شهدت اليوم مدينة تعز هدوء نسبي مشوب بالحذر والترقب والخوف بعد يوم دام وقصف عنيف من قبل القوات الموالية للرئيس علي صالح على شارع جمال عبد الناصر أهم مركز تجاري في المدينة خلف 9 شهداء و72 جريحا بينهم 7 أطفال هم ريان عوض الحاج 8 سنوات – والطفل عبد العزيز محمد عبد الجليل 15 سنة – والطفل محمد أحمد مرشد 14 سنة- الطفلة-خديجة محمد ناجي ناصر الشر عبي – ياسين على الزبيدي 12 سنة – أسامة وحيد عبد الله الصنعاني 10 أعوام كما خلف القصف أضرار كبيرا في المباني والمنازل والبنوك الواقعة في شارع جمال بما في ذلك مقر صحيفة حديث المدينة الذي تعرض مكتبها للقصف والاستهداف من قبل تلك القوات.

شــاهد الفيديو 1,,,, 2,,,,,, 3,,,,

وفي السياق نفسه استمر القصف المتقطع حتى وقت متأخر من ليل أمس سقط فيها العديد من الجرحى عندما حاولت قوات من اللواء " 33" معسكر خالد التقدم من جهة الحصب في بير باشا لغرض استعادة مكتب التربية والتعليم الذي سقط في يد الضباط الأحرار ومسلحي القبائل المناصرين للثورة والتي قالت مصادر خاصة لـ" مأرب برس" أنه تم العثور على ما يقارب 172 قطعة سلاح من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بما فيها معدلات 12 / 7 وقذائف نوع" بازوكا" ونوع" R B G " والاستيلاء عليها مما أثار استياء واسعا في أوساط المواطنين المجاورين لمكتب التربية متسائلين هل هذا مكتب تربية لتعليم وتربية الأجيال أم هو معسكر في وسط المدينة والناس لا يعلمون؟

هذا وتعيش مدينة تعز حالة مأساوية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حيث تتراكم أكوام النفايات في الشوارع وتنعدم الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء علاوة على انعدام الغاز المنزلي الذي تباع الاسطوانة الواحدة في الأسواق السوداء بمبلغ 3500 ريال وغير موجودة علاوة على هذا هناك حالة مأساوية لا تقل وصفا عن جرائم حرب في حق الإنسانية وهي عدم وجود ثلاجات كافية لحفظ الموتى والشهداء باستثناء ثلاجة مستشفى اليمن الدولي الذي أصبح مكتظا بالشهداء والموتى أو ثلاجة مستشفى الثورة العام والذي تحول إلى ثكنة عسكرية ومكان للموت تقصف منه الأحياء السكنية وساحة الحرية والمواطنين المارة في الشوارع.

وفي هذا الصدد بدأت جثث شهداء يوم أمس الأربعاء 2 / 11 / 2011م بالتحلل في المستشفى الميداني الواقع داخل مستشفى الروضة بتعز وذلك لعدم وجود الإمكانيات الكافية في المستشفى والامتلاء ثلاجة مستشفى اليمن الدولي بالشهداء من الأسبوع الماضي تأريخ 25 / 10 / 2011م ولرفض أهالي الشهداء نقل جثث شهدائهم إلى ثلاجة مستشفى الثورة العام بتعز خوفا من توسع مأساتهم أكثر فأكثر مما اضطر القائمين على المستشفى الميداني بالتعاون مع مستشفى الروضة إلى توفير ثلاجات عادية تستخدم لحفظ اللحوم لاستخدامها مؤقتا لحفظ جثث الشهداء بعد أن بدأت بالتحلل وخروج روائح كريهة جدا منها حتى أيجاد الحلول المناسبة صحيا لذلك 

هذا وقد ناشد المستشفى الميداني الذي يعاني من شحت الإمكانيات وتراكم الديون عليه والتي تصل إلى ما يقارب 200 مليون ريال للمستشفيات وشركات الأدوية أصحاب الضما ير الحية والقلوب الرحيمة والمحسنين وفاعلي الخير والمنظمات الحقوقية والإنسانية ومنظمة الصحية العالمية لمد يد العون للمستشفى وللضغط على هذا النظام من أجل أخلاء مستشفى الثورة العام من الثكنة العسكرية للقيام بأدواره المنوطة بها في خدمة المواطن.

إلى ذلك شهدت المدينة صباح اليوم مسيرة حاشدة نددت من خلالها المتظاهرون بأعمال القصف التي تتعرض له المدينة ليلى نهار وطالبوا برفع الغطاء عن الرئيس صالح وأركان نظامه كما طالبوا أيضا بسرعة إحالة ملفه إلى محكمة الجنايات الدولية لتقديمه كمجرم حرب على الجرائم التي قالوا أنه يرتكبها في حق المدنيين في عموم محافظات الجمهورية وجددوا مطالبتهم في سرعة الحسم الثوري وتخليص اليمن من هذا النظام الذي وصفوه بالنازي بحسب هتافاتهم.

دورها أصدرت نقابة خطباء اليمن فرع تعز بيان مشابه جاء فيه : فقد آلمنا وأحزننا أشد الألم والحزن ما حصل في مدينة تعز الغالية من قصف همجي وعدواني قامت به فلول النظام العائلي البغيض منذ صباح الأربعاء السادس من ذي الحجة الحرام أحد الأشهر الحرم المعظمة عند العرب أصحاب المروءة في الجاهلية والإسلام . وقد تمثل هذا العدوان البغيض في إطلاق قذائف كثيرة ومرعبة وبأنواع مختلفة من السلاح الثقيل من دبابات ومدفعيات وقاذفات، على منازل المواطنين وأحيائهم وشوارعهم وعلى بعض المنشآت الحكومية والخاصة والبنوك والتجمعات السكنية، وأدى إلى مقتل 9 شهداء على الأقل من المواطنين الآمنين، وجرح العشرات في بيوتهم وأماكن عملهم، وإخافة النساء والأطفال والأمراض وكبار السن، وإيقاف الحياة الطبيعية في وسط المدينة، وخاصة حي المسبح وشارع جمال وشارع التحرير وحي الموشكي وحي الروضة وساحة الحرية وما جاورها من أحياء وشوارع.

وتابع البيان : إننا إذ ندين هذه الاعتداءات الآثمة لندعو جميع المسلمين وأبناء شعبنا اليمن، وخاصة أهل مدينة تعز أن يرفعوا أكف الضراعة لله المنتقم الجبار أن يخلص هذا البلد من هؤلاء المجرمين الآثمين الممسكين بزمام الأمور وينتقم منهم، وأن يبدلنا خيرا منهم ممن يخاف الله عز وجل ويسعى في مرضاته، وأن يجعل بلدنا هذا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، إنه سميع مجيب .

من جانبها أصدرت أحزاب اللقاء المشترك بتعز بيان ثالثا ندد فيه باستباق قوات الحرس الجمهوري لعيد الأضحى بمذبحة طالت المدنيين في المحافظة، وقالت بأن هذه القوات قامت بقنص المارة من الثكنة المتمركزة في مكتب التربية وقصفت مدينة تعز بالكاتوشا والمدافع والدبابات بمشاركة السلطة المحلية الذي هدد أمينها العام قبل يومين باستخدام مزيدا من القوة.