الحوثي.. خسائر فادحة في أقل من 8% في مأرب .. فيما تسيطر القبائل على 90% من المحافظة

الجمعة 08 مايو 2015 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - GYFM
عدد القراءات 6225

على أطراف محافظة مأرب مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى. تشتد المعارك وتزداد ضراوة يوم بعد يوم مع تقدم المقاومة وتقهقر الحوثيين ولا تخلو جبهات المواجهة من كر وفر وهجوم مباغت أحيانا.

تقارير ميدانية تتحدث عن احتدام المعارك واقتراب نقاط التماس لتصل أحيانا إلى 15 مترا كمتوسط في أغلب المواجهات وتصل أحيانا إلى حد الالتحام. توصف المعارك في مارب منذ اندلاعها بأنها حرب مجنونة.

تتكون محافظة مأرب إداريا إلى 14 مديرية، "المدينة" ومديرية "وادي عبيدة" هي أكبرها كثافة سكانية، تليهما مديرية "حريب والجوبة" جنوبا، بالإضافة إلى مديريات "جبل مراد، ماهلية، العبدية، رحبة" جنوبا، و"بدبدة، صرواح، حريب، القراميش" غربا، و"مدغل، مجزر، رغوان" شمالاً.

شهدت مناطق شمال مأرب وتحديدا مديرية "مجزر" معقل قبائل "الجدعان" بدايات الحرب الأولى مطلع رمضان من العام المنصرم، واستمرت ما يزيد عن شهرين، تدخلت على إثرها وساطة قبلية أفضت إلى عودة كل من: القبائل والحوثيين إلى أماكنهم قبل المواجهات. عادت القبائل وكما هي العادة: نكث الحوثي وتمدد حتى مديرية

"مدغل" قبيل احتلال صنعاء تماماً.

تلك الأفعال حسب مصادر GYFM دفعت قبائل مأرب للعسكرة في منطقتي "نخلا والسحيل" وتوافد أبناء القبائل إلى تلك المناطق منذ أغسطس 2014 حتى يومنا هذا. ولعل خطوة كهذه قضت على حلم الحوثي بالدخول الى مدينة مأرب تماماً.

"قانية" منطقة تماس بين محافظتي مارب والبيضاء من جهة جنوب شرق مارب، وهي ذات المنطقة التي حاولت مليشيا الحوثي التسلل على حين غرة إليها بواسطة شيخ قبلي من البيضاء. وفي "قانية" جرت معارك طاحنة منذ 19 مارس، واستمرت 11 يوما انسحب الحوثي بعدها خلسة من تلك المواقع بعد ضربات موجعة من القبائل، مدركا أن الفرار بما تبقى من آماله ربما أفضل الخيارات. ذلك ما جاءت به الأخبار والتقارير من واقع الحدث، إذ بلغ قتلى الحوثي بحسب مصادر إعلامية 153 قتيلا و25 أسيرا، وإعطاب وتدمير دبابتين و 3 مدرعات وإحراق 4 أطقم واستولى القبائل على 7 أطقم، ومثلت هذه الصفعة وهذه المنطقة الحدودية "قانية" كابوسا لدى المليشيا حسب اعتراف أحد مقاتلي الجماعة.

حاول الحوثيون الدخول من جهة حريب الحدودية مع محافظة شبوة جنوب محافظة مارب، لكن القبائل تصدت لهم في منطقة بيحان "شبوة" وأجبرت المليشيا على مغادرة معظم المناطق بعد خسائر كبيرة جداً لها.

تبقى مارب إذا جبهة عصية، لا يجرؤ الحوثي على فتح جبهة مباشرة فيها، فكان الطريق الأقرب من وجهة نظر المليشيا الاستفادة من موالين لها من أبناء المناطق. وأفادت التقارير أن مجموعة من هذه المليشيات تسللت بأسلحتها الشخصية إلى مدينة "حريب" بحماية شخصيات موالية للجماعة سلاليا، حال دون مواجهة القبائل حتى لا يكون الصراع "قبلي قبلي". لكنهم حين قررت المليشيات التقدم، تصدت القبائل وعلى رأسها قبائل مراد وقبائل عبيدة وأوقفت أي تمدد لهم، وبلغ قتلى الحوثيين ما يقارب 80 شخصا.

"هيلان" هو أحد أكبر جبال مارب وفيه تتركز ثروة كبيرة من المعادن وأحجار البناء والزينة. تسللت إلى هيلان عناصر حوثية من أبناء قبيلة "جهم صرواح" لكن رجال القبائل تبعتهم، وفشلت محاولة وساطة قبلية في احتواء الموقف! فاندلعت في 12 أبريل الماضي اشتباكات عنيفة جدا، وبتشكل "المقاومة الشعبية" وتوحد جبهاتها، تجرع الحوثي ويلات فتح هذه الجبهة. قدرت إحصائية ميدانية غير رسمية عدد القتلى حتى هذه اللحظة بـ 250 قتيل، 42 أسير، إحراق 9 أطقم، 4 دبابات وإعطاب 3 أخرى، إحراق عربتين، والاستيلاء على هاون، 5 أطقم وعربة و 3 دبابات.. وما تزال الاشتباكات مستمرة حتى يومنا هذا.

هزائم كبيرة تكبدها الحوثيون في "صرواح" دفعتهم لفتح جبهة أخرى لتخفيف الضغط في صرواح، من خلال استفزاز ما تسمى لدى القبائل بـ "مطارح نخلا"، لكن المقاومة استطاعت خلال يوم واحد فقط إعادة الحوثيين، بل وأفقدتهم حسب مصادرنا مواقع كانت تحت سيطرتهم منذ ما يقرب من عام.

سيطرت "المقاومة الشعبية" على "مدغل" وثلتي "مجزر" واستعادت عددا من المواقع منها موقع "محي" و"الجميدر" وأحكمت الحصار على معسكر "ماس" التابع للحرس الجمهوري سابقا والذي كان يديره نجل الرئيس المخلوع صالح.

بعد ذلك وتبعا لاستفزاز مطارح نخلا استطاعت المقاومة خلال المواجهات السيطرة على وادي "حلحلان" وموقع حلحلان، واستعادة موقع "الخزان" وقطعت كل الطرق المؤدية إلى معسكر ماس من جهاته الثلاث. ثم قطعت الطريق الرابط بين معسكر ماس و"المحجزة"، وبين ماس ومركز مدينة صرواح الذي كان يمثل خط إمداد المليشيا، كما تمكنت الأسبوع الماضي من السيطرة على موقع الخزان الاستراتيجي لتقطع ارتواز المياه الوحيد عن المليشيا التي بداخل معسكر ماس، وفشلت كل محاولات وهجمات المليشيا في استعادته، بل تقدمت في 4 مواقع في جبهة "مجزر" وما تزال المواجهات على أشدها كونها تسيطر على الشريان الاقتصادي المؤدي إلى صنعاء، وخسر فيها الحوثيون ما يزيد عن 80 مقاتلا وتم أسر 15 آخرين و 6 أطقم ودبابتين وأحرقت المقاومة 4 أطقم، وأعطبت دبابتين ومدرعة.

وبناء على خارطة الصراع الموضحة آنفا فإن "المقاومة الشعبية" تسيطر على 90% من إجمالي المساحة الجغرافية لمأرب، كون الحوثي لا يحظى بأي قبول وسط هذه القبائل بسبب تماسكها، ولم يستطع تكوين أية حاضنة شعبية، وهو ما كلفه الكثير وما يزال يدفع الثمن.