الجنوب أيضا: الشعب يريد إسقاط النظام

الخميس 24 فبراير-شباط 2011 الساعة 09 مساءً / مأرب برس- خاص:
عدد القراءات 10717
 
 

في الوقت الذي كانت قيادات الحزب الحاكم بعدن تراهن على اختلاف الأهداف والرؤى والهتافات في تشتيت المظاهرات المطالبة بتغيير النظام، برزت عدد من القيادات في الحراك الجنوبي داعية أنصارها إلى التوحد تحت هتاف: "الشعب يريد إسقاط النظام".

مؤخراً دعا القيادي في الحراك الجنوبي أمين عام اتحاد شباب الجنوب المحامي علي الصياء, كافة أنصار الحراك في عدن والمحافظات الجنوبية إلى ترديد شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام" كشعار تكتيكي تقتضيه المرحلة الراهنة.

وقال الصياء: "لدينا هدف استراتيجي كجنوبيين وهدف مرحلي, والأولوية الآن للهدف المرحلي المتمثل في إسقاط النظام, لذا ندعو جميع أنصار الحراك إلى التوقف عن ترديد الهتافات الجنوبية مؤقتا وتوحيد النضال تحت شعار :"الشعب يريد إسقاط النظام".

أما القيادي البارز في الحراك السلمي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي فقد حيا الشباب و"أبناء المحافظات الشمالية" الذين وصفهم بـ "أحفاد سبتمبر والثائرين ضد الظلم والاستبداد"، قائلاً إنهم كسروا حاجز الخوف وتمردوا على قواعد اللعبة السياسية وهبوا إلى الشارع مطالبين بإسقاط النظام ورحيله.

وقال الخبجي في تصريح نشرته أسبوعية "الأمناء" في عددها الصادر أمس: "نحيي كل أبناء الشمال الثائرين ضد الظلم والاستبداد والقمع والتعسف, ونعلن تأييدنا لمطالبهم ومباركتنا لخطواتهم وما يجري هو عبارة عن هبة شعبية وامتداد للحركة الثورية في المنطقة المعبرة عن مطالبها بإسقاط النظام المستبد لأبناء الشمال منذ نحو 33 عام".

وتابع قائلاً: "نحيي ونؤيد تلك الهبة لشباب اليمن ونعبر عن استنكارنا لما مارسته ولا تزال تمارسه سلطات صنعاء من قمع وقتل وعنف ضد المتظاهرين, ونحيي كل الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال الأيام الماضية في صنعاء وتعز وعدن وغيرها من المدن اليمنية, كما نعلن تضامننا مع كل الثائرين في الشمال ضد النظام".

وأضاف: "القوى الفاعلة والمناضلة هي من سوف تحدد مصير الشعبين وهذا يترتب على مدى استيعاب وتفاعل الفاعلين في الميدان للمطالب السياسية والحقوقية, وكيفية التعاون والتآزر وتأسيس علاقات متبادلة ما بين الطرفين, مبنية على الاعتراف بالحق والقبول بالآخر واحترام أهدافه ومطالبه وحريته في تقرير مصيره".

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ"الأمناء" عن اتفاق مبدئي توصلت إليه قيادات في الحراك الجنوبي واللقاء المشترك في عدن على توحيد المطالب والشعارات أثناء تنفيذ الفعاليات والمظاهرات المناوئة للنظام.

وقالت المصادر إن قيادات الحراك والمشترك اتفقت على توحيد شعاراتها بحيث تنحصر في المطالبة بإسقاط النظام كهدف تتفق عليه جميع قوى المعارضة والحراك في هذه المرحلة، كما اتفقت هذه القيادات على منع أي استفزازات بين أنصارها حتى لا تترك المجال مفتوحا أمام النظام لاستثمار أي انشقاق يستعيد من خلاله النظام أنفاسه والحصول على أوراق أخرى للعب بها.. وبينت هذه المصادر أن الاتفاق نص أيضا على عدم رفع أي أعلام أو شعارات قد تشكل استفزازا لأي من الطرفين.

