البهائيون ضحايا التمييز الديني في اليمن

الجمعة 19 أغسطس-آب 2016 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس – متابعات
عدد القراءات 3117
       

تعود قضية البهائيين، الأقلية الدينية التي تتعرض لاضطهاد في أكثر من بلد في الشرق الأوسط، إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة في اليمن التي تعاني ويلات الحرب وانتشار الجماعات المتطرفة.

ففي الـ10 من آب/أغسطس اقتحم مسلحون، يعتقد أنهم من جماعة أنصار الله الحوثي، تجمعا "غير سياسي" في العاصمة صنعاء، واعتقلوا 60 شخصا بينهم نساء وأطفال، ثم أطلقوا سراح المعتقلين المسلمين وأبقوا 23 رجلا وثلاث نساء من الطائفة البهائية، رهن الاعتقال.

وتؤكد الناشطة البهائية في الولايات المتحدة نسرين اخترخاوري لموقع قناة "الحرة" أن المعتقلين تعرضوا لسوء معاملة ويعيشون حاليا ظروف اعتقال قاسية جدا، ومن الواضح أن الأسباب التي تقف وراء اعتقالهم دينية.

سجل حافل بالانتهاكات

وتقول الناشطة اخترخاوري إن تاريخ الانتهاكات التي يتعرض لها البهائيون، في اليمن تحديدا تاريخ طويل، إذ لا يزال حامد بن حيدرة الذي اعتقله عناصر من مكتب "جهاز الأمن القومي" التابع للمخابرات اليمنية في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2013، يواجه عقوبة الإعدام.

وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن المخابرات اليمنية احتجزت بن حيدرة "في مركز اعتقال في العاصمة صنعاء لسنة تقريبا، حيث ضرب وتعرض للصدمات الكهربائية وغيرها من سوء المعاملة".

وتضيف أن "مدعي المحكمة الجنائية المتخصصة أصدر في 8 يناير/كانون الثاني 2015، لائحة اتهام زاعما أن بن حيدرة كان مواطنا إيرانيا تحت اسم مستعار، ووصل اليمن عام 1991"، رغم أن زوجته قدمت للسطات وثائق تثبت أن بن حيدرة يمني.

وتضيف المنظمة أن المدعي العام وجه إلى بن حيدرة تهمة التواطؤ مع إسرائيل من خلال العمل لـ "بيت العدل الأعظم"، وهي الهيئة الإدارية البهائية العليا ومقرها في حيفا بإسرائيل.

وأشارت الناشطة نسرين اخترخاوري إلى أن السلطات اليمنية تتهم بن حيدرة باستدراج مسلمين إلى اعتناق البهائية البهائية"، ورأت في "الأخلاق العالية" التي يتمتع بها طريقة للتبشير بدياته.

وفي نيسان/أبريل الماضي طالبت هيومن رايتس ووتش السلطات اليمنية بإسقاط التهم ضد بن حيدرة، والتوقف عن اضطهاد الطائفة البهائية في البلاد.

وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط إن "السلطات اليمنية ظلمت بن حيدرة بملاحقته لأجل معتقداته الدينية وضاعفت هذا الظلم بالسعي لإعدامه. يجب إسقاط التهم فورا عن بن حيدرة والإفراج عنه."

وتقول أخترخاوري لموقع قناة "الحرة" إن الحكومة اليمنية صادرت ممتلكات بن حيدرة، ومنعت زوجته من العمل.

 

وكان بن حيدرة يعمل موظفا في شركة النفط في منطقة بلحاف في محافظة شبوة، عندما أقدمت السلطات على اعتقاله، حسب ما أفادت به اخترخاوي لموقع "الحرة".

 

أقلية مقيدة

 

وبينت اخترخاوري لموقع "الحرة" أن الحكومة اليمنية تفرض قيودا على ممارسة البهائيين شعائرهم الدينية، "فالدين البهائي غير معترف به في اليمن".

وتصف اخترخاوري أحوال البهائيين في اليمن بالصعبة خاصة عندما "يتم تعريف هذه العائلات على أنهم بهائيون ويتم التحريض على عدم التعامل معهم لأنهم (نجسون وكفار)".

 

وتقول أخترخاوري إن عدد البهائيين في اليمن "يصل إلى مئات الأشخاص وهم من أصول يمنية، وكانوا في الماضي جزءا من المجتمع اليمني، ولكن الآن مع التحريض ضد هؤلاء، بدأنا نلحظ بعض الانتهاكات".

 

وتؤكد اخترخاوري أن البهائيين في المجتمعات العربية بشكل عام يعيشون تحت عبء صورة نمطية سلبية رغم "أنهم لا يتدخلون في السياسة، وهم لا يؤمنون بالخمر، ولا يتعاطون المخدرات، ومحافظون جدا بعلاقاتهم، ويؤمنون بالعلاقات الجنسية داخل المؤسسة الزوجية".

مكون أساسي لمجتمع اليمن

 

تشير المعلومات التاريخية إلى أن البهائيين ينتشرون في العديد من المدن والقرى اليمنية مثل عدن والمكلا وصنعاء وتعز والحديدة وإب وسقطرى ولحج وغيرها، منذ مئات السنين، وفقا للموقع الرسمي للبهائيين في اليمن على الإنترنت.

ويقول الموقع أن أول مبشر بالديانة البهائية قدم إلى اليمن هو علي محمد الشيرازي، عام 1844م، لينشر الدين البهائي في هذه البلاد. وينتشر البهائيون وفقا للموقع، في أكثر من 235 بلدا حول العالم.

وينتمي البهائيون "إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعددة. أما الدين البهائي فمعترف به رسميا في العديد من الدول، وممثل تمثيلا غير حكومي في هيئة الأمم المتحدة والأوساط الدولية العلمية والاقتصادية".

والبهائيون "على اختلاف أصولهم يصدقون بما بين أيديهم من الكتب السماوية، ويؤمنون بالرسالات السابقة دونما تفريق، ويعتقدون بأن رسالة حضرة بهاء الله أسوة بغيرها من الرسالات السماوية، لا تمثل سوى مرحلة من المراحل المتعاقبة للتطور الروحي الذي يخضع له المجتمع الإنساني"، حسب الموقع.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن