مأرب برس ينفرد بنقل تفاصيل قصة اختطاف أربع طبيبات على يد بلاطجة النظام وكيف تم التعامل معهن

الخميس 21 إبريل-نيسان 2011 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس – هناء ذيبان – خاص
عدد القراءات 19570
 
 

مثلت حادثة اختطاف الطبيات الأربع أثناء قيامهن بواجبهن ألإنساني والمهني صدمة عنيفة في المجتمع اليمني كونه تصرفا خارجا عن قواعد العرف وأصول المسئولية , كما أعطي الظرف الزماني والمكاني بعدا أخر في الإيغال في التنكر لقيم المجتمع ومساحات الفضيلة المتراكمة في مكونات الثقافة اليمنية .

مأرب برس سلطت الضوء على تفاصيل اختطاف أربع طبيبات يمنيات من قلب العاصمة صنعاء على يد بلاطجة النظام وأمنه المركزي .

ولأن قصة اختطاف الطبيبات أكتنفها بعض الغموض, التقينا بإحداهن لتروي لنا قصة اختطافهن بتفاصيلها الدقيقة, ولأن الأخوات تعرضن للتهديد إذا ما قمن برواية قصة اختطافهن, وحرصا منا على سلامتهن ستحتفظ مأرب برس بالاسم ونتركها تروي ماحدث :

بعد انطلاق المسيرة بنصف ساعة انضممنا لها وكنا سبع نساء, عند وصولنا لمكان المسيرة كان المتظاهرون واقفين لا يتحركون نتيجة منعهم من قبل الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومجموعة كبيرة من البلاطجة..

كنا قد وصلنا الى بداية المسيرة, وفجأة طلبت منا لجنة النظام أن نتراجع نحن الطبيبات قليلا الى الخلف لتوقعهم بأنه سيتم مهاجمة المسيرة..

تراجعنا قليلا للخلف وقمنا بتوزيع الخل والبصل على المتظاهرين استعدادا لأي هجوم بالغاز, وفجأة حدث ماكان متوقع, إطلق الرصاص كثيف ومسيلات للدموع ورش الماء المخلوط بمواد حارقة بكثافة لم نعهدها في المسيرات السابقة التي هجمت من قبل.. أصابتني الغازات, لكننا قمنا بإسعاف أنفسنا بالأدوات التي كنا نحملها, ثم قمنا بالخروج من الشارع الذي كنا فيها الى الشارع المقابل, هروبا من الغازات التي كانت تطلق بشكل كثيف, أثنا خروجنا تشتتنا, فأصبعنا أربع فقط والثلاث الأخريات لم نعد نراهن..

فجأة سمعنا شخص ينادينا بأن نصعد للسيارة حتى يوصلنا للساحة, فلقد كانت واحده من الأخوات مغمى عليها نتيجة تأثرها بالغاز..صعدنا للسيارة وبعد أن قطعنا مسافه قصيرة ,طلبنا من الأخ صاحب السيارة أن ينزلنا في ذلك المكان حتى نقوم باسعاف الشباب بعد أن وجدنا أنفسنا بعيدات عن مكان الخطر..

نزلنا في ذلك المكان وقمنا بإسعاف المصابين الذين كان عددهم كبير جدا..

 سمعنا الشباب تردد أن هناك حالة طلق رصاص في الرأس, فقاموا بأخذ ماكان متبقي معنا من أدوات الإسعاف..

 توقفت أمامنا سيارة صالون وطلب منا صاحبها الصعود للسيارة حتى يقوم بإسعافنا للمستشفى الميداني, في البداية كان يريد أخذ ثلاث منا وزميلتنا المتضررة بالغاز لن يأخذها, لكننا اصرينا ان تصعد معنا ,وبعد أن صعدت للسيارة أتوا بعسكري مصاب بالغاز وبعد أن صعد للسيارة طلبوا منا ان نقوم باسعافه, (هذا العسكري لم يكن من الفرقة),كنا نحن في الخانة الوسط للسيارة و العسكري وثنين من شبابنا مصابين بالغاز, في الخانة التي خلفنا ,وواحد كان جوار السائق مربط عيونه بالشال,عرفنا فيما بعد انه احد البلاطجه..

طلب هذا البلطجي من السائق ان يمشي من مكان معين فرد عليه السائق هذه حارتي واعرف من أي امشي, وكان متوتر جدا, واستمر يمشي الى أن وصل للجولة القريبة من كلية الطيران, ثم رجع من الطريق التي أتينا منها, وكان يدور بينهم همس عرفنا انهم يشكون بأمر معين..

بعد ان وصل للنقطة التي أخذونا منها, رجع مرة أخرى من نفس الطريق التي رجعنا منها حتى وصلنا الى ألنقطه التي جوار كلية الشرطة فقام العسكر بإيقاف السيارة ,وقبلها سمعنا البلطجي يقول (حلو أصبح معنا رهينتين,)

قام العسكر بإنزال كل الموجودين في السيارة وأنزلونا, كان هناك امرأتين متوجهات نحونا وهن يتلفظن بألفاظ بذيئة ,وكن يردن ضربنا لولا وجود أحد الضباط الذي كان متواجد في نفس المكان , والذي قام بمنعهن من الاقتراب منا, بل قام بتطميننا بقوله (لا تخافوا أنا معكم) ومثل هذه العبارات التشجيعية..

 قاموا العسكر بإدخال كل الذين كانوا معنا الى كلية الطيران , بعد ان طلبوا منا اسعاف العسكري اما الآخرين فلم يقوموا بإسعافهم ولم يطلبوا منا ذلك, فأخبرناهم انه لايوجد معنا أدوات إسعاف, قالوا دبروا أنفسكن,فقمنا بعمل قطرات ماء لعينيه واستخدمنا البصل أفاق, فادخلوه للكلية هو ومن معه, اما نحن فرفضنا الدخول للكلية رغم محاولتهم اقناعنا بذلك..

 تقدم منا أحد الأشخاص كان يلبس مدني,و سئلنا: انتم من وين,قلنا من الجامعة,قال ها من الجامعه,!هيا دخلوهن الزنزانة وذهب..

كان الضابط الذي يقوم بتطميننا معنا ولم يتركنا الا ليذهب للصلاة, وأثناء الصلاة أتى ضابط أخر وقال هيا علشان تروحن,لكن يبدو ان احدهم سمعه فاختفى ولم نراه بعدها..

وظلينا على هذا الحال حتى الساعة الثامنه وكلما سألناهم متى ستحققون معنا يردون عندما يأتين الشرطيات..

وبعد أن آخذو منا كل شيء بحوزتنا, من بطاقات وأدوات خاصه, أتين الشرطيات وأخذنا بسيارة الى الأمن المركزي وفي البوابة تجمع حولنا مجموعة كبيرة من العسكر مما أرعبنا فقامت الشرطية بإبعادهم..

 دخلنا الأمن المركزي وبداء التحقيق معنا وقبلها قاموا بتصويرنا فيديو وهم يأخذوا معلومات عنا, وبعدها التقطوا لنا صور شخصيه وقاموا بالصعود بنا الى غرفة المجلس التأديبي..في هذه الغرفة حققوا مع كل واحده منا عل انفراد,كانت الاسئله: من أين أنت؟ ولماذا؟ وشرحي تفاصيل وصولك ال هنا,ومن الذي يوجهكم للخروج؟,ومن المسؤل عنكم؟ وما رأيك بالذي حصل والذي يحصل؟ و هل تنوين تكملة دراسة الطب..كل هذا وإحدى الشرطيات معنا لم تفارقنا أبدا..

بعد أن أكملوا التحقيق معنا طلبوا منا التوقيع على كلامنا, كل هذا ونحن ممنوعات من الجلوس مع بعض, ومنعونا من الاتصال بأهلنا بعد ان اخذوا هواتفنا الخاصه بنا..

عند الساعة العاشرة عرفنا ان الشرطية المسئولة هناك ستقوم بتوصيل كل واحده منا لبيتها, وتجعل ولي أمرها يستلمها , لكننا رفضنا وطلبنا من الشرطية ان توصلنا للساحة, فقالت (نحن احترمناكن كثير وأكثر من كذا لن نستطيع),بعد فترة قصيرة يأتي ضابط ليقول لنا سيأخذكن نفس الشخص الذي أتى بكن الى هنا,ووجه كلامه للسائق وقال. (أمانتك يا خليل وصلهن للميدان,هن أمانه عندك.

ركبنا نفس السيارة التي اختطفتنا, ووصلنا هذا المدعي خليل الى شارع الرباط, وكان الأخوة منتظرين وصولنا..

* الصورة لإحد الطبيبات التي أختطفت أمس مع زميلااتها



 
إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية