قرأه في خطاب صالح من منفاه الصحي

الأربعاء 17 أغسطس-آب 2011 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - محمد العميسي – خاص
عدد القراءات 13111
 
 

طالت فترة المراوغة واشتدت لحظات النزال بين الثوار المطالبين برحيل نظام صالح وبين ما يسميهم الثوار "بقايا النظام " حيث يعتقد الثوار أن النظام لم يتبقى منه إلا القليل من أصحاب المصالح وأصحاب السوابق التي يخافون على أنفسهم من المحاكمة . فقد استقال عدد كبير من أهم قيادات النظام والتحقوا بالثورة فيما يقبع البقية في مستشفيات المملكة بين جريح ومعاق .

وبعد غياب طال فتره تتعدى الفترة التي يسمح بها الدستور اليمني للرئيس بالغياب عن الحكم أطل صالح من مشفى كان يتعافى فيه من إصابات تعرض لها إثر محاولة اغتيال طالت صالح شخصيا في عقر دارة الرئاسي , ورغم التوقعات التي كانت تصبوا إلى أن صالح سيوقع المبادرة محكما للعقل , إلا أن صالح زف كثير من كلمات الوعيد والتهديد لمن يعتقد أنهم السبب الوحيد لتصدع حكمة المترنح منذ سنوات بسبب تفشي الفساد و الاختلالات الأمنية .

صالح وهو يتحدث إلى من سماه الإعلام الرسمي مؤتمر قبائل اليمن بدا وهو يحاول المحاولة الأخيرة في انكسار كبير , فقد أستهل خطابة بالحديث عن الاستعمار وثورات سابقة في محاولة لاستدرار تعاون القبائل الذي طالما صدقوه انه حامي حمى الثورة المعصوم من الخطاء . و كان تعريج صالح لتوضيح أهداف ثورة الشباب التي حصرها قائلنا " أهداف مشروع الشباب والشابات في ساحة الجامعة هو منع الغاز والبترول و الديزل الأتي من مأرب وتفجير أبراج الكهرباء مؤكدا على لفظ الشباب والشابات " وعلى أن الثورة سرقت من قبل من سماهم تجار الأرضي و"المغفرين" للنفط إلى خارج الوطن .

تمسك بطرق ثبت فشلها لإجهاض الثورة :

وفي السياق ربما تلخيص لما حاول القيام به لإجهاض الثورة فقد استنفد الأوراق ولم يعد يثق إلا بمشروع إجهاض الثورة إن صحت التسمية والمكون من " التشويه الأخلاقي للثورة بتهمة الاختلاط المشهورة وكان واضحا في تأكيده المتكرر على إن الثورة ثورة شباب وشابات مع أن لفظ شباب يجمع الجنسين . و محاربة الناس في سكينتهم وربما تمثل هذا في إطلاق النار في الحارات وخاصة عند ظهوره والحصار الاقتصادي المتمثل بمنع النفط القادم من مأرب كما قال والديزل وتفجير أبراج الكهرباء الذي أكدت معلومات أن بعض الأبراج قصفت بصواريخ أرض أرض لا تملكها إلا الحكومة . يعتقد صالح أن ما قام به خلال الأشهر السابقة كفيل بإجهاض الثورة ربما لما بذل من تخطيط دقيق أو مجهود كبير .

حرب الكروت :

صالح الذي لم ينسى أن يعمل على فتح مجال جديد لمحاولات أخيره , أتهم الشباب والمشترك اتهام مبطن بأنهم من قام بحادث النهدين مشيراً إلى ما أسماه تهليل وتكبير واحتفال , إذا لم تكن هذه التعريجات لمجرد السخط من هذا الاحتفال فان صالح يحاول إعطاء مبررات لما يريد القيام به كأخر الكروت التي ربما ينوي اللعب بها فهو يجيد اللعب "بالكروت" كما يحلوا له أن يسميها . لم تخلو الكلمة من كثير من السكتات الغير لطيفة قد تدلل على حجم اليأس الذي يعيشه الرجل الذي يتعرض لضغوط كبيره للتوقيع مقابل ضغوط أخرى توعده بان يضل ملكاً .

