آخر الاخبار

«القاعدة» في اليمن.. استعراض وخلط للأوراق

الثلاثاء 27 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس - البيان - صلاح قعشة
عدد القراءات 2688

لا يمتلك تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن أي مشروع سياسي أو اجتماعي، ولكنه يجيد اللعب في الفراغ، في حين يبدو الحديث عن خلاص حقيقي ومكتمل من تنظيم القاعدة، وسائر الجماعات المتشددة، أمراً مستبعداً في ظل ما يعيشه اليمن من أوضاع متأزمة بسبب الجرائم الحوثية، وحالما يكون هناك دولة سنبدأ بالحديث عن يمن بلا إرهاب.

ويعتقد، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد عبيد الجمحي، بأن تنظيم القاعدة يمر بأسوأ أحواله، وأنه رغم ما حققه من انتشار على الأرض، مستغلاً تدهور الأوضاع في كافة المجالات، السياسية والأمنية والاقتصادية، وحالة الفوضى العارمة التي يعيشها اليمن، إلا أن التنظيم يعيش حالة إخفاق شديد، وأن هذا هو واقعه على الأرض.

وأوضح بأن قياداته تم قتلها على التوالي وفي مدة قصيرة، وسقط الكثير من عناصره قتلى أيضاً، بواسطة الطائرات من دون طيار، وهي هزيمة أوجعت التنظيم، رغم ان الحرب عليه ليست محلية، بل أميركية، حيث تغيب الدولة، وإنه ورغم أن الحرب من الجو لا تحقق نصراً كاملاً وقدرتها محدودة، إلا أن التنظيم لم يخسر كخساراته خلال المدة القليلة الماضية.

مساع تبوء بالفشل

وأضاف الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية بأنه ومنذ عام 2011 واندلاع الثورة الشبابية السلمية، يحاول تنظيم القاعدة الظهور كلاعب له أهميته في الساحة اليمنية، لكن كل مساعيه باءت بالفشل، وعاد لممارساته باستهداف منتسبي الجيش والأجهزة الأمنية، وهي لعبته التي يجيدها، وتدعمه فيها أطراف لها مصالحها في التخلص من تلك القيادات والشخصيات الأمنية. وأوضح الجمحي، بأن تنظيم القاعدة أدرك أنه لا يستطيع بناء أي تحالفات مع القوى الوطنية، ولا حتى على المستوى الشعبي، كون أجندته تتناقض تماماً مع كل من سواه، وان كان مستوى العداوة تتباين أولوياتها في أجندته.

محاولات للتودد

وقال بأنه ورغما عن بدئه بمحاولة إرباك المشهد والظهور بمظهر الحريص على الشعب المظلوم، وتقديمه خطاباً عاطفياً يتحدث فيه عن المظالم والحرية، وبتبديل اسمه من «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الى تسميات يدغدغ فيها المشاعر كـ«أنصار الشريعة» و«أبناء حضرموت»، إلا أن محاولات التودد تلك، باءت بالفشل، فتفاجأ التنظيم بخروج الناس في حضرموت بتظاهرات تطالبهم بالرحيل عن مناطقهم، ليعيشوا بسلام.

 

وأوضح الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية: ان «القاعدة» يسعى لإبراز نفسه كطرف اكثر اعتدالاً مقارنة بتنظيم «داعش» بقيام التنظيم باستنكار عمليات تفجير المساجد التي تبناها «داعش»، وتوقف إصدارات «القاعدة» التي كانت تنشر فيها عمليات قتل الجنود والتمثيل بالجثث، وممارسات الذبح، بل ومحاولة التنظيم حشر نفسه في صفوف المقاومة، من خلال الحديث عن الخطر الحوثي، وأن التنظيم أول من بادر لقتال الحوثيين. وأكد: «هناك محاولة من قبل التنظيم لخلط الأوراق من خلال الزعم بأنه يشارك بفاعلية في صفوف المقاومة، وبهذا قدم ولايزال خدمة وذريعة استفاد منها الحوثيون والرئيس المخلوع».

 

عمليات استعراضية

 

وواصل: «تنظيم القاعدة في اليمن، لا يمتلك أصلاً مشروعاً سياسياً او اجتماعياً، ولكنه يجيد اللعب في الفراغ». فعندما وجد التنظيم فراغاً استطاع أن يقيم إماراته في زنجبار وجعار وعزان، ولكنها ما لبثت أن تلاشت في وقت قصير.. وكان التنظيم يدرك أن قدرته على البقاء محدودة، لكنه يكتفي بذلك، تحت مبرر (تقديم نموذج لداعش).. حاليا، يكرر التنظيم نفس التجربة التي كانت في أبين وشبوة، حيث استطاع، وبتواطؤ مع نفس الطرف الذي سهل له السيطرة على تلك المدن، كما ساعد عناصره على الفرار من المعتقلات، استطاع السيطرة على أجزاء من محافظة حضرموت.. ولكن فشل «القاعدة» في حضرموت يبدو أشد وأسرع مما كان عليه في أبين وشبوة، ولهذا يكتفي التنظيم بالقيام بعمليات استعراضية في المكلا، فيقيم النقاط العسكرية، ويجبر السكان على الالتزام بما يعتقد تديناً، كما يفرض خطباءه في المساجد، ويقوم باعتقال المعارضين وخاصة الصحفيين، تحت حجة انتسابهم للأجهزة الأمنية.

وجود الدولة

وأكد الجمحي، بأن الحديث عن خلاص حقيقي ومكتمل من تنظيم القاعدة، وسائر الجماعات المتشددة، ليس ممكناً في ظل ما يعيشه اليمن من أوضاع، وحالما تكون هناك دولة «سنبدأ بالحديث عن يمن بلا إرهاب».

توظيف

من جانبه الباحث والكاتب الصحفي نبيل البكيري، شدد على أن ملف القاعدة وأخواتها في اليمن ملف سياسي أكثر من أنه ملف أمني بحت، وبمعنى آخر أن هذه الجماعة يتم توظيفها في سياق الحرب الدائرة الآن في اليمن. وخاصة من قبل الانقلابيين الذين يصورون للعالم أن معركتهم مع الإرهاب فيما هم يصفون حساباتهم القذرة لفرض الانقلاب كواقع.

اختراق وتفريخ

وأضاف البكيري: «في الجانب الآخر لا يعني هذا أن «القاعدة» غير موجود فهو موجود ولكنه مخترق ومفرخ عدا عن توافر الأجواء له في ظل استمرار غياب وجود الدولة وانهيارها». ونبه البكيري، لغياب رؤية سياسية واضحة للتحالف لما يجب أن تمضي عليه حرب استعادة الشرعية، وكيف يمثل واحداً من الإخفاقات التي قد توجد فراغاً للعب بالورقة الأمنية من قبل الانقلابيين الذي يخدمه كثيرا عدم الحسم وطول أمد الحرب.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن