روسيا تتحرش السعودية وقوات الشرعية اليمنية تهدد مصالح «الدب» في سوريا وتقترب من إحراق ورقته الرابحة

الأربعاء 17 أغسطس-آب 2016 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - خاص - قسم التقارير
عدد القراءات 25818

كشف التصريحات المتباينة للمسؤولين الروس ، حجم التخبط الروسي في الملف اليمني ، ففي حين أكد السفير الروسي في اليمن فلاديمير ديدوشكين، أن موسكو تدعو إلى الامتناع عن القيام بخطوات أحادية الجانب تقوض العملية السياسية، خرج القائم بالاعمال الروسي بصنعاء أوليغ دريموف ، بتصريح مناقض ، حيث بارك دريموف تشكيل المجلس السياسي لصالح والحوثي، وسبق هذا التخبط عرقلتها لاصدار بيان اممي يدين تعنت وفد الانقلابيين في مشاورات الكويت.

وفي كل الاحوال يجب الانتباه الى ان اليمن ليست في دائرة المصالح الروسية العليا كما ان الروس يعلمون بأن اي تدخل مباشر او غير مباشر في اليمن سيؤدي الى رد فعل غربي في دائرة مصالحها كأوكرانيا وروسيا، ما يهدد المصالح الروسية وهذا ما يفسر عدم اتخاذ موقف روسي واضح تجاه اليمن حتى الان.

مقايضة

فتحركاتها الأخيرة، تجاه الأزمة اليمنية تشير إلى ارتباطها ارتباطًا وثيقًا مع التحركات السعودية تجاه الأزمة السورية، ففي الوقت الذي تعلن فيه المملكة عزمها التدخل البري بالتعاون مع تركيا، وتحاول جمع شتات القوى العربية والإسلامية المتفرقة، تمهيدًا لهذا التدخل الذي ترفضه موسكو، وحليفتها إيران، تدعو روسيا لجلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن الأزمة اليمنية، والتي تعد جزءًا من الأمن القومي السعودي.

وتعددت المحاولات الروسية لمقايضة الملف السوري بالملف اليمني، فبالتزامن مع محادثات السلام السابقة بشأن الأزمة السورية "جنيف 3"، أطلقت روسيا مبادرة سلام متعلقة بالشأن اليمني، فيما سارعت باللجوء لمجلس الأمن والضغط عليه، بالتزامن مع الدخول السعودي القوي في الأزمة السورية.

كما تزامن التدخل الروسي في الأزمة اليمنية مع اقتراب المقاومة الشعبية، بمساندة التحالف العربي بقيادة السعودية من معركة الحسم بالعاصمة صنعاء، والتي يرى المحللون أن الوصول إليها يعني إنهاء جزء كبير من الخطر الحوثي "الشيعة المسلحة" على المملكة، مما يشير لقرب فقدان الملف اليمني دوره في المقايضة، التي تسعى إليها روسيا.

وعلى الرغم من المحاولات الروسية لمقايضة الملفين، خاصة مع حساسية الملف اليمني بالنسبة للمملكة، واعتباره بمثابة أمن قومي لها، إلا أن مدى نجاح المقايضة يعتمد على مدى قدرة موسكو على إقناع الرياض بأن التوغل الإيراني في سوريا لن يمثل تهديدًا لأمنها، بالقدر الذي يمثله التهديد اليمني، وهو ما يراه المراقبون أمرًا مستحيلًا.

ابتزاز

وتعليقا على التصريحات الروسية المتناقضة قال المحلل السياسي اليمني فيصل المجيدي - رئيس مركز إسناد لتعزيز القضاء وسيادة القانون- إن سياسية روسيا في المنطقة قائمة على محاولة الابتزاز لا أكثر، مشيراً إلى أنها كانت تقف بوضوح مع الحكومة اليمنية ولم يتغير موقفها وان مناورتها الاخيرة فقط رغبة منها في الحصول على تنازلات في الملف السوري كضغط على المملكة.

وأضاف في تصريحات صحافية: "برأيي الشخصي لا يمكن لروسيا أن تتورط بحرب أخرى في ملف اليمن بعد أن غرقت في المستنقع السوري، ولهذا فإن تصريحات الخارجية الروسية تقول بأنها مع الشرعية اليمنية لكنها تقوم بأعمال منافية لهذه التصريحات، فمثلا حضور القائم بأعمال السفارة الروسية لما سمي بتسليم السلطة للمجلس السياسي وهو تسليم اليمن حقيقة للخوميني عبر مليشياته في صنعاء".

وأشار "المجيدي" إلى أن هذا الموقف الروسي فهم منه إيصال رسالة للسعودية أنها ستدخل اليمن في بورصتها السياسية، وبالتالي الحصول على مزيد من التعاملات الاقتصادية مع السعودية، وهو أمر يجب أن يكون للحكومة اليمنية موقف فلا يصح أن تضع إيران رجل مع الانقلابيين ورجل مع الحكومة الشرعية.

وأضاف: "اعتقد أن زيارة وزير الخارجية اليمني واستيضاح الموقف الرسمي من موسكو أمر غاية في الأهمية"، لافتاً إلى أن موقف السفير الروسي عند حضوره المشاورات في الكويت كان واضحاً نظرياً في دعم الموقف الحكومي غير أنه يقول أن القرار 2216 لم يعد كافياً ليكون أساساً للحل.

ولفت "المجيدي" إلى أنه بذلك يضع موقفاً ضبابياً للدولة العظمى خصوصا وأن موقف روسيا في مجلس الأمن المعرقل لبيان بإدانة خطوة تشكيل المجلس السياسي يؤكد أن روسيا تطرح مساومة أخرى تحتاج معه لقبض اثمان محددة ومناورة سياسية لا أكثر.

 

واختتم قائلاً إن المصالح لا تعرف أخلاق لدى هؤلاء، لكن الشعب اليمني هو من سيقرر مصيره، وروسيا تاريخياً موقفها مع إيران وتتأرجح مواقفها مع العرب بناء على ما ستحصل عليه من مصالح.