تأكيد على سلمية الثورة ودور الأشقاء وتلويح بالحسم العسكري

الأربعاء 31 أغسطس-آب 2011 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - محمد مصطفى العمراني -خاص
عدد القراءات 12332

بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك ألقى اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية وقائد الفرقة الأولى مدرع والقوات الموالية للثورة خطابا قدم فيه التهنئة إلى أبناء الشعب اليمني و إلى أحرار وحرائر ساحات التغيير والحرية داعيا الله عز وجل أن يتقبل صيامنا وان يجزينا جميعاً خير الجزاء ووافر الحسنات.

ومن وجهة نظري فإن هذا الخطاب الهام يعد خطابا تاريخيا للواء الأحمر وجدير بالقراءة والتحليل الذي يقف مع ما ورد فيه ويستخرج دلالاته ويستشرف منه الخيارات المستقبلية للثورة اليمنية وفي هذا التحليل محاولة للخروج بذلك.

· إدراك اللواء الأحمر لطول أمد الثورة

أشار اللواء الأحمر عقب التهنئة إلى أن الثورة الشبابية الشعبية السلمية على مشارف شهرها الثامن بعد أن ودعنا شهر رمضان والذي ألهمنا من مدرسته الروحية درس الصبر والمصابرة والثبات على المبادئ الصادقة في مطالب الشعب الحقوقية المشروعة في التداول السلمي للسلطة والتغيير والحرية والمواطنة والمتساوية وهذا يدل على ادارك اللواء الأحمر لذلك التململ الظاهر لدى كثير من الناس من طول أمد الثورة وتأخر الحسم الذي هددت به قيادة الثورة دون تنفيذ مما أتاح لبقايا النظام وقتا مريحا للعمل في إطار محاولة خلخلة الثورة وتفكيك صفوف شبابها وزرع الإشاعات والأراجيف ومحاولات تصفية قادة الثورة والمعارضة والرموز التي أيدتها جسديا ومحاربتهم إعلاميا وأدبيا ونشر البلاطجة وتسليهم ودعمهم.

لقد قال بعض المحسوبين على الثورة أن الحسم السلمي سيكون قبل العيد وانتظر الناس وذهب رمضان وجاء العيد دون أن يرى الناس شيئا وهذا من وجهة نظري يضعف الثورة إعلاميا ويدفع ببعض الناس إلى السخرية والتندر من تصريحات قادة المعارضة التي لا تأخذ منحى جديا في التنفيذ . 

· الإحساس بمعاناة الشعب

وقد تطرق اللواء الأحمر في خطابه إلى المعاناة التي يتكبدها الناس من قطع للكهرباء وافتعال لأزمة الغاز والبترول والديزل وانعدام للمياه ومحاولات لتشويه مظاهر الحياة العامة مثمنا صبر الثوار ومن خلفهم الشعب اليمني وإصرارهم على سلمية الثورة مفندا المزاعم التي يروجها بقايا النظام بان الفرقة الأولى مدرع تقف وراء حادثة جامع الرئاسة واصفا إياها بالمبررات المكشوفة للاعتداء على ساحات الاعتصام والحرية في عموم محافظات الجمهورية والفرقة الأولى مدرع.

· رؤية اللواء الأحمر لقوات الحرس

كما كشف اللواء الأحمر عن المعاناة الشديدة لقوات الفرقة والمنضمين من بقية الجيش للثورة من نقص في الغذاء والعلاوات والمرتبات والامتيازات ضمن عملية مدروسة ومخطط لها من أجل إخضاعهم وإذلالهم لمتطلبات حياتهم وكافة الامتيازات التي كانت تمنح لهم من تحديث واستيراد السلاح صارت لا تمنح إلاّ لبعض وحدات الحرس الذي وصفه اللواء الأحمر ب "العائلي" وهو وصف يستخدمه الأحمر لأول مرة وفي هذا الوصف دلالة على أن اللواء الأحمر أصبح ينظر لوحدات الحرس التي ما تزال موالية لعائلة صالح على أنها جيش خاص بعائلة صالح وأقاربه مثله مثل شركات الأمن الخاصة كبلاك ووتر التي كانت تستأجرها أمريكا في العراق. 