إلى ذلك قالت المصادر في الحراك الجنوبي إنها لمست حماسا لدى قيادات في الحزب الحاكم لتحريض بعض العناصر المحسوبة على الحراك لتبني خطاب انفصالي والسعي لإثارة الفتنة بين الحراك والمشترك وهو ما فهم على أنه محاولة لخلط الأوراق والتأثير على وحدة الشارع الذي بدا موحدا في مطالبته بإسقاط النظام.

وكان مصدر مطلع قد ذكر لـ"مأرب برس" أن الأجهزة الأمنية اقترحت عدة مقترحات لإفشال التظاهرات الشبابية والاعتصامات المطالبة برحيل الرئيس صالح في عدن, منها دس عدد من العناصر لترديد هتافات انفصالية وسط المهرجانات المطالبة بتغيير النظام لبث الفرقة والخلاف, حد قول المصدر الذي أشار إلى أن قوات الأمن سمحت على مدى الأيام الأولى للتظاهرات التي انطلقت الأربعاء, 16/2/2011, بدخول عدد من عناصر الحراك إلى عدن من مناطق لحج وأبين والضالع, لكنها أصيبت بالإحباط بعد علمها بوجود اتفاق بين شباب المظاهرات وبين عناصر الحراك يقضي بالتوحد تحت شعار: "الشعب يريد إسقاط النظام".

وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية تبحث جدياً استقدام عدد من البلاطجة من خارج المحافظة للتشويش على المتظاهرين, لكنه عبّر عن اعتقاده في تراجعها عن تنفيذ هذا الأمر, لافتاً إلى أن مخيمات ستسمى بمخيمات الأمن والاستقرار ستعمل السلطة على تنفيذها فور استقرار الأوضاع في عدن, على حد قوله.

وكان الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق أبو بكر العطاس قد اقترحا في بيان صادر عنهما الجمعة الماضية توحيد أنصار الحراك السلمي الجنوبي والمتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح في صنعاء وتعز ومحافظات أخرى؛ وذلك لإجبار نظام صنعاء على الرحيل.

وأضافوا في بيان حمل إلى جانب توقيع ناصر والعطاس الوزيرين السابقين صالح عبيد احمد ومحمد على أحمد "فليتوحد النضال لإجبار مستبد صنعاء على الرحيل السريع قبل أن يجر البلاد والعباد لكارثة محدقة بسفه سياسته وسوء تقدير تصرفاته وأن من يجامل هذا النظام المتهالك أو يمده بوسائل البقاء ولو لفترة قصيرة إنما يساهم في وقوع الكارثة التي ستلقى بشظاياها الخطيرة إن حدثت، لا سمح الله، على أمن واستقرار المنطقة برمتها".

واعتبر البيان "صنعاء بوابة النصر لاسترداد إرادة الشعب المغتصبة في الشمال والجنوب", مطالبا بـ"توحد النضال".

وطالب البيان بمحاكمة مدير أمن عدن العميد عبدالله قيران ومحاسبة الذين تسببوا في قتل المواطنين الأبرياء العزل قي عدن، سواء الذين أعطوا الأوامر والتعليمات أو الذين أطلقوا الرصاص الحي عليهم، ومحاكمة القيادات ومن يقف ورائها التي أساءت إلى الشعب.

كما طالب البيان الضباط والجنود بـ"الكف عن قتل إخوانهم وأخواتهم وأبنائهم وبناتهم، حتى لا يضعوا أنفسهم تحت طائلة المسألة القانونية".

وغابت عن مظاهرات الآلاف في المنصورة والشيخ عثمان وكريتر والمعلا والتواهي الهتافات المعتادة للحراك الجنوبي والمطالبة بـ"فك الارتباط" و"وبرع يا استعمار" و" ثورة ثورة يا جنوب"، حيث شهدت مظاهرات محافظة عدن توحد الشعارات والهتافات للمطالبة برحيل النظام وهتف العديد من أنصار الحراك الجنوبي في المظاهرات بشعار: "الشعب يريد إسقاط النظام"، في حين شهدت بعض المظاهرات التي نظمت في مديرية خور مكسر ترديد شعارات الحراك الجنوبي.

*الصورة من الأرشيف لتظاهرة في عدن, 17/2/2011.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن