عدن: الآلاف يواصلون الاعتصام في ساحة الشهداء.. وقيادات محلية تحذر الأجهزة الأمنية من قمع التظاهرة

الخميس 24 فبراير-شباط 2011 الساعة 07 مساءً / عدن- مأرب برس- عبدالرحمن أنيس:
عدد القراءات 8996
 
 

طافت مسيرة للآلاف عصر اليوم الخميس أحياء وشوارع مديرية المنصورة مطالبة برحيل النظام ومرددة شعارات تطالب الرئيس صالح بالرحيل. وعلت عبر مكبرات الصوت أبيات الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي: "إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"، قبل أن يواصل الشباب اعتصامهم في ساحة الشهداء (ساحة الرويشان).

وشهدت مديريات المنصورة وخور مكسر وكريتر توافدا حاشدا من الشباب المطالبين برحيل النظام, فيما شهدت ذات المديريات نصب مزيد من الخيام.

إلى ذلك قال لـ"مأرب برس" أديب العيسي عن اللجنة التنسيقية لحركة 16 فبراير إن الحركة دعت لجمعة صمود مليونية غداً في ساحة الشهداء بالمنصورة داعياً كافة أبناء المديرية والمحافظة إلى المشاركة.

وعلم "مأرب برس " أنه سيتم تشييع أحد قتلى احتجاجات المنصورة يوم غد ويدعى "ياسين علي عسكر" والذي كان قد قتل الأربعاء الماضي متأثراً بجراحه إثر إصابته برصاص الأمن المركزي, في حين لم تتأكد معلومات عن تشييع قتلى آخرين غداً.

وارتفع عدد قتلى احتجاجات محافظة عدن يوم أمس إلى 11 قتيلاً بوفاة الجريح عارف محمد عوض اليافعي – 23 عاماً، وكان لمديرية المنصورة التي انطلقت منها الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام نصيب الأسد من الضحايا, في حين لا يزال عشرات الجرحى في مستشفيات عدن وأكثر من 50 معتقلاً لدى الأمن على ذمة الاحتجاجات التي انطلقت يوم الأربعاء 16 فبراير.

كما توفي فجر اليوم المواطن عبدالله محمد قاسم – 18 عاماً ، بعد ن أسعف إلى مستشفى المصافي في عدن إثر قيامه بإحراق نفسه, الأحد الماضي, في مدينة الضالع احتجاجا على قمع المتظاهرين.

وأعلن مدير عام مديرية المنصورة أحمد حامد لملس في تصريحات صحفية سابقة عن تحمل المديرية لكافة نفقات علاج الجرحى الذين أسعف غالبهم إلى مستشفى النقيب الخاص.

إلى ذلك حذرت قيادات محلية في محافظة عدن قوات الأمن المركزي وإدارة الأمن العام بالمحافظة من التهور في اتخاذ أية إجراءات قمعية بحق المتظاهرين, غدا الجمعة, أو تكرار استخدام الرصاص الحي كما جرى خلال الأيام الماضية والتي أوقعت عدداً من القتلى والجرحى.

وقال مصدر محلي إن عددا من أعضاء المجالس المحلية حذروا في لقاءات جمعتهم بنائب رئيس الجمهورية - الذي يتواجد في محافظة عدن للتهدئة - من خطورة تهور الأمن المركزي في التعامل مع مظاهرة الغد, كما حذروا من عواقب وخيمة قد تحدث إذا ما سقط مزيد من القتلى أو الجرحى.

وتعتبر مديرية المنصورة في عدن خارج سيطرة السلطة الحكومية بالكامل, وعطلت فيها المرافق الحكومية والمدارس, كما تشهد انفلاتاً أمنياً واضحاً وغياباً تاماً لرجال الأمن وتغيب المواصلات عن غالبية طرقها المقطوعة.

وكان أعضاء المجلس المحلي للمحافظة قد أمهلوا السلطات العليا عشرة أيام لمحاسبة مدير أمن عدن العميد عبدالله قيران وقائد الأمن المركزي العقيد عبدالله اليماني على استخدام الرصاص الحي لقمع المتظاهرين, إلا أنه لم تتم اتخاذ أية إجراءات بهذا الخصوص رغم قرب انقضاء المهلة التي حددها أعضاء محلي عدن.

وهدد أعضاء محلي المحافظة بالتصعيد في حال عدم تلبية طلبهم في 10 أيام, متهمين قيادة أمن المحافظة بعدم احترام توجيهات المجلس المحلي بخصوص التعالم مع المتظاهرين.

وكانت مصادر أمنية عليا قد سربت لوسائل الإعلام, الجمعة الماضية, عن توقيف مدير أمن عدن العميد عبدالله قيران وتكليف نائب وزير الداخلية اللواء صالح الزوعري بالإشراف على أمن عدن, إلا أن توجيهات عليا قضت بإعادة قيران إلى منصبه, وهو ما أثار غضب المحافظ عدنان الجفري الذي لم يتورع عن تقديم استقالته احتجاجاً على عدم التزام الأمن بتوجيهاته فيما يخص التعامل مع المتظاهرين، إلا أن توجيهات عليا رفضت استقالة المحافظ.

*الصورة من مدينة المنصورة لإحدى تظاهرات الأسبوع الجاري.