· دور اللواء الأحمر في "محاربة الإرهاب"

وثمن اللواء الأحمر بذكاء ما تقوم به الوحدات التي تحارب القاعدة بأبين وفي مقدمتها اللواء 25 ميكا وهو اللواء البطل الذي أثبت جدارته وشجاعة منتسبيه بما قام به من عمليات بطولية وشجاعة رغم إمكانياتها المحدودة وسلاحها القديم المتهالك واصفا إياها بأنها تقدم صورة رائعة عن أبطال القوات المسلحة والأمن الذين يوفون بما أقسموا به ، بينما الأسلحة الحديثة مكدسة في صنعاء لدى وحدات الحرس العائلي وقوات مكافحة الإرهاب المرابطة في صنعاء والمجهزة للاعتداءات المتكررة على المعتصمين في الساحات مثمنا الدعم اللوجستي الذي تقدمه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية للواء 25ميكا وهو الوحيد الذي يحارب القاعدة من القوات النظامية في أبين ولا يزال محاصراً منذ أكثر من ثلاثة أشهر من قبل عناصر القاعدة المسلحة والمدعومة من قبل عائلة صالح وبتلك الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة والداعمين لمحاربة الإرهاب لتكون أداة لمحاربة القاعدة والإرهاب فإذا بعائلة صالح تصرفها للقاعدة وللمسلحين في مفارقة عجيبة تكشف مدى عبث هذه العائلة بملف الإرهاب.

شكر اللواء الأحمر للسعودية ولأمريكا على ما سماها (مصداقيتهم مع شعبنا اليمني في مكافحة الإرهاب) يثبت بأن المجتمع الدولي قد أدرك مؤخرا تلاعب عائلة صالح بملف الإرهاب وبأن اللواء الأحمر صار في نظر المجتمع الدولي وفي مقدمتها أمريكا والمجتمع الإقليمي وفي مقدمتها السعودية الرجل القوي باليمن والقادر على محاربة القاعدة والإرهاب وفي هذا سحب للبساط من تحت أقدام عائلة صالح التي ابتزت المجتمع الدولي باسم مكافحة الإرهاب ومحاربة القاعدة وهي في حقيقة الأمر تشجع الإرهاب وتدعم القاعدة .

وفي هذا الإطار ذكَر اللواء الأحمر المجتمع الدولي بان انسحاب الأمن وقيادات محافظة أبين أمام المسلحين جاء بقرار فوقي (من صالح شخصيا) مما جعل أبين ساحة مفتوحة للإرهاب واصفا ترك اللواء 25 ميكا محاصراً لهذه المدة بالجريمة التي لا تغتفر وبوصمة عار في حق القيادة .

· القرابة من بقايا النظام لا تبرر الوقوف معهم

وقد فند اللواء الأحمر ما يطرحه أقارب صالح من أن واجب القرابة التي تربطه بهم كانت تحتم عليه الوقوف إلى جانبهم كما يروج لذلك الأمن السياسي والقومي بان اللواء الأحمر شقيق صالح ولن يتركه وأن ما يقوم به هو دور متفق عليه وغيرها من الإشاعات المغرضة وقد وصف هذا الطرح بأنه أضغاث أحلام مؤكدا على أنهم واهمون ضاربا المثل بأحرار سبتمبر من أقارب الإمام لم تمنعهم قرابتهم من الانتصار لمطالب شعبهم من أمثال الفقيد العميد/ يحيى المتوكل وعبد الكريم المنصور ومحمد مطهر وعلي قاسم المنصور وعلي المؤيد وغيرهم الذين كانوا طلائع لثورة سبتمبر يقول اللواء الأحمر : وأنا شخصياً لم تمنعني قرابتي من بقايا النظام من الانتصار لمطالب الشعب وحقوقه ، فانحزت للشعب امتثالاً للحق والحق أحق أن يتبع وإنني أقدس في ضميري الفقه الحر الذي يجيز الخروج على الظالم كائناً من كان وهنا يقدم اللواء الأحمر تأصيلا شرعيا للثورة الشعبية ويكشف عن قناعته (الفكرية) بالخروج على الحاكم الظالم كما هو في المذهب الزيدي.

· تأكيد جديد على سلمية الثورة رغم الاعتداءات

وهنا يعود اللواء الأحمر ليؤكد مجددا تمسكه بالخيار والطابع السلمي للثورة الشبابية السلمية محذرا أبناء الشعب اليمني من محاولات محمومة ومتواصلة لجرهم إلى مربع العنف والاقتتال وهو خيار الذي يسعى إليه أقارب صالح بعد أن تزايدت الضغوطات الدولية والإقليمية لعل الحرب تفرض واقعا جديدا على الأرض وتفرض معه تسوية جديدا فهم قد وصلوا إلى طريق مسدود ولم يبق معهم سوى تفجير حرب شاملة لعالها تكون فرصة لهم للانتقام من الشعب الذي ثار ضدهم طالبا إياهم بالرحيل وهم يرون السلطة ملكا لهم ولذا شرعوا في معاقبة الشعب بقطع الخدمات ورفع سعر المشتقات النفطية والمتاجرة بها في السوق السوداء ويريدون تفجير حرب ينتقمون فيها أولا من اللواء علي محسن الأحمر الذي قصم ظهورهم ومن آل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ومن رموز المعارضة وقادة الثورة وقد كشف اللواء الأحمر عن معاناة قيادة الفرقة الأولى مدرع رغم من الاعتداءات المتكررة على الفرقة ومعسكراتها استشهاد أكثر من ثمانية وثلاثين جنديا ومائة وخمسين جريح وخمسين مختطف من ضباط وصف وأفراد الفرقة لدى الأمن القومي والحرس العائلي وكل هذا يأتي في محاولة جرهم للحرب والقتال بينما يتمسك اللواء الأحمر بالثورة السلمية حقنا للدماء وحرصا على مصالح أبناء الشعب فالدم اليمني يجب أن يصان وأن يبقى غاليا ولقناعة اللواء الأحمر بان الثورة السلمية هي المنتصرة في نهاية المطاف بإذن الله.

· إبراء الذمة أمام الشعب اليمني والعالم

سخر اللواء الأحمر من خطاب صالح وذكره بالعواقب الوخيمة للسخرية من الشعب اليمني الذي حدد مصيره وهدفه بالخلاص من نظامه ناصحا إياه بأن لا يتبع خطوات الشيطان ( يقصد القذافي) صاحب مقولة (سنحارب الشعب من الصحراء إلى الصحراء ومن زنقة إلى زنقة ومن دار إلى دار) وهاهو اليوم يبحث عن جحر يختبئ فيه وهذه النصيحة تحمل في طياتها تحذير واضح لصالح لعله يعتبر ويتعظ.

ورغم إدراك اللواء الأحمر أن صالح الذي وصفه ب "الأخ" أضحى اليوم لا يملك قراراً لنفسه ولا يمكن أن نعول على استجابته لمطالب الشعب لأن القرار أصبح بيد قلة والذين للأسف لا يحسنون تقدير عاقبة الأمور إلا أنه باسم اليمنيين جميعا ناشده أن (يثب إلى الرشد وأن يجنح للسلم وأن يعمل على تجنيب يمننا الحبيب ويلات الحرب والتمزق والشتات ، بدلاً من انصياعه لوسوسة الشيطان وقارعي طبول الحرب البطانة السيئة الذين يزينون له سوءة الاعتداء على الشعب واتخاذ قرار الاعتداء على المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير، ظناً منهم أنهم قادرين على إخماد هذه الثورة وإسكات صوتها فهيهات هيهات أن تتحقق مآربهم ولا يحيق المكر السيئ إلى بأهله) وهنا يبدو اللواء الأحمر كمن يبري ذمته أمام الله ثم الشعب اليمني والعالم ويقدم هذه المناشدة التي أعتقد أنها ستكون الأخير من واقع قراءتي للأحداث.

