قالت وزارة الداخلية في اليمن إن الحملة الأمنية المشتركة التي تحكم الحصار على العناصر الإرهابية المتحصنة بالحوطه بمديرية ميفعة محافظة شبوة تمكنت من إقتحام مبنى التمركز الرئيسي الذي كانت تتحصن بداخله عدداً من العناصر الإرهابية.

وأضافت الوزارة أن الأجهزة الأمنية في شبوة قامت بعملية الاقتحام بنجاح ودون حدوث أي إصابات في صفوف الحملة الأمنية.

موضحة بأن المبنى الذي تم الإستيلاء عليه يمثل أهمية إستراتيجية في إحكام الحصار على العناصر الإرهابية في الحوطة ، وإن الإستيلاء عليه يطبق الحصار بشكل محكم على المسلحين من العناصر الإرهابية كما إنه يسهل عملية الاقتحام للمنازل الأخرى التي يتمترس بداخلها الإرهابيون من عناصر تنظيم القاعدة .

مؤكدة في موقعها على الانترنت بأنها ألقت القبض على أحد العناصر الإرهابية أثناء عملية الاقتحام فيما لاذا الآخرين بالفرار إلى داخل مدينة الحوطة وإلتجاؤا ببعض المنازل التي تسيطر عليها العناصر الإرهابية في المدينة.

ومن جهة أخرى أكملت الحملة الأمنية كافة الاستعدادات المتعلقة بعملية إقتحام المناطق التي تتحصن فيها العناصر الإرهابية في الحوطة والتي من المتوقع أن تبدأ في الساعات القادمة .

إلى ذلك شيع المئات في ميفعة اليوم جثمان الشيخ "عبد الواحد المنصور" احد مشائخ ميفعة إثر وفاته بصنعاء متأثرا بإصابته أثناء نزوحه من الحوطة نتيجة الاشتباكات المتبادلة بين قوات الأمن والقاعدة.

وكانت قوات الامن قد افرجت ظهر اليوم عن الشيخ محسن باحنحن شيخ منطقة الحوطة بمحافظة شبوة بعد اعتقاله لعدة ساعات وعدد من مرافقيه ، بسبب إطلاق نار جابهها من المنطقة التي نزح إليها الشيخ بسبب الحرب الدائرة حاليا بين الجيش وعناصر يشتبه بانتمائها للقاعدة.

وافد مصدر محلي لـ(مأرب برس) ان الامن لايزال يتحفظ على عدد من مرافقي الشيخ لغرض التحقيق، مضيفا ان الشيخ باحنحن قد دمر بيته بالحوطة جراء المواجهات بين الجيش والمسلحين المحاصرين بالمنطقة.

وكان محاظ شبوه الدكتور علي الاحمدي نفى اليوم لقناة الجزيرة نبا اعتقال الشيخ باحنحن، كما نفى مقتل اربعة جنود، الا ان المصدر المحلي اكد ان الجنود القتلى هم حصيلة المواجهات المندلعة منذ مطلع الاسبوع الجاري بمنطقة الحوطة التابع لمديرية ميفعة.

وعلى نفس السياق أكد مسؤولان يمنيان مشاركة عناصر أجنبية وسعودية من القاعدة في المواجهات التي تشهدها منطقة الحوطة كاشفين عن وجود خطة لملاحقة عناصر التنظيم في محافظة أبين الجنوبية.

وتجددت الاشتباكات فجرا بين قوات حكومية وعناصر تنتمي لتنظيم القاعدة بمديرية الحوطة واستعان الجيش بمروحيات وجرى تمشيط دقيق لبعض الأزقة والأحياء بحثا عن المسلحين.

وأكد أحمد علي المقدشي مدير أمن محافظة شبوة أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على 28 شخصا "من العناصر الإرهابية والمشتبه بهم بالانتماء إلى تنظيم القاعدة في منطقة الحوطة".

من جهتهما شكك كل من محافظ شبوة، علي حسن الأحمدي، ومحافظ أبين أحمد الميسري، في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية في لجوء قيادي القاعدة أنور العولقي، المطلوب الأول للولايات المتحدة بتهمة قيادة تنظيم القاعدة في اليمن، إلى قبيلته في شبوة، كما نفيا ما تردد عن مشاركة الطائرات الأمريكية في الحرب ضد القاعدة.

وقال الأحمدي للصحيفة "إن الوضع الأمني جيد وتحت السيطرة والإرهابيين الذين نواجههم حاليا هم مجموعة من العناصر المارقة الخارجة عن الدين والأعراف لأنهم يقتلون الأبرياء ويتحصنون في مناطق مأهولة بالسكان الذين يتخذون منهم دروعا بشرية".

وأشار إلى أن عدد عناصر القاعدة الذين يخوضون مواجهات مسلحة مع القوات الأمنية ليس كبيرا بل محدودا، يتراوح بين 30 و60 شخصاً بينهم ثمانية فقط من أبناء منطقة الحوطة بشبوة والباقون من مناطق مختلفة تسللوا إليها في الغالب من منطقتي مأرب وأبين.

وحول مشاركة أجانب من عناصر القاعدة في الاشتباكات المتصاعدة مع القوات الأمنية، قال محافظ شبوة "الكثير من المواطنين الذين نزحوا من منطقة الاشتباكات في الحوطة أكدوا أن هناك أشخاصا من عناصر القاعدة الذين يخوضون المواجهات مع القوات الأمنية يتحدثون بلهجات أجنبية وليسوا يمنيين".

ومن جهته، أكد محافظ أبين، أحمد الميسري أن الوضع الأمني مستقر مع التأكيد على أن العديد من تلك العناصر طليقة، وتلاحقها الأجهزة الأمنية في كل مديريات المحافظة.

وفيما يتعلق بأنصار الحراك الجنوبي، قال الميسري إن "ما يسمى الحراك طوروا أساليبهم فيما يخص إقلاق سكينة المواطنين وهم يرحبون بأعمال المخربين، بدليل أنهم لم يدينوا تلك الأعمال الخارجة عن القانون بما فيها أعمال تنظيم القاعدة ويكادون يباركونها، كما أنهم يستخدمون أسلوباً براجماتياً مفاده أن الدولة هي المسؤولة، وعلى المستوى الإعلامي يجدون لهذه الأعمال المبررات والأعذار"

فيما أكد الجيش اليمني الأربعاء، مقتل أربعة من جنوده، وجرح ثلاثة آخرين، إصابة أحدهم بليغة، في العمليات العسكرية الدائرة ضد مسلحين يُعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة في محافظة "شبوة"، جنوبي اليمن.

وبدأت الحكومة اليمنية هجوماً واسع النطاق ضد مسلحي القاعدة، الثلاثاء، رداً على هجوم شنه التنظيم الأسبوع الماضي على خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي، وفقاً لما أكده مسؤول حكومي الثلاثاء.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "أن الحكومة اليمنية أرسلت قوات تدعمها الأسلحة الثقيلة والطائرات والمروحيات لتطويق المناطق الجبلية."

ونفى المسؤول اليمني التقارير التي تفيد بأن المسلحين احتلوا منازل وتحصنوا فيها، كما رفض بشدة ما ورد من أنباء عن تشريد نحو 80 ألف شخص من المنطقة.

وتقاتل الحكومة اليمنية عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي لفت الأنظار له بعد محاولة فاشلة لتفجير طائرة أمريكية العام الماضي، كانت تهم في الهبوط بمدينة ديترويت بولاية ميشيغان.