الإعدامات في إيران تتصاعد بشكل مخيف و 50 حالة خلال الشهر الجاري إنقسامات وخلافات حادة تعصف في حكومة الإحتلال الإسرائيلية وقد تقلب موازين المفاوضات على الهدنة جيش روسيا يواصل التقدم والزحف ورئيس أوكرانيا يعلن عن هجومًا أوسع نطاقًا احتدام الصراع الرئاسي بين ترامب وبايدن واتهامات بالخرف والمخدرات والقادم أعظم أول دولة عربية تعلن سداد جميع ديونها إلى صندوق النقد الدولي الطيران الإسرائيلي ينفذ عمليات اغتيال ثاني لقيادة كبيرة خلال 24 ساعة ومأرب- برس يرصد جانب منها مواصفات هاتف Galaxy M35 الجديد من سامسونغ دولة عربية تعلن سداد جميع ديونها إلى صندوق النقد الدولي موسم غير مسبوق.. رقم قياسي يدخل باير ليفركوزن تاريخ الدوري الألماني أول تعليق من البنك المركزي حول خروج مبالغ مالية عبر مطار عدن دون علم البنك بها
للمرة الأولى، ومنذ سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/ أيلول الماضي، خسر الحوثيون معركة من نوع آخر وتختلف عما يعرفونه من معارك، كان طرفها الثاني نشطاء حقوقيين وصحفيين وشباب عزل سلاحهم الوحيد هو النشر في مواقع التواصل الاجتماعي.
القصة بدأت حين ذهب مسلحوا جماعة "انصار الله" (الحوثي) للسيطرة على منزل تملكه مطلقة رجل الأعمال الشيخ حميد الأحمر في حي الأصبحي (وسط العاصمة)، عصر الإثنين 22 ديسمبر/ كانون أول الجاري، بحجة أن البيت هو ملك لخصمهم السياسي حميد الأحمر الذي يستولي الحوثيون على عدد من منازله وأملاكه منذ سيطرتهم على العاصمة، فيما هو يتواجد خارج البلاد.
أسرة المرأة رأت أن أي قوة لن تكون قادرة على منع المسلحين الحوثيين من السيطرة على المنزل، بما في ذلك الدولة التي وقفت عاجزة أمام حالات مماثلة، إلا أن بعض الأسر في بعض الحالات استنجدت بالقيادي في جماعة الحوثي والناطق باسمها في مؤتمر الحوار الوطني (علي البخيتي) الذي نجح بالفعل في إعادة بعض البيوت لأصحابها من أيدي مسلحي جماعته، لتقرر الأسرة الاستنجاد به أيضا.
وروى علي البخيتي، وهو شاب محامي (30 عاما)، من محافظة ذمار (وسط)، الواقعة في مقال كتبه لاحقا، مشيرا إنه بعد اتصال الاستنجاد من أسرة المرأة ورغم مشاكله مع جماعته ومستقبله السياسي، غلب عليه الانتصار للقيم الإنسانية، مهما كلفه الأمر.
ويكمل البخيتي روايته للأحداث موضحا أنه أخذ سلاحه الشخصي وبعض مرافقيه وتوجه بهم إلى المنزل لمنع اقتحامه.
الجانب الأكثر إثارة في تلك الحادثة ما تم لاحقا عندما تواصلت مع رئيس تحرير صحيفة الشارع اليومية (نايف حسان)، الذي سريعا بنشر قصة مطلقة الشيخ حميد الأحمر على صفحته في "فيسبوك"، مصحوبة بصورة للقيادي البخيتي وهو بسلاحه الشخصي في غرفة حراسة المنزل، حصل عليها من أحد أقرباء المرأة عبر تطبيق "الواتس آب" للمحادثة على الهواتف الذكية.
تداول القصة والصورة التي نشرها الصحفي نايف حسان المئات والآلاف من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت إدانات واسعة لما تقوم به جماعة الحوثي، التي تعاطت قيادات منها عبر ذات المواقع بالنفي والتشكيك في القصة في بداية الأمر.
في هذه الاثناء تداعى شباب وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع دعوة أطلقها الكاتب والروائي محمود ياسين، على صفحته في "فيسبوك" للذهاب إلى المنزل لحمايته بالصدور العارية.
لاقت الدعوة صدى لدى قيادات الحوثي التي بادرت إلى سحب المسلحين من محيط المنزل قبل وصول ياسين والمجموعة الأولى من الشباب في الساعة الثالثة فجر الثلاثاء بالتوقيت المحلي، والذين التحموا بالبخيتي الذي كان نائما في غرفة الحراسة.
في غضون ذلك، نشر القيادي في جماعة الحوثي وعضو مكتبها السياسي، حسين العزي، على صفحته في "فيسبوك" اعترافا بالواقعة مع إدانة لها إلا أنه نفى أن يكون المسلحون المحاصرون للمنزل يتبعون جماعته، الذين وصفهم بأنهم "بلاطجة" (معتادو الإجرام) يريدون تشويه صورتها، في إشارة إلى أنهم قد يتبعون الرئيس السابق علي صالح، وهو أمر تهرب إليه قيادات الجماعة في تبرير أفعال مسلحيها في العادة حين تواجه بإدانات واسعة.
القيادي علي البخيتي رد في مقاله على ما ذكره العزي قائلا: "أريد أن أهمس في أذن صديقي حسين العزي بأن المسلحين هم يتبعون جماعة الحوثي فعلا، إلا أن الذنب هو ليس ذنبهم وإنما ذنب تلك القيادات التي أعطتهم الأوامر باقتحام المنزل، والخطأ الأكبر من ذلك هو نهج استلاب منازل الخصوم السياسيين الذي يجب أن يرفض قطعيا من قبل الجماعة".
وعند الفجر تلقى البخيتي، وعودا وتطمينات هاتفية من قيادات في جماعته بعدم اقتحام المنزل، ليقرر المغادرة هو والشباب الذين التحقوا به مع الكاتب محمود ياسين، (كي لا يتحول الأمر إلى قضية تصفية حسابات سياسية مع الحوثيين)، بحسب مقاله عن القضية.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتراجع فيها مسلحو الحوثي عن اقتحام منزل تحت ضغط مدني وحقوقي استخدم في المواجهة "سلاح النشر الاجتماعي".
ويقول الكاتب محمود ياسين، لوكالة الأناضول : "أثبتنا أننا بمدنيتنا وانتصارنا للحقوق والحريات أننا أقوى من كل الجماعات المسلحة وإرهابها الممارس على المجتمع، وأرى أن يتطور الأمر إلى حركة اجتماعية لحماية المنازل الأخرى التي قد ترغب جماعة الحوثي في الاستيلاء عليها."
ويضيف: "من المبهر حقا أن يكون أول انكسار للمليشيا المسلحة هو أمام فعل مدني أعزل. حين لا تكون الدولة قادرة على حمايتهم من الجماعات المسلحة يمكن للمدنين أن يفعلوا ذلك."
أما الصحفي نائف حسان، صاحب مبادرة نشر الواقعة عبر "فيسبوك" فيقول إنه "حين يتعلق الأمر بالنساء قد تشعر القبائل بالاهانة إن قيل إنها لم تعد قادرة على حماية نسائها، إلا أنه يرى أن آل شرهان (قبيلة صاحبة المنزل) يجب أن لا تشعر بذلك، لأنهم أتاحوا الفرصة لعلي البخيتي ليحل الأمر وديا."
ويرى حسان، في حديثه لـ"الأناضول" أن "النضال المدني السلمي هو الأجدى والأقل كلفة مع الجماعات المسلحة التي ثبت أنها تهاب ذلك بالفعل وتتراجع أمامه."، مشيرا أنه يتفائل بما حدث على الرغم من قتامة المشهد السياسي في اليمن.