· تلويح اللواء الأحمر بالحسم العسكري

وقد تمنى اللواء الأحمر على صالح أن يحكم العقل وأن يجنح للسلم ويثب إلى رشده ويترك السلطة سلميا حتى لا يكون مصيره كمصير القذافي الذي يبحث عن جحر يختبئ فيه ملوحا بالحسم العسكري كآخر الحلول فآخر العلاج الكي حين أكد بأن أبناء القوات المسلحة والأمن الذين كانوا ولا يزالون أمل شعبنا اليمني الكريم بعد الله هم من نراهن عليهم لإخراج شعبنا اليمني من محنته التي صنعها المتشدقون بالتداول السلمي للسلطة، مراهنا على دور شعبي مساند للثوار حين قال: واثقين من أن الأحرار الذين فتحوا صدورهم وقلوبهم ومدوا أيديهم لإخوانهم الثوار في طرابلس وفتحوا أبوابها أمام اندفاعهم، هم ولا شك موجودون في صنعاء وكل محافظات الوطن وأرجائه وأن اللحظة التاريخية الحاسمة في مسار ثورتنا المظفرة سيكونون هم صناعها وتيجان مجدها بإذن الله.

· المشروع الراقي للثورة

يؤكد اللواء الأحمر على انه إذا كان مشروع أقارب صالح الساعون للحرب والعنف هو تدمير اليمن وتدمير مقدراته وخلق الفتنة بين أبنائه فإن مشروع ثورة الشباب الشعبية السلمية هو البناء والتغيير والحرية والديمقراطية والأمن والاستقرار والمواطنة المتساوية.

 

· تقدير عالي لجهود شباب الثورة

كما ثمن اللواء علي محسن الأحمر مواقف شباب الثورة الذين يتحدون الموت ويبذلون الدماء في كل ساحات الوطن رفضاً للاستبداد والتسلط والطغيان والفساد وتوقا للحرية والعدل والمساواة واصفاً إياهم بالصخرة التي تتحطم عليها أوهام هؤلاء مؤكدا بأن هدير حناجرهم أقوى من الصواريخ والطائرات والدبابات وطلقات الرصاص.

· انتظار دور إيجابي من الأشقاء

ظهر اللواء علي محسن الأحمر في خطابه بمناسبة عيد الفطر على أن ما يزال مراهناً على دور إيجابي من الأشقاء خاصة في دول الخليج مشيرا إلى أن جماهير شعبنا اليمني الصابر المناضل تتطلع بأمل كبير أن يكون للأشقاء والأصدقاء دوراً إنسانياً يسجله لهم التاريخ من خلال وقفتهم وانتصارهم لمطالب شعبنا عبر تنفيذ المبادرة الخليجية التي حرص الأشقاء والأصدقاء من خلالها على تجنيب اليمن ويلات الحرب الأهلية والاقتتال ، فنحن لا زلنا نراهن على مواقف الأشقاء الأخوية ومواقف الأصدقاء الإنسانية في اتخاذ مواقف حازمة وصارمة أمام تعنت بقايا النظام وهي رسالة واضحة بان الرجل يريد انتقالا سلميا للسلطة ويرمي بالكرة في مرمى دول الخليج لمواصلة الضغط على صالح وأقاربه حتى تنتصر الثورة اليمنية بشكل سلمي فهل وصلت رسالته؟! هذا سؤال سننتظر جوابه في الجهود والتحركات العملية من دول الخليج في المرحلة القادمة خاصة مع تسرب أخبار لم تتأكد بعد عن قبول صالح والمعارضة لمبادرة خليجية معدلة لم تتضح بنودها بعد. 

   
إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية