مساء السبت، متوجهاً إلى العاصمة البولندية لحضور جنازة كاتشينسكي الأحد، إلا أنه شدد على أن المسؤولين مازالوا يراقبون تطورات الوضع، في الوقت الذي أعلنت فيه عدة دول بغرب أوروبا أن إغلاق مطاراتها، بسبب السحابة البركانية، قد يستمر حتى الاثنين المقبل.

وفي موسكو، لم يتضح ما إذا كان الرئيس ميدفيديف الذي كان متواجداً في روسيا حتى وقت متأخر من مساء السبت، سيتوجه إلى وارسو في وقت لاحق، رغم أن الكرملين أكد في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن الرئيس الروسي يعتزم حضور جنازة الرئيس كاتشينسكي، الذي لقي مصرعه مع زوجته وعدد من كبار قادته العسكريين، في الحادث الذي وقع غربي روسيا، السبت الماضي.

ووسط تلك الأجواء، فقد قرر رئيس لاتفيا، فالديز زاتليرس، وهو صديق مقرب للرئيس البولندي الراحل، التوجه إلى وارسو باستخدام السيارة في رحلة تستغرق نحو 13 ساعة، وهو نفس الخيار الذي لجأ إليه رئيس وزراء إستونيا أندروس أنسيب، حيث قرر التخلص من تذاكر الطائرة وقيادة سيارته على الطريق البري إلى بولندا.

وتحطمت طائرة كاتشينسكي، من طراز "توبوليف - 154"، السبت 9/4/2010، أثناء محاولتها الهبوط في قاعدة "سمولنيسك" الجوية غربي روسيا، حيث كان الرئيس البولندي الراحل يصطحب وفداً رفيعاً، بينهم ونائب رئيس البرلمان، ونائب وزير الخارجية ومحافظ مصرف هولندا المركزي، لإحياء الذكرى السنوية السبعين لمذبحة "كاتين"، التي وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية.

ويرجح خبراء المراقبة الجوية في أوروبا أن يتم تشغيل نحو خمسة آلاف رحلة جوية بين عدد من المطارات الأوروبية السبت، مقارنة بما يقرب من 22 ألف رحلة تمر عبر الأجواء الأوروبية يوم السبت من كل أسبوع، في الظروف العادية.

ويرى مراقبون أن حادث تحطم طائرة الرئيس البولندي في روسيا سيكون له تأثير جانبي آخر مهم على صعيد العلاقات المتوترة بين البلدين، حيث قال جيمس شير، من "شاتام هاوس" البريطاني، إن العلاقات بين البلدين سادها التوتر المتواصل على خلفية مجزرة "كاتين"، التي قتل فيها عشرات الآلاف البولنديين عام 1940، جراء العلاقة الوثيقة التي تربط بولندا بالولايات المتحدة.

وأوضح: "كاتين كانت القضية الأكثر صعوبة حتى اللحظة الراهنة.. والجميع يعرف في بولندا أن مذبحة كاتين هي جزء ضئيل للغاية من جهد منظم من قبل الروس، للتخلص من كامل الشعب البولندي"، وأضاف أنه سيكون من الجيد للعلاقات بين البلدين، إجراء تحقيق مفتوح وسريع في حادث تحطم الطائرة.