الخليج: صالح يريد فرض شروط الخروج بعد إخفاقه في تحديد شروط البقاء والبيان ترى الحل في خروج المسؤولين من السلطة

الإثنين 28 مارس - آذار 2011 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس – متابعات خاصة:
عدد القراءات 8948

أظهرت افتتاحيات الصحف الإماراتية الصادرة - اليوم  الاثنين – اهتماما ملفتا بالتطورات السياسية والأمنية التي تشهدها الساحة اليمنية.. معربة عن ثقتها بالحكمة اليمانية في تغليب مصلحة الوطن والشعب، وداعية أهل السلطة والعقلاء في اليمن إلى أن يتقوا الله في العباد والبلاد من خلال الاختيار الذي يحسم الأمر بأقل الخسائر على المجتمع .

ففي حين دعت صحيفة " البيان " الفرقاء في اليمن إلى إدراك أهمية اللجوء إلى الحكمة بدلا عن التحشيد والتحشيد المضاد في ساحات المدن والتمترس في المواقف. أكدت صحيفة " الخليج " إن الأوضاع السياسية في اليمن وصلت إلى الإتفاق على أن الحل يكمن في خروج المسؤولين من السلطة من أجل إنقاذ البلاد ليس من الأزمة القائمة فحسب وإنما من أجل تجنيبها كوارث أعظم ..

وأشارت صحيفة البيان في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "رهان الحكمة اليمانية" : أن الحوار يتطلب قدرا غير قليل من المرونة .. مشددة على أهمية الإقبال على التسوية السلمية المستهدفة بروح تنأى عن روح الغالب والمغلوب بحيث تضع الأطراف المعنية تغليب مصلحة الوطن والشعب على مكاسبها .

وأشارت إلى أن اليمنيين يدركون أكثر من غيرهم مخاطر بقاء الأزمة في دائرة التصعيد المتبادل واستعراض القوى..ومن الواضح أنه ما من طرف يملك عدة استنزاف الطرف الآخر حد تركيعه كما أنه ما من طرف يملك عتاد كسب المعركة في وقت وشيك .. وبالإضافة إلى تعطل مصالح الشعب فإن الوطن غير آمن من مغامرات تضرب أهداف المعارضة وإنجازات النظام .

وطالبت البيان جميع الفرقاء اختزال زمن الأزمة بغية سد الثغرات أمام المغامرات التي تتربص باليمن سواء من الداخل أوتلك الداخلية المتقاطعة مع أطراف خارجية .

وأكدت أن إستقرار اليمن ليس مطلبا قطريا فقط بل هو في الوقت نفسه شرط إقليمي يهم الوطن العربي على نحو عام وشبه الجزيرة العربية بشكل خاص..وكل هؤلاء يدركون أن ما يحدث في اليمن ليس صراعا محضا على السلطة بل ينطوي على آمال وتطلعات شعبية مشروعة .

و قالت :"من هنا لا ينبغي أن يحتبس الحديث على طاولة التفاوض داخل آلية انتقال السلطة وحدها بل من المهم في الوقت نفسه استكشاف صيغة تلبي شروط الاستقرار على الصعيد الوطني .. ولدى اليمنيين في تجربتهم الأخيرة ما يعينهم على تحقيق تلك الشروط بما انطوت عليه تجربتهم الأخيرة من حيث تجاوز مأزق القبلية واستبعاد استخدام السلاح .. صحيح ثمة بقع سوداء في التجربة اليمنية غير أنها ليست واسعة بحيث تجنح بهم إلى الثأر كما أنها ليست قاتمة على نحو تحجب الحكمة اليمانية .

وراهنت " البيان " في ختام تعليقها على إمكانية ترقب أخبار يمنية سعيدة..هذا الرهان يستند إلى دفع آليات الحوار وليس النكوص عن طاولة التفاوض . .

الحل يكمن في خروج المسؤولين من السلطة

من جانبها قالت صحيفة " الخليج " إن الأوضاع السياسية في اليمن وصلت إلى الإتفاق على أن الحل يكمن في خروج المسؤولين من السلطة من أجل إنقاذ البلاد ليس من الأزمة القائمة فحسب وإنما من أجل تجنيبها كوارث أعظم ..  حيث قالت أن الشعب الذي لا يغادر الميادين والشوارع يريد الخروج الآن و السلطة تغازل الخروج لكن بشروطها .. والإتفاق على المبدأ يحمل في طياته الكثير من التفاصيل المهلكة .

وأشارت هي الأخرى في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "ثقافة الخروج" إلى أن الرئيس اليمني يريد أن يفرض شروط الخروج بعد أن أخفق في تحديد شروط البقاء..وإذا كان التشبث بالبقاء تفرضه آمال فإن الإعلان عن مبدأ الخروج لم يعد يعطي مجالا كبيرا للمناورة .. وإذا صحت المعلومات عن أن العقبات الرئيسة التي تسهل الخروج السريع تكمن في شرطي الانتقال إلى أيد غير المعارضة وألا تكون هناك ملاحقة للرئيس والمقربين منه فهي سهلة الحل إن كانت صحيحة أولا وإن وزنت بميزان المصلحة العامة ثانيا .

وأضافت أنه إذا افترضنا صحتها فإن شرط عدم إعطائها للمعارضة سهل وصعب في آن..وهذا يعتمد على معنى المعارضة فإن كان الرئيس اليمني يعرف المعارضة بالناس الذين يتمترسون في الميادين والشوارع فهؤلاء هم معظم الشعب اليمني و لن يبقى إلا أولئك الذين شاركوه السلطة وهو أمر صعب التحقيق لأن الناس خرجت ضد النظام باعتباره مجموعة من الممارسات والترتيبات والإجراءات والأفراد وليس فقط ضد شخص الرئيس .

وأوضحت أنه إذا كان المقصود بها تلك الأحزاب وبعض الشخصيات التي خاصمت الرئيس على مدى الأعوام الماضية فالحل سهل لأن الشعب اليمني مملوء بأهل الحكمة والثقة الذين يستطيعون أن يقودوا سفينة البلاد إلى بر انتقال السلطة إلى الشعب خلال أشهر قليلة والخلاف هنا كلفته أكبر على البلاد والرئيس في الحالة الأولى وكذلك على البلاد والمعارضة في الحالة الثانية إن أصرت الأخيرة أن يكون لها دور أساسي في المرحلة الانتقالية .

وأكدت أن الشرط الثاني ينبغي أن يوازن فيه العفو عما مضى مع مصلحة البلاد في حال استشراء الأزمة .. ولدى أهل الحكمة في اليمن تجربتان حتى إن اشتركتا في كونهما ليستا الثقافة المثالية لخروج المسؤولين من السلطة وتسليمها للشعب فالأولى هي المثال التونسي المصري الذي حصل فيه الإنتقال من دون وقوع كوارث الإقتتال والإنقسام .

ونوهت بأن الثانية تجري أمامنا في ليبيا التي أوقعت البلاد في كوارث إنسانية واقتصادية واجتماعية وسياسية و قد تحمل في طياتها مخاطر أكثر وإذا كانت السلطة في اليمن لا تستطيع أن تفتح منهجا جديدا أفضل من المثال الأول فهي مدعوة على الأقل أن تحذو حذوه وألا ترمي البلاد في مخاطر المثال الثاني .

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية