بكاء ورثاء على الـ«فيس بوك» في ذكرى ميلاد الرئيس عبد الفتاح إسماعيل

الثلاثاء 02 أغسطس-آب 2011 الساعة 03 مساءً / مأرب برس – جمعها/ أنيس منصور:
عدد القراءات 19759
عبد الفتاح إسماعيل

نشر الزميل الصحفي نشوان العثماني على صفحته في الـ«فيس بوك», 28/7/2011, صورة للرئيس الجنوبي السابق عبد الفتاح إسماعيل, وكتب «اليوم الذكرى الـ72 لميلاد الرفيق العظيم.. الإنسان الخالد.. تاج النهار عبد الفتاح إسماعيل, رحمه الله», فاحتشدت تعليقات عدد من مواطني الإمبراطورية الـ«فيس بوكـ»ـية.

مباشرة علّق الدكتور عبد الرحمن عبد الخالق «شــــوق الصـــبـــاح إشـــراقـــتـــه شجونك, يمـحي الغسق يمحي الضباب حنينك, تــــــاج الــنـــــهـــار ويــعـشــقــه جــبــيــنــك, الــــهــــام أحـــــلامــــــي بـــــريـق عـيونـك, مخلف صعيــب لكن قليــبي ماهــنــش», وهي أبيات شعرية من قصيدة غنائية كتبها فتاح ذاته في ثمانينيات القرن المنصرم في منفاه بروسيا, ولحنها الفنان الكبير محمد مرشد ناجي الذي كان عضوا في مجلس الشعب الأعلى ممثلًا عن الفنانين في جمهوري اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك.

وعقّب الدكتور سامي عطاء على عبد الخالق «يا هلا بك يا صديقي العزيز شوق الصباح ما لوش طعم من دونك. تحياتي». أما محمد المخلافي فأمنيته «الغد يعود ونصنع اليمن الجديد الحر المحروس بالثورة», فيما قالت الناشطة المدنية حنان محمد فارع «كان رجلًا في زمن الرجال. رحمه الله», قبل أن يسجل الـ«فيس بوك» دخول المشاكس الحسن الجلال كاتبًا «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر».

يضيف باسم محمد الشعيبي «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت», ويرسل الصحفي وائل القباطي «مليون قرنفلة في مزهرية ميلاد الخالد فتاح».

وعاد الجلال المشاكس عاد مرة أخرى ليسأل الزميل العثماني «يا نشوان هل تتفق معي أن للروس يد في اغتياله؟», ويضيف «أما لماذا أرادوا قتله فالأمر كبير وعميق, ولكن كانت دليل على ذكائه وحنكته.. لاسيما وأن (عبد الفتاح لطف) كان يمثل لهم مصدر رعب وخوف بالأخص عقليته الفولاذية التي لم ولن تتكرر».

واقتنص نشوان العثماني بعض الخطأ ليجيب: «الحسن الجميل والرائع والحسن فعلًا, أولًا: اسمه عبد الفتاح إسماعيل, وليس عبد الفتاح لطف», ثم أضاف له رابطًا من موقع «مأرب برس» نقلًا عن موقع «روسيا اليوم» يبيّن تحسر روسيا على فقدان جمهورية اليمن الديمقراطية وفيه اعتراف أحد كتابها بتدخلها في توسيع رقعة الخلاف بين الرفاق في عدن. ولما كان جواب الجلال «أنا قلت تتفق معي أو لا تفق مش ترسلي كتاب أقراه» بعد توضيحه أن عبد الفتاح لطف هو أحد أصدقائه كان يهاتفه أثناء الكتابة, علّق الصحفي أنيس الصبيحي «لا داعي للنبش في الماضي لتنكئة الجراح. يكفينا ما فينا. نريد الرحمات والرثاء والمقارنة بين عمالقة الأمس وأقزام اليوم», وهو ما أعجب ابنة عبد الفتاح إسماعيل «آسيا», ونشوان العثماني الذي كتب «خلاص يا حسن, اسمع نصيحة الرفيق أنيس, وبلاها نبش في الماضي».

قبلها كتب أنيس الصبيحي: «الشاعر والأديب والقائد السياسي والرئيس فتاح صاحب القول (ستظل الكلمة ركيكة المعنى مجزاة الأحرف إن لم تكن من أجل الشعب) نقول له يا فتاح عشت عزيزًا ومت عزيزًا, لكن آه ثم آه لو تعلم كيف ارتقى أولاد اللصوص, بينما أولادك محرومون من كل امتيازات أولاد الرؤساء والزعماء». يضيف «نقول يا فتاح لا قيمة لباقة من الورود فوق قبرك لأن الحكمة تقول: وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة أفضل من باقة كاملة على قبره».

التعليقات توالت, فـ«هافانا سعيد» و«البتول الخليدي» ترحما على فتاح, وكتب يحيى مسعود‏ «رحمة الله على الأحرار من أحبوا اليمن».

وشارك الصحفي ماجد الداعري «رحم الله الراحل بعيدًا عن السياسة والنظريات التي حملها لنا وبشر بها طوال حياته, وتحية عابقة الذكر لروحه الطيبة وفكره الحر والمستنير, والفاتحة على روح الشيوعية العلمية التي كان أفضل سفرائها في الشرق الأوسط كافة وخير من فقهها ونور واستنار بها حينها وجعل منها شرعًا اجتماعيًا مقدسًا حفظ للجميع عدالة ومساواة لم نجد لها أثرًا اليوم في عصر الديمقراطيات العربية المزعومة, ولا نامت أعين الجناة ».

وفي صفحة «آسيا» البنت الأكبر للرئيس فتاح, كتب الدكتور سامي عطاء «ذهب الذين أحبهم ذهبوا, وبقيت وحيداً, أتلو الآيات وأقيم الصلاة وحيداً, لكني ظللت وفياً لذكراهم حتى أولئك الذين غدروا سامحتهم وعفوت عنهم, حتى أولئك الذين خانوا العهد عذرتهم, إنه زمن التسامح والتصالح».

يضيف عطاء «أعتقد يا أختي آسيا لو كان فتاح بيننا لألتقط هذه اللحظة, ولماذا؟ لأن من يتذكر تفاصيل الحوار الذي أجراه الشاعر أودنيس, الحوار الرائع, كان فتاح يمارس فيه النقد الذاتي وبقسوة, وأتذكر فيه بأنه عزا أحد أسباب مشاكل كل الرفاق إلى الأنانية المفرطة, وقال إنها طبيعة بشرية وأنهم ليسوا ملائكة, ولهذا لم ينأ بنفسه عن النقد, كأنه كان يدعو إلى التسامح, لكنه كان تسامحًا في زمن لم يكن فيه إلا الجنون بالجملة, وظلت دعوته يتيمة», يزيد «إنه جاء في زمن استثنائي زمن وصفه الأستاذ أنيس حسن يحيى ليس زمانه, زمن كان يغرد فيه بلبلاً وحيداً بينما نعيق الغربان يملأ الأصقاع. فألف قبلة لذكراه, وألف وردة نفرشها بهذه المناسبة».

ويورد ذو يزن نعمان قصيدة لـ محمود درويش, الشاعر الفلسطيني الكبير:

«قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة/ فاضرب بها اضرب بها عدوك.. لا مفر/ أشلاؤنا أسماؤنا/ حاصر حصارك بالجنون/ وبالجنون/ وبالجنون/ ذهب الذين نحبهم ذهبوا/ فإما أن نكون/ أو لا نكون/ سقط القناع عن القناع عن القناع/ سقط القناع».

وفيما أرسل الصحفي نبيل الصوفي «ألف وردة ووردة», قالت الصحفية سامية الأغبري «أمثال فتاح لا يذهبون.. خالدون في القلب والذاكرة والتاريخ».

وتولى عبد الفتاح إسماعيل (1939 - 1986) رئاسة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية «جنوب اليمن سابقًا» عام 1978, لكنه استقال في أبريل 1980 من جميع مهامه إثر الخلافات التي عصفت بالرفاق في جنوب اليمن, ليعيش في منفاه بالاتحاد السوفيتي السابق في كييف. وعاد إلى مدينة عدن في مارس 1985, قبل أن تندلع أحداث 13 يناير 1986, التي أدت إلى اختفائه في ظروف لا تزال غامضة, فيما قتل فيها عدد كبير من قادة وأعضاء الحزب الاشتراكي اليمني وآلاف المدنيين.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن