العاهل السعودي يطمئن على صحة صالح.. مجلس التعاون يؤكد مواصلة جهوده لحل الأزمة

الأربعاء 15 يونيو-حزيران 2011 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 22557
 
 

كشف مصدر سعودي واسع الاطلاع لـ"العربية.نت" أن صحة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في تحسن مستمر، "بل هي ممتازة"، وأنه ربما يصرح لوسائل الإعلام قريباً .

وحول ظروف وصول الرئيس اليمني إلى السعودية للعلاج، قال المصدر إن فريقاً طبياً سعودياً غادر الرياض إلى صنعاء بعد وقت قصير من وقوع الانفجار في مسجد النهدين بدار الرئاسة اليمنية، حيث كان صالح يؤدي صلاة الجمعة .

وتابع: "سبب الحادث كان وضع عبوة ناسفة تحت منبر مسجد النهدين. وبعد وقوع الانفجار اتصل قصر الرئاسة اليمنية بالحكومة السعودية. وعلى الفور أقلعت طائرة إخلاء طبي تابعة للقوات المسلحة السعودية بفريق طبي كبير. وفي صنعاء قام الفريق بإجراء الإسعافات والفحوص اللازمة، وأبلغ الفريق الطبي السعودي المسؤولين في المملكة أن بقاء الرئيس في صنعاء فيه خطر على صحته، وأن التجهيزات في صنعاء غير كافية. عندها، طلب المسؤلون السعوديون من فريقهم الطبي إبلاغ الرئيس وأسرته ووضعهم في صورة الموقف، وتنفيذ رغبة الرئيس ".

ويتابع: "لم يكن الرئيس راغباً في ترك صنعاء، لكنه اقتنع بعد سماع رأي الأطباء السعوديين، وقرر المجيء إلى الرياض ".

وأضاف المصدر أن طائرة الإخلاء نقلت صالح ومرافقيه، نافياً المعلومات التي ذكرت أن الرئيس اليمني نزل من الطائرة سيراً على قدميه، "بل وصل إلى المستشفى محمولاً وفي وضع صحي حرج، وكانت بادية عليه آثار حروق في الوجه، لكنه استرد عافيته، ويتماثل للشفاء بشكل كبير جداً ".

وأشار إلى أن الرئيس اليمني طلب، قبل يومين، هاتفاً أرضياً مباشراً، وهاتفاً محمولاً للحديث مع الآخرين .

وقال المصدر لـ"العربية.نت" لن نتفاجأ إذا تحدث الرئيس لقناة "العربية" خلال الفترة القصيرة المقبلة .

وعن صحة الأنباء التي ترددت عن الوضع الصحي الحرج لرئيس مجلس النواب يحيى الراعي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي، ونائب رئيس الوزراء للشؤون المحلية صادق أمين أبو رأس، الذين أُصيبوا في التفجير أيضاً؛ أكد المصدر أن وضعهم الصحي "مطمئن جداً ".

وأضاف أن السعودية "استقبلت الرئيس ومرافقيه الذين تعرضوا لحادث تفجير مسجد النهدين، فضلاً عن جرحى من جماعة صادق الأحمر، إضافة إلى عدد كبير من الذين تعرضوا لإطلاق نار من شباب الثورة ".

ويجري علاج الرئيس صالح وأعضاء الحكومة وبعض السياسيين "في المستشفى العسكري بالرياض، وبقية المصابين يتلقون العلاج في مستشفيات حكومية أخرى، فضلاً عن بعض المستشفيات الخاصة ".

 من جانبه أ كد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز على موقف المملكة الداعم ليمن موحد آمن ومستقر، بعد أن اطمأن في اتصال هاتفي على صحة الرئيس اليمني، الأربعاء 15-6-2011 .

وجدد الرئيس اليمني شكره وامتنانه على المشاعر الأخوية الطيبة، وعلى الاهتمام والرعاية التي حظي بها فخامته والمواطنون اليمنيون الذي تعرضوا لحادث تفجير معه أثناء تأديتهم صلاة الجمعة في جامع النهدين بدار الرئاسة، قبل بضعة أيام .

من جهة أخرى، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول المجلس في جدة مساء الثلاثاء، أن المجلس مستعد لاستئناف وساطته في الأزمة اليمنية إذا ما طلب منه الأفرقاء اليمنيون ذلك .

وقال الزياني خلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع إن الدول الأعضاء في مجلس التعاون، باستثناء قطر التي سبق لها وأن انسحبت من الوساطة، "مستعدة دائماً لمواصلة هذه المبادرة إذا طلب منها ذلك كل الأطراف" في اليمن .

ولفت الزياني إلى أن التهدئة التي يشهدها اليمن منذ بضعة أيام إثر تدخل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا تزال سارية، مشدداً على أن مجلس التعاون يتمنى للشعب اليمني "الأمن والاستقرار ".

وكان الشيخ عبدالله بن زايد، وزير خارجية الإمارات ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، أعلن مساء الثلاثاء أن المجلس مستمر في جهوده لحل الأزمة السياسية المستعصية في اليمن .

وقال الوزير خلال الجلسة الافتتاحية لوزراء خارجية المجلس "على رأس الهموم تأتي الأوضاع القلقة غير المستقرة في اليمن (...) وقد بذلنا معاً جهداً كبيراً لنعمل على التوفيق وإصلاح ذات البين، وحتماً ستستمر جهودنا في هذا الشأن دون كلل ".

ووضعت دول مجلس التعاون الخليجي القلقة من تدهور الأوضاع في اليمن خطة لنقل السلطة سلمياً وافق عليها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، لكنه ما لبث أن امتنع عن توقيعها، قبل أن يصاب وينقل إلى السعودية لتلقي العلاج .

وأصيب صالح في الثالث من يونيو/حزيران بقذيفة سقطت على مسجد القصر الرئاسي خلال صلاة الجمعة بحسب الرواية الرسمية. كما أصيب مسؤولون آخرون بينهم رئيس الوزراء، ولقي 11 شخصاً مصرعهم في القصف الذي اتهمت به إحدى القبائل .

لكن مكتب ستراتفور الأمريكي للشؤون الاستخباراتية رجح أن يكون سبب الانفجار قنبلة وليس قصفاً، مشيراً إلى محاولة اغتيال دبرها على الأرجح أشخاص من داخل النظام .

إلى ذلك، قال وزير خارجية الإمارات "هناك قضايا عدة سيبحثها المجلس الوزاري تشمل توسيع عضوية المجلس والبحث عن الطريق الأصوب"، في إشارة إلى انضمام الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون الخليجي .

وكان الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني أعلن الأحد الماضي أن اجتماع اليوم "يكتسب أهمية بالغة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة ومحيطها الإقليمي والدولي، إضافة إلى المواضيع المهمة التي سيتم استعراضها ذات الصلة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، أو في ما يتصل بالقضايا السياسية الراهنة ".

وأضاف أن الوزراء سيناقشون "برنامج تنمية مجلس التعاون وتفعيل العمل الإعلامي إلى جانب التقارير العسكرية والأمنية في إطار منظومة العمل المشترك (...) كما سيستعرضون مجمل الأوضاع والقضايا في المنطقة، خصوصاً تلك التي تهم دول المجلس ".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن