سميع: السياسيون وضباط الجيش سيكونون في مقدمة الصفوف للزحف إلى دار الرئاسة ويتم حاليا وضع خطة مدروسة للتصعيد السلمي

الثلاثاء 26 إبريل-نيسان 2011 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس/ رياض الأحمدي
عدد القراءات 15516
 
 

أكد القيادي السياسي البارز وعضو لجنة الحوار الوطني في اليمن، الدكتور صالح سميع، أن الشباب أنجزوا ما عجرت عنه المعارضة خلال السنوات الماضية، وقال بأن القيادات السياسية والعسكرية في الثورة وأحزاب المعارضة ستكون في مقدمة الصفوف إذا ما تقرر الزحف إلى قصر الرئيس علي عبدالله صالح.. مشيرا إلى أن هناك دراسة تصعيدا مدروس ستبدأ الأيام القادمة.

وقال وزير المغتربين السابق في محاضرة مطولة له في ندوة أقامها "ائتلاف مشروع شهيد" في ساحة التغيير بصنعاء حول "المبادرة الخليجية" بحضور عدد كبير من الضباط والإعلاميين والشباب، إن ما جمع اليمنيين في كل المحافظات ومن مختلف المشارب والمذاهب والفئات الاجتماعية هو أن الجميع اكتوى بنار النظام الأسري الفاسد.. مؤكداً على أن على اتحاد الجميع لإسقاط نظام صالح وإعداد تصور وطني مستقبلي، يجد الجميع فيه منبره.. وقال بأن الأحزاب ليست إلا جزاء من هذه الثورة..

وحول المبادرة الخليجية تحدث سميع بشكل مفصل وانتقد بعض بنودها، وقال إن المعارضة والقيادات السياسية للثورة قامت بدراسة مطولة لها، وخاطب شباب الثورة قائلاً: "ثقوا أن الساسة لن يخذلونكم"، فأنتم الأساس..

وأكد سميع أن المبادرة الخليجية كانت واضحة بصيغتها الأولى ومحققة لهدف الثورة المتمثل بتنحي الرئيس، مشيراً إلى أن صالح قام باستشارة أطراف أمريكية وأوفد القربي إلى الخليج محاولاً تقديم تعديلات عليها.. مشيرا إلى أنه لا يحق للمعارضة ولا للسلطة اشتراط وقف الاعتصامات باعتبارها حقاً دستورياً لأبناء الشعب. وقال بأن المواقف الخليجية والدولية ستكون في صالح الثورة إذا ما استمر النظام في تعنته..

وبين سميع مراحل الحوار بين الحاكم والمعارضة والتفاف النظام عليها، وقال "من 2006 والناس يطلبون الحوار"، لكن الرجل كان برأسه "مشروع أسرة"، وأكد أن النظام عمل خلال العقود الماضية على ضرب القوى السياسية ببعضها وعندما انتهى من الاشتراكي في 94 والإصلاح في 97، بدأ بالعمل لتثبيت نظام الأسرة.

وتطرق سميع إلى أسلوب صالح في تهديد من تبقى من الشخصيات حوله، وقال إنه يقوم بتربيطهم عن طريق ملفات "أخلاقية" و"مالية"، وأنه بعد سقوط مبارك تأكد له السقوط وأصبح يفكر "كيف يتعامل مع البناء العنكبوتي الذي بناه"..

وقال سميع: يأبي أن يخرج هذا الرجل إلا ذليلاً، فالله تعالى يريد أن يظهره على حقيقته، وأضاف "هذا الرجل أكبر كذاب"، وهو أسوأ من حكم اليمن على الإطلاق"، حيث أفسد القيم وزرع الفتن..

وخاطب الشباب قائلاً: أنتم في معركة جهاد وبدماء شهدائكم تحييون أمة".. وأكد أنه إذا ما تقرر الزحف إلى السبعين فإن القيادات السياسية والعسكرية ستكون في المقدمة وقال: سنكون في المقدمة، ومستعدون أن نفيدكم بدمائنا" وأضاف: في اللحظات الحاسمة سنكون معكم بصدور عارية".. مشيراً إلى أن القيادات الشبابية والسياسية تدرس حالياً أساليب التصعيد السلمي بالمدروسة، بما لا يدخلها ضمن "ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة"..

واستبعد الدكتور صالح سميع وهو أستاذ القانون الدستوري في جامعة صنعاء امكانية الحرب الأهلية وقال إنها مجرد تهديدات يطلقها النظام للتخويف، مستعرضاً الشبه في أساليبه مع أساليب بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر وكذلك ليبيا وسوريا. مؤكداً أن الثورات العربية منتصرة وأن ما تقوم به هذه الأنظمة من خلال تكرار الأساليب البلطجة ما هو إلا فضح لأنفسها حيث يريد الله إظهارها على حقيقتها..

وفي رد على سؤال فيما لو حاول النظام جر الثورة إلى العنف من خلال استهداف المعسكرات المؤيدة للثورة، قال إنه لا يطلع على التجهيزات العسكرية، لكنه أكد أن 99% من ضباط الطيران سيرفضون أي توجيهات بقصف الشعب أو زملائهم.. لكنه رغم ذلك قال: "من أجل الحفاظ على الكرسي، لا تستبعدوا أي شيء"..

واعتبر سميع أن ما يقوم به النظام من مسيرات واعتصامات في صنعاء ذات طابع شطري، حيث لم يستطع إقامة مسيرات في تعز أو عدن أو غيرها، وقال إن ذلك وحده سبب كافي للثورة عليه، باعتبار وجوده خطر على الوحدة الوطنية..

وشدد سميع على أن المتضرر الوحيد من الثورات العربية هو الأنظمة الاستبدادية والمشروع الصهيوني، مؤكداً أن إسرائيل ستزول وأن الوحدة العربية سوف تتحقق في ظل أنظمة عربية تحكم بالشورى الحقيقية..

وكان "ائتلاف مشروع شهيد" الذي يضم عددا من الحركات الشبابية والعسكرية السلمية أقام ندوة مساء الاثنين حول المبادرة الخليجية بحضور العديد من المختصين الذين تحدثوا عن نقاط المبادرة وعن أهمية استمرار الثورة تحقيق أهدافها..

وأكد العقيد الدكتور عبده الترب رئيس الائتلاف أن الثورة مستمرة حتى تحقيق أهدافها بغض النظر عما يطرح من مبادرات وجهود سياسية مختلفة، مؤكداً أن الثورة ستختار أساليبها السلمية في التصعيد من أجل ذلك. كما تحدث الدكتور حسن شويل عن المبادرة الخليجية معتبراً أنها ناقشت ما يحدث كأزمة سياسية وليس ثورة شعبية، مؤكداً أن المطلوب من شباب التغيير "أن لا ينظروا إلى أي حوار أو مبادرة" حتى تحقق الثورة أهدافها كاملة.

يشار إلى أن ائتلاف "مشروع شهيد" تأسس الشهر الماضي على يد مجموعة من الناشطين وضباط الجيش وطلاب جامعة صنعاء، وحمل فكرة أن يتقدم المظاهرات والمسيرات أو الزحف الآلاف من الشباب والضباط حاملين الورود، في وجه من يطلقون الرصاص والغازات السامة. ويعد من أنشط التكتلات في ساحة التغيير بصنعاء ومحافظات أخرى.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية