ما هو أهم موقف عربي للراحل عبد الكريم الارياني وما هي اهم قراراته السياسية والاقتصادية في اليمن؟

الإثنين 09 نوفمبر-تشرين الثاني 2015 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 3393

إعلان وفاته اليوم الأحد أغلق أهم صندوق أسود للسياسية في الجمهورية اليمنية. عبدالكريم الأرياني السياسي الذي لايحب الصخب وكان على الدوام يتواجد في المسرح الخلفي للسياسة اليمنية. متفاعلاً ومؤثراً لفترة طويلة لم يسبقه إليها أحد.

ويعد الرجل من الشخصيات السياسية اليمنية التي وصفت بالدهاء وأحد مهندسيها خلال الأربع العقود الماضية وخلال أهم المراحل التاريخية اليمنية.

ونعت الحكومة اليمنية في بياناً مطول لها وفاة الدكتور عبدالكريم الأرياني الذي توفي في أحد المستشفيات بمدينة فرانكفورت الألمانية بعد معاناة مع المرض.

ولد الأرياني في حصن إريان في محافظة إب عام 1934.. كان عمه القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس اليمن في السبعينات قبل أن يترك السلطة، دون أية مقاومة تذكر، إثر انقلاب عسكري ناعم.

وتقلد الأرياني العديد من المناصب الحكومية منذ عودته بعد الدراسة في الولايات المتحدة إلى اليمن في العام 1968 وعمل كمدير لمشروع وادي زبيد في مجال تخصصه العلمي.

وتولى منصب رئيس الجهاز المركزي للتخطيط ووزيرا للتنمية بعد ذلك بفترة وجيزة.

وعايش الأرياني أهم مرحلة تاريخية في اليمن أبان حكم الرئيس الحمدي وتقلد وجمع بين منصبين حيث تولى منصب وزير التربية والتعليم ورئيس جامعة صنعاء عام 1976- 1978.

ويعتبره البعض أحد أهم الشخصيات التي تعرف حقيقة مقتل الرئيس الحمدي حيث يصفه البعض أنه الصندوق الأسود الثاني لتلك الحقبة.

وفي العام 1980 تقلد منصب رئيس الوزراء للجمهورية العربية اليمنية وظل في المنصب ثلاث سنوات أخرى.

ومن أبرز القرارات التي اتخذها عند رئاسته للحكومة، والتي ظهرت آثارها الإيجابية لاحقا، منع استيراد الفواكه من الخارج وهو الأمر الذي أحدث تطورا نوعيا واكتفاء ذاتيا في الإنتاج الزراعي اليمني.

وتقلد منصب وزير الخارجية في العام 1990، في حكومة الوحدة التي ترأسها المهندس حيدر أبوبكر العطاس، ثم وزيرا للتخطيط. حتى أتت حرب صيف 1994، التي غادر فيها شركاء الوحدة اليمنية وتم تعيينه في أعقابها نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية.

أما أكثر قرارته السياسية الداخلية في ترأسه الأخير للحكومة اتخاذه قرارات برفع الدعم الحكومي عن الكثير من المواد المستهلكة خلال الفترة الممتدة من 28 أبريل 1998 إلى 31 مارس 2001 في فترات متقطعة ولكنها متقاربة في ذات الوقت.

ويعتبر الأرياني المستشار الأستثنائي كما يصفه المراقبون فقد عمل مستشاراً سياسيا للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى جانب منصبه التنظيمي كأمين عام للمؤتمر الشعبي العام الذي انتخب فيه من خلال المؤتمر العام الخامس للحزب.

ومن ابرز المواقف السياسية للارياني موقفه المعروف عربياً من حرب الخليج الثانية وغزو العراق للكويت، حيث يحمله الكثير من الساسة اليمنيين مسؤولية اتخاذ اليمن لموقفها الشهير من تحرير الكويت في مجلس الأمن، واستطاع إقناع مجلس النواب بالموافقة عليه بعد ساعات من الجدل الصاخب في قاعة المجلس.

وكان للرجل دوراً بارزاً في الاحداث التي سبقت حرب صيف 1994 باعتباره أحد الذين ساهموا آنذاك في تعميق الخلاف مع شريك الحزب الاشتراكي. وقد تباهى الإرياني علنا بدوره في إفشال الاتفاق الذي كان سيتم التوقيع عليه في مسقط لحل الأزمة التي سبقت الحرب.

كما لعب دوراً كبيراً في قبول حزب المؤتمر الشعبي العام بالمبادرة الخليجية بعد أحداث العام 2011م.

الرجل الذي لا يغيب عن المشهد أعلن تأييده لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ولعمليات عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين وصالح في اليمن. أثناء توليه منصب مستشار الرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي ليستمر الرجل في منصبه حتى وافته المنية الأحد (8 نوفمبر 2015) عن عمر يناهز 81 عام.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن