الإعدامات في إيران تتصاعد بشكل مخيف و 50 حالة خلال الشهر الجاري إنقسامات وخلافات حادة تعصف في حكومة الإحتلال الإسرائيلية وقد تقلب موازين المفاوضات على الهدنة جيش روسيا يواصل التقدم والزحف ورئيس أوكرانيا يعلن عن هجومًا أوسع نطاقًا احتدام الصراع الرئاسي بين ترامب وبايدن واتهامات بالخرف والمخدرات والقادم أعظم أول دولة عربية تعلن سداد جميع ديونها إلى صندوق النقد الدولي الطيران الإسرائيلي ينفذ عمليات اغتيال ثاني لقيادة كبيرة خلال 24 ساعة ومأرب- برس يرصد جانب منها مواصفات هاتف Galaxy M35 الجديد من سامسونغ دولة عربية تعلن سداد جميع ديونها إلى صندوق النقد الدولي موسم غير مسبوق.. رقم قياسي يدخل باير ليفركوزن تاريخ الدوري الألماني أول تعليق من البنك المركزي حول خروج مبالغ مالية عبر مطار عدن دون علم البنك بها
عاد رمضان هذه السنة، ولكن ليس كما يتمناه اليمنيون، حيث ترزح بلادهم تحت حمل ثقيل من الأعباء اليومية خلفتها الحرب المستمرة والصراع السياسي المتصاعد والأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تعصف باليمن.
اختفى كثير من المظاهر التي كانت تميز مدينة صنعاء، كما تلاشت الفعاليات الثقافية النوعية التي كانت ترافق قدوم الشهر المبارك مثل مهرجان الإنشاد اليمني الذي كان بمثابة بصمة خاصة من بصمات المدينة الموغلة في التاريخ، ليحل مكانها أنين الناس وشكواهم التي لا تنقطع نتيجة التدهور المستمر في الوضع الاقتصادي وما يرافقه من غلاء فاحش في الأسعار، إضافة إلى المعاناة الأساسية التي رافقتهم من العام السابق والمتمثلة في انقطاع التيار الكهربائي بصورة كلية والاستعاضة عنه بالطاقة الشمسية لدى الميسورين من الناس، والانعدام التام للمشتقات النفطية والغاز المنزلي الذي يستخدم في الطبخ.
الصراع بين الفرقاء ألقى بظلاله الثقيلة كذلك على أرواح اليمنيين المنهكة، حيث غزت الشعارات السياسية الشوارع والأسواق والمساجد الأمر الذي خلق تلوثاً بصرياً وروحياً وعلى وجه الخصوص في مدينة صنعاء القديمة المسالمة والتي بدا الحزن جلياً على جدرانها وأزقتها مع انتشار المظاهر المسلحة التي لم تكن تعرفها المدينة من قبل.
في أزقة صنعاء القديمة ما زالت الحياة تدب في شوارع المدينة لتتصاعد شيئاً فشيئاً، قبل أن تتوقف تماماً قبيل أذان المغرب بلحظات حيث يتفرق الناس بين المنازل والمساجد لتبدو صنعاء كمدينة مهجورة للحظات قبل أن يتدفق الناس مجدداً في الأسواق كجداول الماء.
ما زال سوق الملح الشهير في صنعاء القديمة يعج بكثير من البضائع التي كانت تزدهر تجارتها في رمضان مثل الفضيات والنحاسيات والعقيق والأحجار الكريمة، كما ما زال الدخان يتصاعد من المطاعم الشعبية حيث تتم صناعة أشهر أطباق المائدة التقليدية اليمنية مثل «السلتة» و»القنم» وحلويات «الرواني» و»بنت الصحن».
تعج الأسواق بالحركة والمتسوقين ولكنها تعاني من ضعف قدرتهم الشرائية كما يقول أحد الباعة لـ»الحياة»، وعلى رغم استمرار الباعة في عرض كثير من المنتجات والمأكولات الشعبية المخصصة لشهر رمضان، إلا أن حركة البيع والشراء تراجعت إلى حد غير مسبوق كانعكاس مباشر للتدهور الاقتصادي وانخفاض سعر العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية.
تتميّز صنعاء القديمة بكثير من العادات والتقاليد والطقوس التي تميز شهر رمضان عن غيره من الشهور، وعن العديد من تلك المظاهر تقول الشاعرة اليمنية إيمان حميد التي ولدت وترعرعت في أحد أحياء المدينة، إن سكان صنعاء يستقبلون الشهر الكريم في آخر أيام شعبان من خلال مأدبة عامرة يطلق عليها «يا نفس ما تشتي» حيث يجتمع شمل العائلة على هذه المائدة التي يساهم كل فرد من العائلة فيها بصنف من المأكولات ويأتي به للمكان الذي تم الاتفاق على التجمع فيه وتكون جلسة يغلب عليها الأنس والود وصلة الأرحام وأكل أشهى المأكولات.
وعن أبرز العادات الاجتماعية والطقوس الروحانية التي تميز شهر رمضان في مدينة صنعاء القديمة والتي اختفى كثير منها بفعل الحرب، تضيف إيمان حميد: «رمضان شهر يراجع فيه الإنسان نفسه وعلاقاته مع الآخرين فيطلب الصفح منهم ويصفح هو عنهم ليتقبل الله صيامه وقيامه ويعينه الله على أن يكون قلبه عامراً بذكر الله، كما يهدي الجار جاره من طبقه الرئيسي للعشاء والآخر لا يرد الطبق فارغاً بل يهدي فيه ما كتب الله له ورزق».
وتضيف: «والأهم والأجمل هو التنافس على قراءة القرآن والتفاسير والاستماع لمجالس العلم في المساجد أو في بعض القنوات الفضائية، ومن ثم يأتي دور المنشدين لإحياء مجالس الذكر وإنشاد أجمل القصائد في حب الله والمدائح المحمدية في الهواء الطلق. ويحضر من يحب من أهالي صنعاء من الرجال والأطفال لسماع الأناشيد التي يرف لها القلب شوقاً للمصطفى عليه السلام».