آخر الاخبار

صنعاء: موارد دار رعاية الأيتام تقدر بالملايين شهريا والإهمال والفساد يطالان حتى لوحته التعريفية..تحقيق مصور

الإثنين 12 مارس - آذار 2012 الساعة 11 مساءً / مأرب برس – خاص – صنعاء – جبر صبر
عدد القراءات 8534
 
جانب من اعتصام طلاب دار الايتام امام بوابته

نفذ طلاب دار رعاية وتأهيل الأيتام اليوم الاثنين اعتصاماً احتجاجياً أمام مقر الدار بشارع تعز بالعاصمة صنعاء، للمطالبة بحقوقهم المعيشية ورحيل مدير الدار ومن وصفوهم بالفاسدين في الإدارة. وسط تأكيدهم على تجديد اعتصامهم غداً الثلاثاء أمام دار رئاسة الوزراء لذات المطالب.

وقالت مصادر مطلعة لـ(مارب برس) ان الطلاب سبق وان اضربوا عن الدراسة قبل أن يخرجوا لتنفيذ اعتصامهم بالشارع الرئيس أمام مقر الدار، رافعين لافتات تطالب برحيل مدير دار الأيتام وبقية مدراء الدار، كما هتفوا مطالبين قيادة السلطة في أمانة العاصمة بحقوقهم التي لخصوها في لافتات رفعوها على بوابة الدار تمثلت في(الوجبات الغذائية، المصروف الجيبي، الملابس، القرطاسية، النفقات التشغيلية).

وناشد الأيتام رئيس مجلس الوزراء- محمد باسندوه بتشكيل لجنة تقصي الحقائق للنزول الى الدار للإطلاع على وضعه وظروفهم المعيشية، وكذا الإطلاع على مبنى الدار الذي يعاني من إهمال متعمد، والسعي لإنقاذه من المحاولات التي تتم سرا لتسريح الطلاب والاستيلاء على مباني الدار.

 وقام أيتام دار رعاية الايتام بعد ان انتهوا من اعتصامهم ظهر اليوم بوضع اللافتات المطلبية التي كانوا رفعوها على بوابة وسور الدار للمطالبة بحقوقهم المهدورة عليهم من قبل مسؤولي دار رعايتهم.

وشددوا في مطالبهم بالتحقيق مع المسئولين عن اختفاء حقوقهم منذ أربع سنوات، والمتعلقة بالتغذية ومصاريف وملابس وغيرها، كما طالبوا بتغيير الكادر التعليمي، وإعادة تأهيل الدار الذي يقولون أن الإدارة الحالية تعمدت في إهماله".

وقال مانع العليبي احد طلاب الدار المعتصمين في حديثه لـ"مأرب برس "ان هذا الاعتصام يأتي بعد ان قررت اللجنة الطلابية ترحيل مدير الدار ومدير المدرسة، بعد اعتصامات سابقة لذات الطلاب والمطالب، حيث قاموا بتنفيذ مظاهرتين بمجلس الوزراء، ولم يستجاب لمطالبهم".

وأضاف : منذ أربع سنوات والدار بدون تغذية والسكن في تدهور، والصحة متدهورة، كما ان الملابس غير متوفرة، وكسوة العيد، حتى ان الأيتام في احد الأعياد لم يجدوا كسوة فلبسوا الزي المدرسي".

وأشار العليبي إلى عدد من مطالب الأيتام إضافة إلى معاناتهم جراء تعسفات إدارة الدار بحقهم التي قال أنها تتمثل في قيامها: بتضييق الخناق على الطلاب، حيث قامت بإغلاق باب التسجيل والالتحاق بالدار، كما قلصت عدد الطلاب الى 1000 طالب بعد أن كانوا 2500 طالب".

وتابع حديثه بالقول:" تم تسريح 1500طالب يتيم، ولا نعرف أين مصيرهم حيث اختفوا فجأة، لا سيما وهم أيتام"، وتساءل:"لاندري هل استمروا في دراستهم بأماكن أخرى وهل التحقوا بأعمال أم أنهم أصبحوا في بطالة وربما يعيشون بظروف معيشية صعبة".

وأشار مانع : الى ان هناك أساليب تستخدمها إدارة الدار.حيث قال: انها "من فوق" لتطفيش الطلاب نظراً للموقع الاستراتيجي للدار، ربما يسعون لأخذه بعد تسريح كافة الأيتام منه".حسب قوله.

أساليب تطفيش الأيتام:

وتتمثل تلك الأساليب حسب مانع باقحام الطلاب مع الداخلية وأقسام الشرطة لأبسط مشكلة يقوم بها أي منهم حيث يقول:" فإذا ما حدثت أي مشكلة بسيطة يحيلوها لقسم الشرطة، مع أن المفترض ان تحال لإدارة الدار لحلها، ويقوموا على إثرها بفصل الطالب مباشرة مهما كانت بساطة المشكلة"، ويعتبر مانع ذلك أهم أسباب تقليص الطلاب من دار الأيتام.

ويضيف مانع العليبي" الى ما قبل أربع سنوات كانت أمورنا جيده وكنا "مرتاحين" عندما كان الدار تابعاً لوزارة التربية والتعليم، الى ان تم تحويل الدار تابعاً لأمانة العاصمة ومجيء المدير الحالي فساء حالنا، فعند متابعة أمانة العاصمة للمستحقات يماطلوا ويقولوا انها على وزارة التربية، وهكذا حتى تضيع حقوقنا وساءت أحوالنا".

وقال طالب متخرج رفض ذكر اسمه في حديثه لـ"مأرب برس": في الدار مأساة كبيرة ابتداءً من الموظف الصغير وحتى المدير، فعندما يأتي لا يريد من عمله القيام بواجبه او العمل الإنساني، وإنما يراد منه كسب المال والمعيشة".

وأشار إلى أن : في الدار مدرسين تجاوزت أعمارهم الأربعين والخمسين عاماً، ولم يعد بإمكانهم تقديم شيء، لكن لا زالوا في الدار".وأضاف: نشعر بالأسى والحزن على زملاءنا الذين لا زالوا في الدار لمعاناتهم، حيث تقلص عددهم مؤخراً الى 200 طالب، لتقوم الإدارة بتفريغ احد مباني السكن الكبيرة، و نخشى أنهم بتقليصهم لعدد الطلاب وإفراغهم لمباني السكن يقومون بالاستيلاء على مقر دار الأيتام بشكل عام واستخدامه لأغراض أخرى".

تقطيع أشجار الدار وبيع حافلته الخاصة "ووايت" النقل

وذهب من جانبه زميله مكرم الصبري احد طلاب الدار في حديثه لـ"مأرب برس" إلى القول:" لنا أربع سنوات ساكتين على حقوقنا ومن يطالب بحقه يتحول غريم"، مشيراً الى ان الأيتام أقاموا اليوم إذاعة طابور الصباح حول مطالبهم وحقوقهم"، مضيفاً: ان الدار يعاني من إهمال وتسيب حيث باعوا الباص الخاص و"وايت"نقل الماء وأغراض الدار، كما تم تقطيع أشجار فناء الدار، وأهملت سرائر الطلاب في السكن".

وقال الصبري" قبل اسبوع خرجنا باعتصام الى أمام دار رئاسة الوزراء، وابلغونا ان باسندوه رئيس الوزراء سيقابلنا إلا ان ذلك لم يتم، وقابلنا وزير التربية ووعدنا بحل مشكلتنا خلال أسبوع لكننا بانتظار ذلك ولم يتم".

فيما ذهب بعض الطلاب إلى اتهام مدير الدار بالتواطؤ مع الفاسدين في الدار لأنه ليس المتحكم الوحيد بحقوقهم كماقالوا ، مؤكدين أن المسؤولية وراء ضياع كل حقوقهم وشئون الدار وإهماله تقع على عاتق أمانة العاصمة، وقالوا أم "هناك جهات هي من تسعى لوضع خطة لتطفيش الأيتام بغية الاستيلاء على مبنى الدار ومساكنه ومساحته الواسعة".حسب قولهم.

ولمعرفة رد مدير دار رعاية الأيتام محمد الشامي وأخذ تعليقه على تلك التهم الموجهة اليه، حاول المحرر الاتصال به لأكثر من مرة غير ان جواله ظل في كل مرة مقفلا.

موارد بالملايين تتبخر:

ويشكو طلاب الدار من سوء التغذية التي تقدم لهم، رغم أن عددهم كما يؤكدون قد قل بمسبة كبيرة عما كان عليه من قبل،في حين يتهمون إدارة الدار بإهدار موارد تقدر بالملايين.

وقال موفد مأرب برس إلى الدار أن مظاهر الإهمال فيه تتجلى في محتوى بعض مرافقه، حيث أكد أن الحمامات ظهرت بصورة سيئة وهي مكسرة مهدمة، فيما بدت أكثر الأشجار الكثيفة التي كان يمتلئ بها فناء الدار من قبل بصورة مقطعة ، مشيرا إلى مظاهر الإهمال تبدو جلياً عند أول مدخل للدار إذ أن اللوحة التعريفية على البوابة الرئيسة لا تليق بمثل هكذا دار في حين قال أنها كانت مكسرة هي الأخرى.

وأوضح الموفد أن دار رعاية الأيتام الذي يعتبر غنياً بعدد من الموارد المالية سواء فيما يصله من تبرعات من مختلف الجهات ورجال الأعمال الخيرين، أو مايتعلق بموارده التي منها المحلات التجارية التابعة له والتي تقع على سوره وتتكون من طابقين تقدر إيجاراتها الشهرية بالملايين، حيث أكد انه سبق وأن تم توقيع عقد مع احد المستثمرين لإنشاء تلك المحلات، إلا ان فترة العقد المذكورة انتهت، ويبقى مصير تلك الملايين مجهولة.

جانب من مظاهر الاهمال في فناء الدار

مظهر للاهمال الذي طال حتى لوحة التعريف بالدار

طلاب الدار يرفعون لوحة مطالبة بمستحقاتهم

جانب من الاهمال الذي وصل لمطابخ الدار