صالح برر أيضا حربه على مواطني أرحب باتهامه لهم بما اسماه "الزندنة" وإذا عُرف دورة الكبير في محاولة لصق تهمة الإرهاب في الشيخ الزنداني . فقد أتضح للجميع دون لبس لصق تهمة الإرهاب بالزنداني وحزبه دون استثناء وبشكل صريح . حيث فصل حزب الإصلاح أو من أسماهم الإخوان المسلمين إلى " سلفيين وطالبان وقاعدة " في محاولة لجلب دعم أطراف دولية ربما تخلت عنه مؤخرا . كانت محاولة يائسة له وهو يحاول أن يقنع العالم انه يقاتل الإرهاب . وتبرير حربه على من يراه الند الأقوى سياسياً وشعبيا .

فشل استباقي واستجداء :

وفي خلال كلمته شكر من أسماهم "أصحاب الشرائح المزدوج " وهذا يؤكد الأخبار التي وردت عن أن هناك مجاميع قبليه و مشائخ انسحبوا من المؤتمر بعد أن طلب منهم دعم صالح ويبدوا أن المؤتمر الذي عقد كان بوعود انه سيكون محايداً ولا يستبعد أن يكون بقايا النظام قد أوهمتهم أنها ستسلم الحكم لهم خوفاً على البلد من أن يتسلمه الثوار و حال معرفتهم زيف ذلك انسحبوا .

من جانب أخر كان واضح جدا في خطاب صالح كلمته " العاصمة السياسية الرياض " وهذه الأخيرة محاولة لاستدرار دعم سعودي وارتماء في أحضان الأشقاء طلبا للإبقاء عليه ولو مجرد حاكما بالاسم ومن منفاه الصحي في الرياض .

صالح الذي لا يزال يطلب من ألمانيا وغيرها استقباله للعلاج أراد أن يوصل لخصومه ومؤيديه رسالة أنه متعافي بوقوفه وتلويحه بيده ولو لم يكن في الصالة إلا الكراسي والطاولات . الجدير بالذكر أن صالح تعود كثيرا على استنساخ كل شي في اليمن فمثلا استنسخ بعض الأحزاب فأصبح حزب يدعم الثورة وفي اللقاء المشترك ولديه نسخه خاصة تدعم صالح أيضا اليمن هي الأولى إلم تكن الوحيدة التي استنسخت فيها الثورة فأصبح هناك اعتصام في الجامعة يمثل الشعب و اعتصام في التحرير يمثل على صالح . حتى على صفحات الانترانت ستجد مواقع مثلا مسماه باسم سهيل القناة التي تمثل المنبر الإعلامي للثورة وفي صفحات الفيس بوك مجموعات وصفحات تحمل نفس الاسم يتم استنساخها من صفحات الثوار وكذلك مجلس التشاور الوطني قابله استنساخ أخر وأخيرا استنسخ صالح المجلس الوطني المزمع إعلانه بعد خطاب صالح ربما بساعات .

سبق خطاب صالح حرب شعواء على قرى أرحب من قبل 10 ألوية للحرس وتوغل 40 دبابة وقوات كبيره في قرى بسيطة التعداد وعصية على السقوط وكذالك كان الأمر في تعز التي أجهضت أي تحرك عسكري فيها بسرعة فائقة هذا ما جعل على صالح يعيش حالة اليأس ومحاولة الانتحار والتهديدات المبطنة "بتفخيخ "السيارات والخروج عن أي أخلاقيات أو اعرف وقتل الناس في الطرقات فقد تعودنا من علي صالح انه كلما تكلم على شيء فإنما هو تصريح أو تهديد لخصومه انه سيرتكبه إذا لم يخضعوا له وأكبر دليل على ذلك جمعه الكرامة وعد الشباب بالحماية وأمر بقتلهم وحذر من تقسيم اليمن وسلم المعسكرات للقاعدة والحوثي في محاولة لتصديق نبوءته .

لم ينسى صالح أن يخوف ضعفاء النفوس الذي طالما اعتمد على إرعابهم لدعمه ولم ييأس من الفشل المتكرر لمحاولاته الاستباقية هذه فلم يعد صالح قادر على البقاء أكثر وربما أصبحت أيامه معدودة وإن وحاول إيهام من تخلى عنه أنه سيعود إلي اليمن فكل هذه محاولات يائسة للاستمرار في الحكم ولو لساعات قليله لا أقل ولا أكثر .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن